الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاحتباس الحراري» يدفع المدونين إلى البحث عن حلول

«الاحتباس الحراري» يدفع المدونين إلى البحث عن حلول
20 يوليو 2010 20:45
يبدو أن ارتفاع درجة الحرارة غير المسبوق في العالم، أثر على المدونين الذين تسابقوا للكتابة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثير ارتفاع الحرارة على العالم وسكانه، فكانت أغلب تدوينات الاسبوع تنصب حول هذا الموضوع. جمع أمجد شتلوني في مدونته http://shaltoni.maktoobblog.com بعض آراء العلماء الذين حللوا ظاهرة ارتفاع الحرارة العالمي، يقول: لدى العلماء توجه عام بأن سبب الارتفاع المستمر في درجة حرارة الارض، أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري هو التلوث وغيرها من أفعال البشر غير المسؤولة. وطالما اتهم العلماء رجال الصناعة والتجارة والسياسيين بإحداث تغييرات مناخية على كوكب الأرض، عن طريق تلويث البيئة ولكن في الجامعة العبرية باسرائيل ذهب عالم الفيزياء البروفيسور نير شافيف إلى نظرية مغايرة. يقول شافيف: “السؤال المثير هو: هل السبب هو البشر أم ظاهرة طبيعية؟ من خلال البحث الذي قمت به وغيري من العلماء فإن السبب هو ظاهرة طبيعية لأن الشمس كانت نشطة خلال القرن الماضي، وهذا الارتفاع ليس بسبب ثاني اكسيد الكربون فالتأثير ضئيل، ومن الصعب قياسه. ولأن ارتفاع درجات الحرارة طبيعي فليس هناك ما يمكن فعله .هذا جزء من التحول المناخي”. وقد أرهقت ظاهرة الاحتباس الحراري العلماء في البحث عن ما يمكن فعله في المستقبل لوقفها، ولكن البروفيسور شافيف لا يخشى الاسوأ بل يؤكد أن درجة الحرارة ستعاود الانخفاض، ويقول: “إذا نظرنا إلى درجات الحرارة قبل 300 عام نجد أن الجو كان أبرد من الآن ولكن قبل ألف عام خلال العصور الوسطى كان الجو كاليوم أو ربما أكثر حرارة، فشعب الفايكنيغ كان يجول في جرينلاند بسبب قلة الجليد هناك في ذلك الزمان، فدائما توجد تقلبات مناخية. “ونحن الآن نواجه ارتفاعا في درجات الحرارة وهذا طبيعي اذا نظرنا إلى التاريخ المناخي السابق للارض”. ويرى العلماء الذين يختلفون مع هذه النظرية أن استمرار تلوث البيئة وغيره من آثار الأنشطة البشرية ستؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجة الحرارة مما سيشكل خطرا على بني البشر. أما البروفيسور نير شافيف فقد استعان بمعطيات علمية ومراقبة ودراسة للنجوم ونتائج بحثه تؤكد أن الأرض ستبرد بعد عقود ويؤكد: “ان التغيرات في المناخ هي بسبب نشاط الشمس المتغير، أحيانا نشط وأحيانا أقل نشاطا، وذلك يعني أنه بعد عقود يجب أن نتوقع من الشمس أن يقل نشاطها وبالتالي تنخفض درجات الحرارة”. دور البشر أما هشام جبرة هشام جبرة فقد ناقش في مدونة “سم ون” http://www.som1.net دور البشر في هذه الظاهرة، ويقول: نحن كبشر نعيش على كوكب الأرض وفيه كل مواردنا ومصالحنا من مشرب ومأكل، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت مشاكل كثيرة في هذا الكوكب من قلة المياه وانقراض كثير من الحيوانات والتلوث والارتفاع في درجة حرارة الأرض وغيرها من المشاكل التي جاءت بسبب الفعل البشري، وقد قال الله تعالى “إني جاعل في الأرض خليفة” أي أنه قد استخلف الجنس البشري على عمارة الأرض وصيانتها من الفساد، فنحن مؤتمنون على هذه الأرض بالمحافظة عليها ورعايتها. بمعنى اقتصادي بحت، تخيل أن لديك مشروعا تجاريا رأسماله مئة ألف ريال وبدأت العمل وبعد ذلك حققت أرباحا شهرية معينة، فإذا بدأت تأخذ الأرباح مع استنزاف جزء من رأس المال فإن هذه إشارة إلى نهاية مشروعك التجاري. وكذلك يجب أن يكون تعاملنا مع الأرض، فيجب أن نأخذ منها ما لا يعطل دورة الحياة الطبيعية، ومتى ما بدأنا نأخذ فوق احتياجاتنا فسوف نتدخل في النظام البيئي ونحدث الخلل فيه، وهذا هو ما يسمى بمفهوم الحياة المستدامة sustainability. إن علاقتنا مع البيئة ليست علاقة استهلاك واستنزاف، وإنما تتعدى ذلك بكثير، لتصبح علاقة بقاء متكاملة، فنحن نعطي الأرض كما هي تعطينا. فبحق.. ماذا تركنا للأجيال اللاحقة ؟ نحن طالما نظرنا أسفل أقدامنا لنأخذ الطاقة حتى تخيلنا أنه لا يوجد شيء في الأعلى يستحق ان نرفع رؤوسنا لأجله فما في الأرض سيكفي البشرية، فهل فكرنا يوماً ما أن نرفع رؤوسنا إلى الطاقة الشمسية، أو مصادر الطاقة الخضراء؟ أو على الأقل نرفع رؤوسنا لكي ننظر إلى ما أحدثته أيدينا من فساد الهواء! فهل فكرت يوماً في استبدال السيارة بالدراجة لتذهب إلى الأماكن القريبة، هل فكرت بزرع المسطحات الخضراء على أسطح البيوت؟ ، هل فكرت في ترشيد المياه والكهرباء بشكل أكثر ؟ كل فرد منا يجب أن يساهم في حماية البيئة، وكل حل لحماية البيئة يجب أن ينطلق من الأفراد.. وكل ذلك ليس إلا لأجل أبنائنا وأجيالنا اللاحقة. فالأرض أرضنا. خطوات فعالة الصحفي عمر المنصوري http://www.omaralmansoury.com اهتم بوضع بعض الخطوات التي يمكن أن تحد من ارتفاع حرارة الارض، وكتب: القضية البيئية التي تحظى باهتمام واسع وتتطلب حلولا معقدة وضعت تجاذبات وتضارب للمصالح السياسية والاقتصادية بين قادة دول العالم هي الاحتباس الحراري. في دراسة حديثة عن المناخ أشارت نتائجها التي ستنشر هذا الشتاء في دورية “رسائل بحوث الفيزياء الارضية Geophysical Research Letters الى أن طلاء أسطح المباني في مدن العالم باللون الابيض قد يخفض بشكل كبير من درجات الحرارة في مناطق الحضر وربما يؤدي الى تخفيف اثر ارتفاع حرارة الارض. معظم اسطح المنازل والبنايات والطرقات مغطاة بالاسفلت ذي اللون الداكن الذي يساعد في امتصاص حرارة الشمس، اما لو عكسناها باللون الابيض ممكن تعكس هذه الحرارة بدلا من امتصاصها. الدراسة لغاية الان تبدو فكرة رائعة لو تم تطبيقها فعليا فان نتائج كبيرة ستُحل وقد امضت عقودا بانتظار الحل بعد ان اشارت الدراسة الامريكية انه لو تم طلاء جميع اسطح مدن العالم باللون الابيض فان ذلك بامكانه خفض امتصاص درجة الحرارة بواقع 33 في المئة. كثير من الناس يتفاعل بشكل ايجابي مع الالوان الهادئة ويكون لها احيانا تأثير على سلوك الانسان وبالتالي فان هذا السلوك يصحبه داخل عمله وخلال اوقات الراحة، المفيد في الدراسة انها تؤكد بمقدور الانسان التوجه لانقاذ ما يمكن انقاذه من دمار للبيئة ومساهمته الفاعلة في المحافظة عليها من التلوث. لو اخذنا على سبيل المثال تحقيق اهداف نتائج الدراسة بمحاولة فعل الشيء القليل باستخدام الطلاء الابيض عندما يتطلب الامر لصبغ المنازل وبخاصة اسطح البنايات وتقليل استخدام الاسفلت الذي نلجأ اليه بنسبة كبيرة لتغطية اسطح بيوتنا. عندما نتحدث عن علاقة الانسان بتدمير البيئة ومساهمته بنشاطات سلبية غيرت الكثير من سلوكياتنا مما جعلنا نعيش هاجس الخوف والقلق اليومي لحياة الاجيال القادمة على الارض وكيف انهم سيواجهون مخاطرها، وفق الدراسة يتجسد دور الانسان في الكشف ووضع حلول نتيجة الرفق بالبيئة خلال تبني مواقف لتقليل نسب التلوث وهنا يتضح دور جماعات حماية البيئة باقامة ورش عمل او حملات عملية كأن تشمل مساحات محدودة من المدن لطلي اسطحها باللون الابيض. الدراسة كشفت أيضا صعوبة طلاء اي سطح باللون الابيض بالكامل بسبب العديد من المنافذ والفتحات مثل منافذ التسخين والتبريد الا ان ذلك لا يمنع في حال لو تم تطبيق طلاء الاسطح باللون الابيض فأنه سيقلل من ارتفاع الحرارة بواقع اربع درجات مئوية في المتوسط وبخاصة في فصل الصيف حيث ازدياد درجة الحرارة، كما ان الاسطح البيضاء تعمل على ابقاء حرارة المباني من الداخل اكثر لطفا واقل حرارة. اللون الأبيض يعني قمة الصفاء والنقاء والوضوح ويبعث على التفاؤل والسرور كما تطمئن له النفس، واليوم قد ارتبطت صفة جديدة باللون الابيض لاهميته بتقليل التلوث والمحافظة على البيئة. اواخر العام الماضي حيث مؤتمر كوبنهاجن المنعقد في الدنمارك ثارت جدالات واسعة للتكلفة الاقتصادية الضخمة التي تحتاجها الدول النامية لاجل تبني الطاقة النظيفة، فيما تحتاج تلك الدول نحو مليارات الدولارات سنويا لتبني وسائل تكنولوجية لتقليل التلوث وخفض انبعاثات الكربون. العالم اليوم يتحدث عن حاجته للتحرك سريعا لتغيير السياسات والدخول في ثورة صناعية مميزة في مجال الطاقة المتجددة وبالتأكيد ذلك يتطلب المزيد من الاموال للتصدي للاحتباس الحراري التي بدأت اثاره بالفعل منذ عدة سنوات. المعضلة التي شغلت حيزا عالميا واسعا لحل قضية الاحتباس الحراري بما يتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية هي الجانب الاقتصادي الذي يتعين على الدول الكبرى توفير مبالغ طائلة للدول الفقيرة لمواجهة اثر التغير المناخي لذا فان الدراسة تعد حلا اقل تكلفة بحيث لا تتطلب اموالا هائلة لحلول اخرى، وبذلك فان الدراسة على جانب من الاهمية الاقتصادية من جهة والتقليل من حرارة الارض من جهة اخرى. صحيح ان تبني مواقف كطلاء أسطح البنايات باللون الأبيض يتطلب دورا اساسيا من قبل الحكومات بأن تأخذ على عاتقها إجراءات واسعة لطلي أسطح البنايات التي من المؤكد أنها أقل تكلفة لمعالجة انعكاسات ارتفاع درجة حرارة الأرض بخاصة في الدول النامية التي لا تملك الامكانيات المادية لمواجهة خطر الاحتباس الحراري والتي تدفع ضريبة النشاطات الصناعية من قبل الدول الكبرى، إنما دور الفرد لا يخلو من الفائدة لو عكس مجمل سلوكياته على قدر بيئي أنظف ونحن نقضي فصولا عديدة من الحرارة العالية في البلاد العربية داخل المنازل وأن طليها من الخارج والداخل باللون الأبيض يحقق فائدة بجعل الأماكن التي نسكنها أكثر لطفا وأقل حرارة وبهذا ساهمنا بشكل فعلي ليكون لنا دور إيجابي مع البيئة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©