الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهوريون ··· هجوم فاشل على أوباما

الجمهوريون ··· هجوم فاشل على أوباما
29 أكتوبر 2008 02:21
الأرجح أن جون ماكين وسارة بالين سيخسران هذه الانتخابات؛ ولكن الأكيد أنهما يستحقان ذلك· فنظراً لحملة هدفها الرئيسي هو اللعب على المخاوف والشكوك أكثر منها طرح الأفكار والمبادرات، يمكن القول إن ماكين وبالين ساعدا باراك أوباما كثيرا في صياغة ''خطابه الحجاجي الختامي''· قال أوباما أمام حشد من أنصاره أول أمس الاثنين في ''كانتون'' بولاية أوهايو: ''إن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح في هذه الانتخابات ليس ''هل انتم أفضل حالاً مقارنة مع فترة ما قبل أربع سنوات؟''· فنحن نعرف الجواب على هذا السؤال؛ بل السؤال الحقيقي هو: ''هل سيكون هذا البلد أفضل حالاً بعد أربع سنوات من اليوم؟''· الواقع أن ''الجمهوريين'' لا يحاولون حتى صياغة جواب؛ ونظراً للتقدم الذي يحرزه أوباما، والذي يزداد يوماً بعد يوم، فمن الصعب تصور شيء قد يغير الأشياء هنا· بيد أنه حتى في حال وقوع حدث دولي مجلجل من قبيل ما يطلق عليه البعض ''مفاجأة أكتوبر''، فإن ذلك على الأرجح لن يخدم مصلحة ماكين في نهاية المطاف بالنظر إلى رد فعله الضعيف على الأزمة المالية· ثم إن الآلة ''الجمهورية'' تبدو ضعيفة وصغيرة مقارنة مع القوة الهائلة لآلة أوباما· بالطبع، هناك دائماً مسألة العرق· ولا نستطيع الجزم بشأن ما إن كانت ثمة أصوات عنصرية كثيرة مخفية في انتظار أن تظهر يوم الثلاثاء (يوم الاقتراع)· غير أنني شخصياً أعتقد أن العرق قد أُخذ بعين الاعتبار في أرقام استطلاعات الرأي - أنها، باستعمال المصطلحات المالية التي باتت شائعة هذه الأيام، ''أُخذت في الحسبان من قبل السوق''· واعتقادي هو أن العرق حاضر بشكل ضمني في كلمات يستعملها ''الجمهوريون'' في هجوماتهم على أوباما من قبيل ''خطير'' أو ''اشتراكي''، وأن الهدف الحقيقي من ذلك هو تصوير أوباما على أنه شخص غامض وغير معروف وغريب وأجنبي على نحو ما· وفي تقديري، فإن الناخبين الذين استجابوا لهذا النوع من الاستمالة المشفرة قد استجابوا لها منذ فترة· وعليه، فمن غير المرجح أن نرى نهاية سعيدة تنقذ ماكين وبالين وحلفاءهما من خارج التذكرة· غير أن الأمر لا يعزى فقط لحقيقة أنهما أدارا حملة تفتقر إلى حسن التنظيم، متهكمة بشكل لاذع حيناً، وجادة حيناً آخر، مترددة ولا تعرف ما إن كان ينبغي أن تقدم ماكين كرجل دولة محنك وجاد أو سياسي· والأمر لا يتعلق فقط بكون بالين، ولنكن صرحاء، ما كان ينبغي أبدا أن يُسمح لها بأن تكون قريبة من التذكرة الرئاسية- وبكل تأكيد، ما كان ينبغي أن تكون قريبة من ملابس ''ساكس'' و''نيمان ماركوس'' الفاخرة· بل الأدهى والأخطر هو أنه في الوقت الذي بات من الواضح جداً أن الأميركيين يتوقون إلى تغيير الاتجاه، ويذكر هنا أن 80 في المئة من المشاركين في استطلاعات الرأي يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ - فإن ''الجمهوريين'' لا يقدمون شيئاً جديداً· وهذا عار· ثم إنه إذا كانت إشارات ماكين المتكررة إلى ''المنشق'' قد أفرغت هذه الكلمة من كل معانيها، إلا أنه صحيح أنه متمرد داخل حزبه ولا يكن احتراماً كبيراً للأرثوذوكسية ''الجمهورية · أما لماذا اختار ماكين، في انتخابات معروف من البداية أنها ستُحسم من قبل المستقلين و''ديمقراطيي'' ريجان، خوض الحملة الانتخابية ببرنامج انتخابي يقوم على أفكار وتوجهات الأرثوذوكسية ''الجمهورية''، فذاك أمر لا أفهمه· فبخصوص الاقتصاد، يقترح ماكين اقتراحات فيها بعض الإغاثة لمالكي المنازل الذين يواجهون خطر أن تُنتزع منهم منازلهم، ولكن فقط داخل سياق النظريات الاقتصادية التي تقول بأن المزايا الاقتصادية التي تُمنح للشركات الكبرى والمستثمرين الأغنياء تنتقل إلى الشركات الأصغر والمستهلكين الذين يستفيدون منها أيضاً· فهو يريد خفض الضرائب على الشركات ويرفض مخطط أوباما -رفع الضريبة على الدخل بالنسبة للأغنياء وخفضها بالنسبة للطبقة الوسطى - الذي يصفه بالاشتراكي· وإذا ما استثنينا الخطابات النارية حول الحرب الطبقية التي يلقيها ماكين وبالين، فإن ما يقترحانه عموما هو في الواقع ليس سوى استمرار على النهج الذي أوصلنا إلى الأزمة الحالية· وعلاوة على ذلك، فقد اقترح جون ماكين تجميدا شاملا للإنفاق - خلال فترة ركود؟- قبل أن يعود ليقترح مخططا جديدا بشأن الإنفاق· وبالتالي، فإنه يبالغ على ما يبدو في تقدير تسامح الناخبين مع التصريحات المتناقضة وغير المنسجمة· أما بالنسبة للسياسة الخارجية، التي كانت تشكل في يوم من الأيام الجزء المركزي لحملة ماكين، والتي توارت اليوم ضمن ترتيب الأولويات، فيَعد ماكين بـ''الانتصار'' في العراق وأفغانستان من دون أن يخبر الناخبين القلقين بشأن الحرب كم من الوقت والأموال والدماء سينبغي بذلها· ثم إنه من خلال اختياره للشخص الذي سيرافقه في السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض، يمكن القول إن ماكين نفسه تهكم تهكماً كبيراً بشعار حملته ''البلد أولا''، حيث وضع السياسة فوق كل الاعتبارات الأخرى· ويكفي أن نشير هنا إلى أن صحيفة ''أنكورج ديلي نيوز'' - وهي أكبر صحيفة في الولاية التي تنتمي إليها بالين - أعربت عن دعمها لأوباما مؤخراً، قائلة إن بالين قد أُنهكت وأجهدت ''فوق طاقتها''، وإنه من الواضح أنها ليست مستعدة لتكون ''القوة المساندة لمرشح في الثانية والسبعين من عمره في البلد الذي يقود العالم الحر''· خلاصة القول إنه من الصعب أن نتصور رئاسة لماكين مضطربة وغير مسؤولة وغير مشجعة ومفلسة فكرياً على غرار حملة ماكين· غير أن الأصعب هو تخيل الأميركيين في هذه الأوقات العصيبة يركبون تلك المجازفة· يوجين روبينسون محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©