الصين تطالب السودان بحماية رعاياها وممتلكاتهم

أدانت الصين بشدة أمس قتل 4 رهائن من بين 6 عمال و3 مهندسين صينيين اختطفهم مسلحون يوم 18 أكتوبر الجاري من حقل نفطي قرب منطقة أبيي في ولاية جنوب كردفان وسط السودان المجاورة لإقليم دارفور غربي البلاد، باعتباره ''جريمة إرهابية وحشية''، وحضت الحكومة السودانية على حماية رعاياها وممتلكاتهم· وفيما نفت ''حركة العدل والمساواة'' المتمردة في دارفور تورطها في الحادث، ألقت الحكومة السودانية مسؤوليته على مسلحيها وذكرت أنها ستطلب من مجلس الأمن الدولي إدانتهم· وقالت وزارة الخارجية الصينية خلال بيان نشرته على موقعها الإلكتروني في شبكة الانترنت، نقلاً عن حصيلة جديدة للحكومة السودانية أن 4 رهائن قتلوا في محاولة إنقاذ فاشلة وتم تحرير 4 آخرين ومازال التاسع مفقوداً· لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل· وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة ''شينخوا'' أن وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي أبلغ نظيره السوداني دينق ألور كول بأن الصين ''تشعر بصدمة عميقة وتعبر عن غضبها وإدانتها ''القويين'' للعمل الإرهابي القاسي وغير الإنساني بحق موظفي شركة صينيين عزل''· وحض السودان على مواصلة جهود الإنقاذ ومعاقبة الجناة بـ''صرامة'' واتخاذ إجراءات فاعلة لضمان عدم تكرار هذا الحادث· وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو لصحفيين في بكين ''نعبر عن استنكارنا الشديد وإدانتنا لهذه الجريمة الإرهابية الوحشية من جانب الخاطفين الذين قتلوا موظفين عزلا''· وقالت جيانج إن الصين ستواصل الاستثمار في السودان وتطوير ''تعاون ودي قائم على المنفعة المتبادلة''· واضافت أن الصين ''تقدِّر صداقتها مع السودان وستواصل اتباع سياسة ودية تجاهه وتأمل، في الوقت نفسه، أن يوفر السودان ظروفاً جيدة للعلاقات بين البلدين، كما تطالب الحكومة السودانية ببذل جهود شاملة لإنقاذ المفقود وضمان عودته الآمنة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة أرواح وممتلكات الصينيين في السودان''· وقال رجال قبائل ومسؤولون في المنطقة ان زعيم الخاطفين رجل يدعى ''فضيلي'' من عشيرة أولاد عمران إحدى بطون قبيلة المسيرية العربية وإن الخاطفين ربما يريدون فدية· وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي أن السلطات السودانية ستتخذ مزيدا من الاجراءات الأمنية لحماية الصينيين والأجانب في البلاد· وأضافت أنه تم نقل جثث القتلى الخمسة ورهينتين هربا من المسلحين بعدما أصيبا بجروح إلى الخرطوم وسيتم تسليمهم للسفارة الصينية· وقبل اجتماع مجلس الأمن مساء أمس لمناقشة تعزيز قوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور، قال مندوب السودان لدي الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم لوكالة ''رويترز'' إن بلاده تريد أن يصدر المجلس ''إدانة قوية'' لمتمردي ''حركة العدل والمساواة''· وأضاف ''لقد شجعهم تساهل المجلس وحان الوقت لاتخاذ إجراءات لمعاقبة من يدمرون عملية السلام ويزهقون أرواح مواطنين عاديين''· ونفى المسؤول الكبير في ''حركة العدل والمساواة'' الطاهر الفكي تورطها في اختطاف الرهائن التسعة أصلاً· وقال لصحفيين في الخرطوم هاتفياً من لندن، حيث يقيم ''نحن لا نقوم بعمليات خطف ولا نأخذ رهائن· إن حركة العدل والمساواة لا شأن لها في ذلك''· وأضاف''لدينا قوات في المنطقة ولدينا دعم الناس هناك وقد انضم إلينا عدد من أفراد قبيلة المسيرية ويمكن للبعض منهم ان يقوموا بأعمال لكن ليس باسم الحركة ولعل هناك عناصر يدعون أنهم أعضاء في الحركة دون علمها''· واستطرد قائلاً ''إن لدى أفراد قبائل في محيط كردفان تظلمات معروفة جيداً وهم يعارضون النشاط النفطي الصيني في المنطقة''· كما نفى ذلك مسؤول آخر هو جبريل إبراهيم محمد، مستشار وشقيق زعيم الحركة خليل ابراهيم · وقال ''لا أعرف إن كان أحد يعمل باسمنا، لكنني متأكد من أن حركة العدل والمساواة لا تقوم بعمل مماثل''·