الأحبابي: اهتمام عالمي بمشاريع القطاع العقاري في أبوظبي

حظيت المشروعات العقارية والمناخ الاستثماري في أبوظبي باهتمام غير مسبوق من الشركات البريطانية والمستثمرين الأجانب المشاركين بفعاليات ملتقى أبوظبي للاستثمار الذي اختتم أعماله أمس في لندن، بحسب فلاح الأحبابي مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، الذي توقع أن يشهد العام المقبل دخولا فعليا لهذه الشركات إلى السوق المحلية· وقال الأحبابي لـ''الاتحاد'' إن ''الاهتمام والتركيز على قطاع العقارات في أبوظبي جاء أكبر من المتوقع''· وانعقد الملتقى تحت رعاية الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد أن شارك فيه 150 مستثمرا دوليا· وأوضح الأحبابي في اتصال هاتفي أجرته معه ''الاتحاد'' أمس أن الأسئلة تركزت في جانب منها على جدوى الاستثمار في العقارات في ابوظبي، حيث النقص الكبير في المعروض من الوحدات السكنية، كما لفت إلى وجود اهتمام تركز حول مشاريع أبوظبي في الجزر لاسيما في جزيرتي السعديات وياس· وقال الأحبابي إنه سيتم توقيع اتفاقيات وعقود مع شركات دولية شاركت في الملتقى للاستفادة من خبراتها في المجالات التشريعية والقانونية في إطار توجه أبوظبي لتطوير البنية التشريعية والقانونية بما يخدم استمرار النمو والتنمية المستدامة· وأوضح الأحبابي أن الدعم الذي قدمته الحكومة للقطاع المصرفي والتسهيلات من المصرف المركزي والأرباح التي أعلنت عنها الشركات المساهمة العامة للربع الثالث وحجم الاستثمارات التي تضخها الحكومة والقطاع الخاص في السوق المحلية جميعها كانت ''عوامل محفزة جدا للشركات العالمية''· وقال ''قدمنا عروضا وافية عن حجم المشاريع والبنى الأساسية، لاسيما الطرق والمطار والمترو والموانئ والمناطق المتخصصة وغيرها''، التي ستستوعب، بحسب الأحبابي، التطور الكبير المنتظر· وأكد المشاركون، وفقا للأحبابي، رغبتهم في زيارة أبوظبي والاطلاع عن كثب على حجم الأعمال والمشاريع· وأشاد عدد من المشاركين في ملتقى أبوظبي للاستثمار في لندن بالفرص الاستثمارية المتاحة والمتنوعة والمناخ المثالي للاستثمار الذي تتميز به إمارة أبوظبي، ويعد أرضية مثالية لأي مستثمر يطمح في إنجاح استثماراته الخارجية· ونوه المستثمرون المشاركون في الملتقى بمدى اهتمام حكومة ابوظبي بتطوير مستوى الاستثمار الاجنبي في الامارة، وذلك من خلال التسهيلات المتاحة وتفعيل القوانين والتشريعات التي من شأنها أن تساهم في خلق بيئة استثمارية جاذبة، ناهيك عن توفر الأمن والاستقرار وسهولة التعاملات المصرفية· وقال سيباستيان والدبيرج المدير والشريك في شركة ''إس آي كابيتال'' المتخصصة في قطاع الطاقة المتجددة، إن الملتقى الذي نظمته دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي (قطاع العلاقات الاقتصادية الدولية) كان فرصة جيدة للتعرف على المناخ الاستثماري في أبوظبي، خصوصاً أن الشركة مهتمة بالاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية في الإمارات· وأعرب سكوت يونج أحد الشركاء في شركة كارلتون المالية المتخصصة بالاستثمار في الدول النامية بالنيابة عن الأشخاص والشركات البريطانية في الصناديق المالية عن إعجابه بما شاهده من عرض وجلسات جسدت الاهتمام الحكومي لإمارة أبوظبي بالاستثمار، حيث بثت تطمينات وضمانات كفيلة بأن تجعل أي مستثمر يتوجه إلى أبوظبي التي اعتبرها ''المستقبل القادم من الشرق الأوسط''· من جهته، تحدث ستيفان داناتوف من بنك دويتشي الألماني، وحدة الاستثمارات المالية، عن أن الملتقى قدم أبوظبي ''بشكل مشرف وسلس''، موضحاً أن الفرص الاستثمارية الحقيقية لكبريات الشركات والبنوك ''موجودة الآن في أبوظبي ويمكن الاستفادة منها''· وكان الملتقى قد بدأ بجلسة نقاش أمام المشاركين في الملتقى جمعت صلاح الشامسي رئيس غرفة تجارة وصناعة ابوظبي وحارب الدرمكي المدير التنفيذي في جهاز ابوظبي للاستثمار وفلاح الأحبابي مدير عام مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني والمهندس جابر حارب الخييلي الرئيس التنفيذي لمؤسسة المناطق الاقتصادية المتخصصة· وتناولت نقاشا مطولا مع المستثمرين المشاركين في الملتقى ووسائل الإعلام بشأن الفرص الاستثمارية في أبوظبي والصعوبات التي تواجهها حاليا وموقعها على الساحة الاستثمارية في قطاعات النفط والغاز وصولا إلى السياحة والترفيه· من جهته، قدم الاحبابي عرضا مختصرا عن التطورات التي ستشهدها امارة ابوظبي خلال السنوات القادمة وفق ما تضمنته خطة امارة ابوظبي 2030 والتي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للسعي نحو الاستدامة والقدرة على تطوير البنية التحتية والتخطيط للمجتمع وإفراز نوعية الحياة العصرية التي تمتزج مع أصالة وتراث مجتمع الإمارات· كما قدم أبوبكر الخوري المدير الإداري في ''صروح العقارية'' عرضا آخر أمام المشاركين في الملتقى جسد المشاريع العقارية التي تنفذها ''صروح'' في امارة ابوظبي ومستويات النجاح التي تنتظرها عند الانتهاء منها، وذلك في ظل حالات العرض والطلب في أبوظبي وأساسيات السوق والمخاطر والتحديات· وقال الخوري ''هناك أكثر من 20 مليار دولار للمشاريع قيد التطوير في امارة ابوظبي، خاصة الواقعة معظمها في الجزر المحيطة بمدينة ابوظبي والبالغ اجمالي عددها 200 جزيرة''· ولفت إلى أن غالبية المقيمين لمدة طويلة (أكثر من 20 سنة) في ابوظبي الآن سيتمكنون للمرة الأولى من شراء العقارات، وهو الحل الامثل لهم لتجنب ارتفاع الإيجارات وجعل الشراء خيارا جذابا وافضل لهم· كما عرض مايكل تومالين رئيس بنك أبوظبي الوطني ''حالة الازدهار'' التي يعيشها البنك، مؤكداً أن الدعم الذي توفره الحكومة من أهم أسباب هذا الازدهار، مشيرا إلى أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية ما تزال متوفرة داخلياً وخارجياً· ونوه تومالين إلى أن كبريات الشركات المدرجة في سوق الاوراق المالية في ابوظبي تتمتع بدعم من الحكومة· وطمأن تومالين المستثمرين المشاركين في الملتقى بحالة البنوك والمصارف في امارة ابوظبي والتي حظيت بدعم وفير من الحكومة، ما مكنها من مواجهة المشكلات المالية العالمية بدون أية مخاوف أو احتمالات غير متوقعة، مستعرضا في ذلك حالة بنك ابوظبي الوطني، والتي حققت أرباحا جيدة العام الماضي رغم الأزمة· وفي ختام فعاليات الملتقى، قال صلاح الشامسي رئيس غرفة تجارة وصناعة ابوظبي إن التوجهات الحكومية تركز على تفعيل الاستثمارات الاجنبية والنهوض بدور القطاع الخاص، بما يؤهله لأن يكون شريكا رئيسيا في عملية التنمية التي تشهدها دولة الامارات العربية المتحدة بشكل عام، لافتا الى ان هذا الملتقى، والذي يحظى بدعم ورعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ''خطوة هامة نحو الانفتاح الاقتصادي والاستثماري على العالم والمملكة المتحدة التي تعتبر أحد أهم وأكبر الشركاء التجاريين لإمارة أبوظبي''· وبشأن مجالات الاستثمار التي تطرحها امارة ابوظبي خلال الفترة المقبلة، قال الشامسي إن حكومة امارة ابوظبي تتوجه فعليا نحو تطوير الاستثمارات الاجنبية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والصناعة والعقارات والتعليم والصحة، وقد تلقت الجهات المعنية العديد من الاستفسارات بشأن الاستثمار في هذه المجالات· بدوره، دعا ناصر بطي بن عمير عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي - رئيس لجنة السياحة بالغرفة، الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال في المملكة المتحدة إلى تعزيز استثماراتهم السياحية في إمارة أبوظبي· وقال عقب جلسة عمل حول إمكانات وفرص القطاع السياحي والبنية الأساسية إن ''فرص الاستثمار السياحي في إمارة أبوظبي تتعزز وتتسع مجالاتها''، مشيراً إلى أن قيمة المشروعات السياحية التي أعلن عنها في الإمارة والمتوقع أن يتم تنفيذها خلال السنوات القادمة تتعدى 120 مليار درهم في قطاع السياحة والتطوير السياحي والبنية الأساسية، موضحاً أن مشروعات تطوير القطاع السياحي في الإمارة توفر فرصاً كبيرة للمستثمرين والشركات البريطانية ودول الاتحاد الأوروبي· ويعتبر مشروع تطوير جزيرة السعديات أهم المشروعات السياحية الذي تبلغ تكلفته عشرات المليارات من الدراهم، ومن المتوقع تنفيذه خلال السنوات القليلة القادمة، بحسب ابن عمير· وقال إن إنشاء وتطوير المناطق الصناعية في إمارة أبوظبي سيساهمان في توفير فرص استثمارية مميزة وفي مضاعفة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السنوات القادمة، حيث من المتوقع أن تساهم هذه المناطق التي تغطي جميع القطاعات الصناعية في تحويل إمارة أبوظبي إلى وجهة صناعية وسياحية ومركز للخدمات والخدمات اللوجستية طبقاً لأرقى المعايير الدولية، وهذه بمجموعها تمثل فرصاً واعدة للمستثمرين وللشركات البريطانية والأوروبية بصورة عامة