الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أزمة الحكام و الاتحاد الآسيوي إلى أين؟

أزمة الحكام و الاتحاد الآسيوي إلى أين؟
3 يناير 2010 00:56
شهدت المرحلة الأخيرة أزمة من نوع خاص، فرضت نفسها على صفحات الصحف، وكان الحكمان الدوليان محمد عمر وفريد علي بطليها، من خلال التصريحات الصادرة عنهما والتي طالت يوسف يعقوب السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ورئيس لجنة الحكام، وذلك على خلفية صدور قرار بإيقافهما لمدة 3 أشهر، بسبب تقارير رفعت عنهما من مراقبي الاتحاد الآسيوي، بشأن مباراة الكويت الكويتي وبطل هونج كونج في كأس الكونفدرالية. والأزمة من نوع خاص، لأنها لم تكن معتادة في الفترات السابقة، أن يخرج خلاف قضاة الملاعب عن دوائرهم الإدارية المعتادة، وقنواتهم القانونية المعروفة داخل الاتحادات المحلية والقارية، ولاحظنا في تلك الأزمة أنها بدأت بقرار من لجنة الحكام الآسيوي، ومرت بتصريحات قوية من الحكمين، ولا نعرف هل انتهت بتلك التصريحات أم أن لها فصولا أخرى، في نفس الوقت الذي التزم فيه السركال الصمت ولم يبد أي رد فعل لتلك التصريحات، والقضية أيضاً لها خصوصية وتنطوي على بعض الحساسيات، خاصة أن السركال يشغل منصبا دوليا رفيعا، ويبدو أنه حدث خلط في تقييم البعض لطريقة تعاطيه مع هذا الأمر، وربما يكون البعض قد طالبه بما لا يطيقه أحد، وها نحن نستعرض بعض الآراء حول هذه الأزمة في محاولة للتعرف على أسبابها والآفاق التي يمكن أن تبلغها. تناول يوسف عبدالله الأمين العام لاتحاد الكرة ردة الفعل القوية التي قابل بها الحكمان فريد علي ومحمد عمر قرار لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي إيقافهما 3 أشهر على خلفية عدم التزامهما بالوجود 24 ساعة عقب مباراة ساوث شابينا والكويت الكويتي في النسخة الأخيرة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، قائلاً: الشخصان المعنيان بالموضوع فريد ومحمد عمر شعرا بأن العقوبة كانت ظالمة بالنسبة لهما، خاصة أنهما من حكام النخبة في الإمارات وإذا نظرنا إلى الموسم الماضي نجد أنهما قدما مساهمات جيدة مع الأندية أو المنتخبات على صعيد مسابقات الاتحاد الآسيوي وأدارا مباريات مهمة، وأنا لا أستطيع أن أفتي في لوائح الاتحاد الآسيوي التي من خلالها خرج القرار، لكنني أعتقد أن الحكم إذا أدى واجبه على الوجه الأكمل، ولم يلتزم فقط بالوجود لساعات عقب المباراة لا يستحق عقوبة الإيقاف 3 أشهر، وهي عقوبة لا تتناسب مع الجرم، وفي هذه الحالة كيف سنعاقب حكماً أخطأ في القانون. وأضاف لقد كشفت هذه الحالة أن هناك خللاً في لوائح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ونحن نطالب بإعادة النظر فيها، فمثلما أعدنا النظر في لوائحنا المحلية، يجب أن يقوم الاتحاد الآسيوي، بإعادة النظر في لوائحه، وإرسالها للاتحادات المحلية، لإبداء الرأي حولها حتى نصل للوائح جيدة تخدم كرة القدم الآسيوية، وهذا يجب أن لا يقتصر على جانب العقوبات فقط، بل كذلك أن يشمل المعايير التي يختار على أرساها الاتحاد الأفضل، وغيرها من جوائز الاتحاد الآسيوي، ونحن حتى الآن لا نعرف المعايير التي على ضوئها تم اختيار كوريا الشمالية كأفضل اتحاد قاري. والمعروف أن الاتحاد الكوري الشمالي نال الجائزة، بالرغم من أنه لم يكن ضمن الاتحادات الأربعة المرشحة لنيل اللقب وهي اتحادات كوريا الجنوبية والإمارات والعراق واليابان، لكن كوريا الشمالية أتت من خارج السباق ونالت الجائزة. واعتبر يوسف عبدالله أن الحكمين فريد علي ومحمد عمر خانهما التقدير في هجومهما على يوسف السركال لأنه إماراتي تهمه مصلحة البلد، ولا يساورنا أدنى شك في أن السركال ينظر في مصلحة الإمارات بصورة مستمرة، وأن ردة الفعل جاءت باعتبار أن السركال هو رئيس لجنة الحكام الآسيوية، وفي لحظة غضب من الحكمين. وأكد مسلم أحمد الحكم الدولي المتقاعد أن ما فجر مشكلة الحكمين فريد علي ومحمد عمر هو الإعلان عن العقوبة، والمعروف أن عقوبات الاتحاد الآسيوي لا تعلن، وهناك أكثر من حكم إماراتي، ومن المنطقة شملتهم عقوبات في الفترة الماضية، ولم تعلن لذلك كانت ردة الفعل قوية من فريد ومحمد عمر، خاصة أن ما حدث لا يستحق عقوبة بهذا الحجم. وقال: لقد تابعت هذه القضية منذ بدايتها، بحكم أنني قريب من فريد علي، وحسب علمي فإن فريد ومحمد عمر استأذنا مراقب المباراة ومراقبة الحكام في المباراة المعنية ومنحاهما الإذن بالمغادرة قبل التوقيت المفروض، وبعد أن ضمنا الإذن غادرا، والأمر المؤسف أن مراقب المباراة ومراقبة الحكام لم يضمنا تقريرهما أن الحكمين قد استأذنا وأنهما أي المراقبين قد منحاهما الإذن، وهذا ما جعل محمد خلفان الرميثي يتحدث بوضوح حول هذه الجزئية ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع فريد ومحمد عمر، على أن يتحمل اتحاد الإمارات تذاكر الحكام، وما يتصل بسفرهما إلى الاتحاد الآسيوي للتحقيق، على أن تتم مواجهتهما بمراقب المباراة ومراقبة الحكام اللذين منحاهما الإذن وقد رفض هذا الاقتراح الذي كان سيكشف كل الحقائق بالنسبة للجنة التحقيق وعلى ضوئه يتخذ ما هو مناسب من إجراءات ورفض لجنة التحقيق أمر يدعو للغضب. وقال: لقد كانت ردة الفعل قوية من الحكمين، وهذا أمر له ما يبرره، بعد أن سرت هذه الحيثيات، لكن كان يجب ألا تكون بهذه القوة تجاه رئيس لجنة الحكام الآسيوية يوسف السركال، لأن القانون واضح بالنسبة للحكام فيما يتعلق باتهام أي مسؤول في الاتحاد أو اللجنة عبر وسائل الإعلام بأي اتهام، وهذا يجعلني أتوقع أن تكون هناك ردة فعل مماثلة وعقوبة من لجنة الحكام الآسيوية تجاه فريد ومحمد عمر. وأكد مسلم أنه لو كان مكان فريد علي لكان قد اتخذ القرار نفسه بمقاطعة سمنار الحكام الآسيوي مبيناً أن الاتحاد القاري قد أخطأ بدعوة حكم أصدر بحقه عقوبة الإيقاف، وكان عليه أن يؤخر الدعوة لحضور السمنار الثاني الذي ينظم للحكام، وهو ما أكد الحكم محمد عمر أنه ينتظر المشاركة فيه. القرار يخضع لتقارير المراقبين سالم سعيد: السركال يدعم الحكام طوال حياته والقرار ليس بيده أكد سالم سعيد السكرتير السابق للجنة الحكام أن رأيه يستند إلى 3 محاور أساسية أولها أن يوسف السركال كان داعماً كبيراً ومازال للتحكيم الإماراتي في كل المناصب التي تولاها، وأن التحكيم في عهده بلغ مكانة مرموقة، وكإماراتي لا أشك للحظة أنه يقف ضد أمل أو طموح أي حكم إماراتي في الوصول إلى القمة، لأن هذا يعزز موقفه وموقف حكامنا في النهاية، كما أنه لا يجب أن نضغط عليه في موقفه لتبني قرار يثير الجدل حوله داخل لجنته، فالرياضة ليست كلها مكاسب ولابد أن بها تضحيات، وعندما يتخذ قرار بشأن أحد من حكامنا لابد أن نلتزم به لعدم إحراجه. وقال أنا لدي معلومات مؤكدة بأن السركال حاول بقدر الإمكان أن يخفف تلك العقوبة داخل اللجنة في الحدود المتاحة له، وفي النهاية لابد أن يعلم الجميع أن القرارات تصدر بناء على تقارير، وقرار الاتحاد الآسيوي كانت وراءه تقارير من مراقب لجنة الحكام، ومراقب المباراة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تغيير تلك التقارير أو تجاهلها، بالمثل كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تجاهل تقرير حكم في لاعب أو إداري أو مدرب أو جمهور. وأضاف أن علاقتي أخوية بكل من فريد علي ومحمد عمر وأنا أعتبرهما من الحكام المتميزين على المستوى المحلي وهما يستحقان نيل مكانة كبيرة على المستوى الآسيوي، فهما يتميزان بالكفاءة والنزاهة، وأظن أنهما خدعا من المراقبين، وتحدثت معهما بموجب تلك العلاقة، وقناعتي أن الحكم لا يجب أن يتعاطى مع الإعلام بشكل مفتوح، ويجب ألا يتعرض لأحد من خلال الإعلام، فالحكم قاض وله قنواته الشرعية التي يتخذها عندما يريد تفسير أمر ما أو معارضة شيء آخر، وأنا أعتبر أن هذه التصريحات لا تسيء للسركال لأنه في موقع عام والاختلاف في الرأي قد يكون مقبولاً مع كل من يدير عمل عام ولكن بشرط عدم التعرض للأمور الشخصية. عقوبة الإيقاف أكبر من حجم الخطأ الجنيبي: السركال أعطى التحكيم الكثير سعيد عبدالسلام (دبي) - قال الحكم الدولي محمد الجنيبي إن يوسف السركال من الشخصيات المرموقة على الساحة القارية، وأعطى للتحكيم الشيء الكثير، سواء عندما كان رئيساً للجنة الحكام باتحاد الكرة أو رئيساً للاتحاد، ووجوده في الاتحاد الآسيوي كرئيس للجنة الحكام بالطبع يفرض عليه أشياء كثيرة بحكم الموقع القاري، لكن حقيقة أرى أن العقوبة التي اتخذها الاتحاد الآسيوي بحق الحكمين الدوليين محمد عمر وفريد علي قاسية، ولا تتناسب مع حجم الخطأ ومخالفة اللوائح، حيث كان من المفترض أن يتم مراعاة أشياء كثيرة منها عطاء الحكم ومستواه وعمره.. وبالتأكيد كلنا نثق بأن يوسف السركال لم يكن له دخل في العقوبة بمعنى أنه لم يتخذها كرئيس للجنة الحكام وحده ولكنها مرت عبر التقرير وآراء أخرى.. وفي نفس الوقت من حق فريد علي أن يغضب لأن العقوبة جاءت في وقت حرج بالنسبة لمشواره مع التحكيم كونها السنة الأخيرة له بحكم اقتراب بلوغه سن الاعتزال التحكيمي. وأضاف لذلك أعود وأقول إن العقوبة كبيرة من حيث الحجم، مما شعر معها محمد عمر وفريد علي بشيء من الظلم، خاصة أن للاتحاد الآسيوي معايير خاصة به.. وماذا كان سيفعل الاتحاد الآسيوي لو كان الحكم الذي أدار مباراة فرنسا وايرلندا ينضوي تحت لوائه. شخصياً كنت أتمنى ألا يتم التصديق على هذه العقوبة بسهولة حيث كان بالإمكان تخفيضها إلى لفت نظر أو استدعاء الحكمين، كما ما ذنب الاتحاد المحلي الذي يتضرر بإيقاف حكمين دوليين من حكام النخبة، خاصة أن الخطأ الذي تم ارتكابه هو خطأ إداري وليس الخطأ فنيا، الأمر الذي يجعلنا نقول إن العقوبة أكبر من حجم الخطأ وكان على لجنة الحكام الآسيوية أن تراعي تاريخ الحكمين وعطائهما.. كما أننا نعتب على الاتحاد الآسيوي في قضية النخبة التي أراها لا تخضع إلى مقاييس واضحة. اليماحي رئيس لجنة الحكام: تكريم قضاة ملاعبنا ليس رسالة موجهة للاتحاد الآسيوي حاولنا إقناع فريد وعمر بحضور « السمنار» أبوظبي (الاتحاد)- أكد ناصر اليماحي رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة في تعقيبه علي الأزمة الدائرة حاليا ًبين بعض حكامنا والاتحاد الآسيوي، أن الاتحاد يحترم قرارات الاتحاد الآسيوي باعتباره منظمة نتعامل معها ونتبع لها في النهاية، وأنه شخصياً ما كان يتمنى أن تطال تلك التصريحات يوسف السركال شخصياً رئيس اللجنة، لأنه لا يمكن اعتباره مسؤولاً عن العقوبة، حيث أنه يعمل ضمن لجنة ولا يمكنه أن يفرض رأيه على الجميع والا تصبح هذه الخطوة ليست في صالحه. وقال: نحن متأكدون من أن حكامنا مثال جيد لقضاة الملاعب العرب والآسيويين، ومن أجل ذلك شملناهم في التكريم في يوم الحكام بالإمارات على إجادتهم في الكثير من المناسبات، ولا يجب أن يفهم هذا التكريم على أنه موقف ضد أحد، ولا يناصر أحد على أحد، فنحن نكنّ للسركال احتراما كبيرا باعتباره شخصية مرموقة، قدمت الكثير للكرة الإماراتية، ويتقلد منصباً مهماً حالياً في الاتحاد الآسيوي تتمنى أي دولة أن يكون لها ممثل في هذا المنصب، وإذا كان فريد علي أو محمد عمر صدرت عنهما تصريحات بأي شأن، فأنا أقول إن من حق من صدر في حقه قرار أن يدافع عن نفسه على الأقل أمام الرأي العام، ولكن الدفاع كان لا يجب أن يكون شخصياً أو يوجه ضد اسم بعينه. وأضاف تحدثت مع فريد علي ومحمد عمر من واقع علاقتي الأخوية بهما وطوينا صفحة الماضي وأظن أن الموقف انتهى عند هذا الحد، وأقول إن محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة حاول أن يضغط على كل من محمد عمر وفريد علي لحضور السيمنار المقام في ماليزيا، والخاص بالحكام ولكنهما أبديا أسبابهما باعتبارهما موقوفين في هذا التوقيت. وقال نحن من جانبنا تعاونا مع الاتحاد الآسيوي وقدمنا كل الأوراق المطلوبة في الشأن الذي طولبنا به وفي الوقت المناسب، ونقلنا رأي الحكمين في مخاطباتنا التي قدمناها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©