الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظاهرة الأغنية الواحدة تغزو سوق الطرب في مغامرة غير محسوبة!

ظاهرة الأغنية الواحدة تغزو سوق الطرب في مغامرة غير محسوبة!
20 يوليو 2010 21:12
تشهد سوق الكاسيت كل يوم تغيرات سريعة في ظل انتشار الفضائيات والإذاعات الغنائية، فبعد ظاهرة “العري كليب”، وأغنيات الكوكتيل ظهرت الأغنية السنجل‏ أو المفردة، أي تسجيل أغنية واحدة في الألبوم وطرحها في الأسواق‏، ومن الألبومات التي طرحت مؤخراً ألبوم عمرو دياب “أصلها بتفرق” وعبدالمجيد عبدالله “تناقض” ومحمد عبده وأصالة “تفرقنا السنين”، ومن قبل ألبوم خالد سليم “قالت أحبك” وصابر الرباعي “ببساطة‏”‏. عصر الأغنية الواحدة يقول المطرب وليد توفيق: توقعت منذ حوالي عشر سنوات ما يحدث الآن وقلت إننا لسنا في زمن الكاسيت، وسنبحث قريباً عن وسائط أخرى ومنها تسجيل أغنية واحدة في الألبوم وطرحها في الأسواق كما كان يحدث في الماضي‏.‏ ويضيف: المطربون لجأوا إلى هذه التجربة لأننا نعيش عصر الأغنية الواحدة وبالتحديد المصورة‏،‏ فأي مطرب الآن قادر على الظهور من خلال أغنية واحدة فقط يختار الكلمات والألحان ويدخل الإستديو يسجلها ويتم تصوير الأغنية لتعرضها القنوات الفضائية ليل نهار،‏ والأسماء التي حققت النجاح في السنوات الأخيرة لجأت إلى تسجيل أغنية واحدة فمثلاً خالد سليم نجح بأغنية “عالم تاني”، ونانسي عجرم بأغنية “أخاصمك آه”‏،‏ وشيرين عبدالوهاب “آه ياليل‏”،‏ ولؤي “ياليل” ومحمد حماقي “بتضحك” واستطاعوا استكمال المشوار وتحقيق النجاح وكثير من المطربين يرون أنه لا داعي لتقديم البوم يحتوي على عشر أغنيات ولا تعرف منه إلا أغنية واحدة‏،‏ خاصة أن بعضهم لا تهمه كتابة تاريخ غنائي بقدر ما تهمه الفلوس وتحقيق شهرة عارضة‏.‏ وقال: ما يحدث حالياً يؤكد أننا عدنا إلى مرحلة الأغنية الواحدة وأنا لست ضد هذه التجارب، بل أؤيدها لأنها تعطي الفرصة لجيل كامل للظهور وإبراز مواهبه‏،‏ لكن على المطرب الذي يقدم أغنية‏ واحدة أن تحمل أغنيتة فكراً فنياً جديداً. كاريزما قوية‏ أما المطربة هيفاء وهبي فترى أن المطرب الذي يخوض هذه التجربة لابد أن يكون ذا باع طويل في عالم الغناء‏،‏ ويمتلك كاريزما قوية‏،‏ ولديه شعبية حتى يقبل الناس على شراء الأغنية‏، وعن مدى استعدادها لطرح مثل هذه الأغنية قالت: بعدي صغيرة على تقديم مثل هذه التجارب الخطرة. وعن أسباب تقديمه لأغنية السينجل يقول خالد سليم‏:‏ الأمير بندر بن فهد شاعر وملحن أغنية “قالت أحبك” التي تم طرحها في الأسواق منذ حوالي خمس سنوات هو صاحب الفكرة‏،‏ وفي البداية كنت متردداً، خاصة أنني كنت جديداً عند طرح الأغنية، وكانت أغنية السينجل غير معروفة للجمهور، لكن تشجيع المحيطين بي‏، وجمال كلمات القصيدة ولحنها المعبر كان سبباً في إقدامي على التجربة التي حققت نجاحاً كبيراً يرجع إلى صديقي ومدير أعمالي السابق المخرج كريم كبارة الذي صمم “بوستر” للألبوم غاية في الروعة‏،‏ وأخرج فيديو كليب شديد التميز نال إعجاب الجميع‏.‏ويؤكد المطرب مجد القاسم أن هذه التجربة محكوم عليها بالفشل لأن الحالة الاقتصادية التي يمر بها العالم العربي لا تسمح للمواطن بأن يدفع ‏10 ‏أو 12 جنيهاً(3 أو 4 دراهم) في ألبوم لا يحمل إلا أغنية واحدة مهما كانت عظمة هذه الأغنية أو صاحبها‏.‏ تقاليع فارغة وتقول المطربة السورية هويدا: هذه تقاليع فارغة وما يحدث غش ونصب على الجمهور الذي يقبل على الألبوم باعتباره يحمل أكثر من أغنية لمطربه المفضل، ثم بمجرد الاستماع إليه يكتشف أنه لا يحمل إلا أغنية واحدة وأنه وقع فريسة نصب شركات الإنتاج التي تستغل محبة الجمهور للمطرب وتطرح له مثل هذه التقاليع الفاشلة التي تأخذ من رصيده ولا تضيف إليه‏.‏ وعن مواصفات الأغنية المفردة‏‏ التي تطرح في الأسواق وتحقق نجاحاً يقول الشاعر نبيل مهدي: لابد أن يكون المطرب قوياً وصاحب شعبية كبيرة‏،‏ والكلمات جديدة لم يتطرق إليها أحد واللحن معبراً وغير مستهلك‏،‏ وهذه المقومات أصبحت نادرة في الوسط الغنائي لأننا في زمن”التيك أواي”‏ والذين اتجهوا أخيراً إلى الأغنية المفردة لديهم إمكانات صوتية جيدة ومعروفة للجميع‏، ونجوم كبار، ولكني أشكك في قدرة الشعراء والملحنين الموجودين على الساحة‏.‏ ويتساءل: أين الشاعر الذي يقدم موضوعاً جديداً لم يتطرق إليه أحد؟ لا سيما أن حروف اللغة العربية ‏28‏ حرفاً تم استغلالها جميعاً منذ بداية الغناء‏،‏ بالإضافة إلى أن مواضيع الحب والهجر والفراق والخيانة واحدة لم تتغير منذ قديم الأزل وتم تناولها ومناقشتها كثيرا‏ًً،‏ وإذا وجد الكلام الجديد، فأين الملحن الذي يصوغ هذا الكلام في لحن معبر لمدة ربع ساعة أو عشر دقائق من دون أن يشعر المستمع بالملل؟.‏ وقال: الأغنية السينجل خطر على المطربين لأنهم يدخلون أنفسهم في دائرة فوق قدراتهم‏، وإذا كان البعض منهم يتحجج بتجارب أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ونجاة ووردة وفايزة وغيرهم، فهؤلاء كانوا أصواتاً حقيقية وبجوارهم شعراء وملحنون على درجة كبيرة من الثقافة والوعي والموهبة‏.‏ويرى الملحن خالد جنيدي أن هذه التجربة جيدة وستحقق النجاح بشرط أن يدقق المطرب في اختياره للأغنية التي يقدمها للناس ولا يتعجل لأن الفن الجيد لابد أن يأخذ وقتاً‏.‏ الوضع مختلف أما المنتج والملحن نصر محروس فيقول: فكرة الأغنية السينجل منتشرة بالخارج ويقدمها النجوم الكبار والمواهب الجديدة على السواء لكن ليس معنى أنها منتشرة في الخارج وتحقق نجاحاً كبيراً أن تحقق نفس النجاح محلياً، خاصة أن القوة الشرائية للموسيقى في الخارج أعلى من العالم العربي، لأن تعامل الناس في الخارج مع الموسيقى يختلف عن تعاملنا، فهم يتعاملون معها على أنها شيء أساسي في حياتهم لا يستطيعون الاستغناء عنه‏،‏ لكن عندنا الوضع مختلف‏،‏ والمشتري يزن الشريط بالكيلوجرام وكلما كان الشريط يحمل أغاني كثيرة أقبل عليه أكثر‏، وهذا راجع إلى الحالة الاقتصادية السيئة‏. والمستفيد الوحيد من الأغنية‏ السينجل هو المطرب وليس الشركة المنتجة‏، حيث إن المطرب يتواجد طوال العام على شاشات التلفزيون لأنه يطرحها بين ألبوم وآخر له‏.‏ تراجع المبيعات ويرى المنتج محمد عبدالحليم أن الأغنية السينجل أصبحت الباب الخلفي لتواجد المطربين في سوق الكاسيت، خاصة بعد ارتفاع تكاليف الألبومات وعدم تحقيقها المبيعات المطلوبة‏.‏ ويضيف‏: مبيعات ألبومات الكاسيت تراجعت في الفترة الأخيرة بصورة رهيبة بسبب الفضائيات التي تذيع الأغاني بصفة مستمرة وعلى مدى ‏24‏ ساعة، والقرصنة على الإنترنت، وبالتالي ابتعد البعض عن شراء الكاسيت‏،‏ واكتفى البعض الآخر بمتابعة الأغاني المصورة وكذلك البحث عن الألبومات الكوكتيل التي تضم أفضل أغان ظهرت في السوق‏،‏ لهذا فإن الأغنية المفردة هي الحل السحري لأزمة الكاسيت، لا سيما أن تكاليفها بسيطة عكس الألبومات التي تتضمن ‏10‏ أو‏12‏ أغنية وفي النهاية لا يصل منها للمستمع إلا أغنية واحدة يتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب‏.‏ وعن مبيعات أغنيات السينجل، يقول عمرو التركي صاحب منفذ لبيع شرائط الكاسيت:‏ المبيعات صفر، فمثلاً عندما طرح عبدالمجيد عبدالله ألبومه “تناقض” الذي يحمل أغنية واحدة، حقق مبيعات جيدة في الأيام الأولى، لكن بعد فترة تراجع الناس عن شرائه، وطلبوا مني، تجميع الأغنية مع أغنيات أخرى فى ألبوم واحد، وننتظر حالياً ألبوم عمرو دياب “أصلها بتفرق” لنعرف هل سيحقق مبيعات أم لا؟.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©