الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرقة الهنود الحمر ترقص مع الذئاب وتصارع الديوك

فرقة الهنود الحمر ترقص مع الذئاب وتصارع الديوك
20 يوليو 2010 20:53
لا يوجد داع للاستغراب أو الدهشة فلديك فرصة نادرة لمشاهدة الهنود الحمر على طبيعتهم وهم يعبرون عن معتقداتهم وطقوسهم وتراثهم الذي يعود إلى مئات السنين بالغناء والرقص الذي لا يخلو من حركات ومشاهد تمثيلية تصحح ما عرفناهم به في الأفلام الأميركية التي أظهرتهم بصورة فكاهية مجحفة في حقهم نوعاً ما لأنها وصفتهم بالقتلة وقطاع الطرق الباحثين بطرق غير مشروعة عن المال والنساء . صور فلكلورية استعراضية جديدة تقدمها فرقة الهنود الحمر تضاف إلى رصيد مهرجان “حول العالم في 60 يوماً” الذي ينظمه “بوادي مول “ في مدينة العين للعام الثاني على التوالي. حيث قدمت فرقة (green grass singers) القادمة من شمال أميركا رقصات تراثية عدة تعود إلى القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين بطريقة محدثة عصرية تتلاءم مع روح العصر ومستجداته، سواء من جهة الموسيقى أو اللباس اللذين حرصت الفرقة على أن يعبران عن أكثر من منطقة في شمال أميركا . رقصة الثيران من المعروف أن الهنود الحمر يعيشون في قبائل ويقدسون إلى حد كبير الروابط العائلية، وهذا يعني أن فرقتهم اليوم لم تتعلم الرقص في مدارس أو معاهد بل توارثته جيلا عن جيل، وتنتمي هذه الفرقة في نفس الوقت إلى عائلة واحدة تربطهم صلات قرابة، فمنهم الأخوة ومنهم المتزوجان اللذان حضرا بصحبة ابنتهما التي لم تكمل عامين من عمرها لتشاركهم الرقص وتعكس حرص القبيلة أو العائلة على تعليم الرقص الفلكلوري لأطفالها منذ الصغر عبر مشاركتهم للكبار وتقليدهم لحركاتهم . 4 عروض يومية تقدمها الفرقة التي تشتمل على 10 راقصين وراقصات ضمن الأسبوع المخصص لها والذي افتتحته يوم السبت الفائت، التقينا مجموعة منهم بعد انتهائهم من أحد تلك العروض لنستوضح عما يشيرون إليه من خلال الرقص وما يعكسونه من فلكلور يقدمونه للمرة الأولى على أرض الإمارات العربية المتحدة . وقد بين راقصو الفرقة أن أسلوب رقصهم يسمى بواوا “بتشديد الواو”، ويعبرون من خلاله عن حياتهم القديمة ضمن قرون مضت كانوا يمارسون فيها صيد الأسماك والحيوانات بل وتربطهم بالحيوانات روابط ومعتقدات غريبة ويظنون أن الرقص بحركاتهم يجلب لهم الحظ والسعادة، فتارة أدت الفرقة رقصة الأفعى ورقصة الدجاج وأخرى عن صراع الديوك وعواء الذئاب ولديهم رقصة الثيران التي لا يؤدونها إلا في مناسباتهم الوطنية، وللصقر وريشه مكانة عظيمة لديهم لما يتمتع به من قوة وعنفوان وجمال في المظهر فصنعوا منه قبعاتهم وأحزمتهم وزينتهم التي ينثرونها على ملابسهم، وهناك آخرون ارتدوا قبعات من شعر القنفذ صنعوه بأيديهم تبركا وتفاؤلا به وكل من يصطاد حيوانا يصنع لباساً من جلده بحسب راقصي الفرقة . وأضافوا بالقول :” قدمنا كذلك رقصات تعبر عن الحرب ومراقبة العدو وأخرى عن الحياة الاجتماعية وعن مشاعر الفرح وغيرها، ولدينا كذلك رقصات للأطفال يؤدونها في الاحتفالات والمناسبات المختلفة “ أنغام عصرية من الواضح في رقصات الفرقة أنهم يؤدون حركات تتطلب المشي والوثب وانحناء الرأس والظهر إلى أسفل مع الدوران ضمن حركات لا تطلب العنف أو السرعة، على الرغم من غناء بعض راقصي الفرقة بلغتهم الخاصة غير المفهومة والتي يعمدون خلالها إصدار أصوات تشبه أصوات الحيوانات مع الضرب على طبول صنعوها أيضاً من جلد الحيوانات، بينما قام بعض أعضاء الفرقة الآخرين بالرقص ووقفت الفتيات أثناء ذلك يرفعن مروحة من ريش الصقر ويهزنها بحركة خفيفة ويبدلن أقدامهن في نفس المكان، بينما قدمت فتاتان يافعتان رقصة خاصة بهما اسندتا إلى وشاحين من الساتان لوحتا به مع الدوران على أنغام موسيقى عصرية وتألقت الطفلة الصغيرة بتقليدها المتقن لحركات الفتيات اللاتي يتفوقن عليها بالعمر والخبرة لكنها لفتت أنظار الجمهور نظراً لصغر سنها. أزياء الكابوي ومن السمات البارزة للفرقة احتفاظ راقصيها بشعر طويل الذي يعتبرونه ضرورة من ضرورات الرجال والنساء على حد سواء، وينم عن تمتع صاحبه بصحة جيدة وترابط أسري كبير ولا يجدر قص جزء منه إلا عند وفاة شخص عزيز جداً، ولعل فكرة تعليق أجراس في أرجل الراقصين وأحزمتهم تأتي منسجمة مع معتقداتهم بأنها طريقة قديمة تستحضر بها أرواح الأموات الموجودة في السماء ومعتقد آخر مرتبط بتلوين وجوههم بصبغة حمراء مرتبطة بحمايتهم من الشر، وفي الوقت الذي حرص فيه راقصو الفرقة على ارتداء زي فلكلوري قديم مستوحى من أكثر من منطقة في شمال أميركا يغلب عليه التطريز اليدوي والألوان المتعددة ارتدى أحدهم زياً معاصراً للهنود الحمر شبيهاً بلبس الكابوي المشتمل على بنطال وقميص وقبعة جلدية ليست من الريش كما كانت . وفي ختام عروض كل ليلة تنزل الفرقة عن خشبة العرض وترقص بين الجمهور لتكسر حاجز الغرابة الذي علا وجوههم وتحقق نوعاً من التآلف معهم، فصفقوا لهم وارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة تشير إلى فرحتهم بمشاهدة فلكلور ولباس هنود حمر شاهدوه فقط على شاشة التلفاز، فتسابقوا إلى التقاط صور وتسجيل فيديوهات بأجهزتهم النقالة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©