الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساكشفيلي··· وانقسام المعارضة الجورجية

ساكشفيلي··· وانقسام المعارضة الجورجية
29 أكتوبر 2008 02:21
وقت لم يعد يفصلنا فيه سوى أقل من 10 أيام على موعد السابع من نوفمبر، ذكرى مرور عام على قمع الحكومة للمتظاهرين، تظل شخصيات المعارضة الجورجية منقسمة بشأن ما إن كان ينبغي دعوة الجمهور إلى الخروج إلى الشارع للاحتجاج على حكومة ميخائيل ساكشفيلي· فإذا كانت الحرب مع روسيا في أغسطس هي محور انتقادهم للرئيس الجورجي، الذي تضررت شعبيته العام الماضي، فإنها عملت في الوقت ذاته على تقوية موقفه على اعتبار أن الغضب من روسيا غطى على مواضيع سياسية أخرى· وعلاوة على ذلك، فإن الجورجيين قد ينظرون إلى المعارضة على أنها تسعى لتحقيق رغبات - أو أوامر - موسكو· كما أن القلق والخوف اللذين شعر بهما الجورجيون الشهرين الماضيين جعلاهم لا يتحمسون كثيراً لفكرة العصيان المدني· ونتيجة لذلك، يجد زعماء المعارضة أنفسهم مترددين وفي وضع صعب، فالأسبوع الماضي، دعت ثلاثة أحزاب سياسية إلى تجمعات أمام البرلمان حيث أطلقت قوات مكافحة الشغب الرصاص المطاطي العام الماضي واستعملت الهراوات لضرب المحتجين غير المسلحين· غير أن ''ديفيد يوسوباشفيلي''، زعيم ''الحزب الجمهوري'' المعارض، كان أكثر تردداً حين قال إن احتجاجات الشارع ''يمكن أن تؤدي إلى أعمال فوضوية من قبل الجمهور، أو إحباط كبير للجمهور نفسه''· وفي الوسط توجد ''نينو بوردجنادزه''، المساعدة السابقة لساكشفيلي، صاحبة أكثر الانتقادات لذعاً وعلانية للحرب ودور ساكشفيلي فيها· فقد دعت رسمياً يوم الجمعة إلى إجراء انتخابات مبكرة في جورجيا- ولم توضح ما إن كانت تقصد الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية واصفة البرلمان الحالي بـ''الهيئة الخيالية'' وحكومة ساكشفيلي بـ''الخائفة من الحقيقة''· لم تقل ''بوردجنادزه'' ما إن كانت تنوي المشاركة في تجمعات الشهر المقبل؛ ولكنها قالت في حوار صحفي معها إن الحكومة لم تكن صريحة مع الجورجيين حول الأضرار التي تسببت فيها الحرب وشبهت البلاد بإبريق في حالة غليان يمكن أن يفيض في أي لحظة: ''إذا قمت بإغلاق هذا الإبريق، فهذا يعني أن شيئاً ما يمكن أن يحدث''، مضيفة ''هذا ما يقلقني، أقول هذا وأنا أعرف عما أتحدث، وهذا هو تحذيري للحكومة· عليها أن تدعم وتشجع النقاش الديمقراطي حول الاتجاه الذي تسير فيه البلاد· فالجورجيون ليسوا أغبياء؛ ولا يمكنك أن تكذب عليهم للأبد''· غير أن معظم المحللين لا يتوقعون أن تكون الاحتجاجات كبيرة إلى درجة أن تشكل تحدياً حقيقياً لساكشفيلي· فقد وجد استطلاع للرأي أجري في سبتمبر الماضي لحساب حزب ''الحركة الوطنية'' الحاكم أن الرئيس يحظى بـ76 في المئة من التأييد الشعبي· ويقول ''جيغا بوكيريا''، نائب وزير الخارجية والحليف القوي للرئيس، إن الحكومة تدعو إلى نقاش مفتوح حول الحرب، بما في ذلك تنظيم جلسات استماع متلفزة للجنة البرلمانية المعنية بهذا النقاش· وأضاف ''بوكيريا أنه يشك في أن تجد انتقادات '' بوردجنادزه'' تعاطفاً وتأييداً كبيرين قائلاً: ''إن أغلبية الجمهور الجورجي تدرك جيداً الأخطار، وهدف روسيا، وما كنا نحاول أن ندافع عنه''، مضيفاً: ''آمل وأعتقد بكل تأكيد أننا قمنا بالاختيار الصائب والصحيح الذي تُرك لنا، وأنهم سيؤيدون هذا الموقف''· غير أن استطلاعا للرأي شمل 800 شخص في تبليسي أجري في أواخر سبتمبر لحساب أحد أحزاب المعارضة، وجد أن نحو 28 في المئة يرون أن جورجيا انتصرت في الحرب، و64 في المئة يرون أنها خسرتها، وذلك حسب ''إياجو كاشكاشيشفيلي'' مدير الاستطلاع من ''معهد الدراسات والتحاليل الاجتماعية''· وردا على سؤال حول ما إن كانت منطقتا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ستعودان إلى جورجيا، قال 40 في المئة إنهم يتوقعون أن يحدث ذلك في غضون 10 سنوات· غير أن مسألة ما إن كان باستطاعة ساكاشفيلي تجنب الحرب تثير الكثير من الانفعالات والمشاعر؛ فقبل خمس سنوات، كانت ''شورينا شنتوريا'' واحدة من الحشود التي جلبت ساكشفيلي إلى السلطة ضمن موجة من الاحتجاجات عرفت بالثورة الوردية بينما اختارت شقيقتها نونا المكوث في المنزل ومشاهدة التلفزيون· أما اليوم، فـ''نونا'' متفائلة بخصوص الرئيس، حيث تقول إن الحرب نجحت في لفت انتباه الغرب، بينما تقول ''شنتوريا'' إنها مستعدة للاحتجاج على ساكشفيلي بسبب ما تعتقد أنه خطأ لا يغتفر· بيد أنه حتى في حال تمكنت حشود المعارضة من تعبئة نفسها في نوفمبر المقبل، فمن غير الواضح ما الذي ستطالب به· وعلاوة على ذلك، فإنه لا توجد انتخابات مرتقبة في المستقبل القريب؛ وساكشفيلي فاز بولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات في يناير؛ والانتخابات البرلمانية المقبلة لن تجرى قبل ·2011 ومع ذلك، فإن بعض شخصيات المعارضة تريد أن تدفع في اتجاه خلع ساكشفيلي، بينما يدعو آخرون مثل ''بوردجنادزه'' إلى الطريق الأكثر اعتدالاً والمتمثل في انتخابات مبكرة· غير أن ''يوسوباشفيلي'' من ''الحزب الجمهوري'' يحذر من أن حتى المطالب المعتدلة يمكن أن تزداد وتتصاعد بسرعة، حيث يرى أنه إذا طالبت حشود كبيرة باستقالة أحد الوزراء وتم تجاهلها، ''فأستطيع أن أؤكد لكم أنه بعد خمس ساعات سيطالبون باستقالة الرئيس''، مضيفاً ''سيكون السؤال هو: ''لماذا نحن هنا؟''؛ وسيكون الجواب هو: ''علينا أن ننهي هذه الحكومة الآن''؛ أما أنا، فليس لديّ جواب لهؤلاء الأشخاص· إلين باري- تبليسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©