السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عقاب» الجمهور!

20 يوليو 2010 21:13
«المصالح» أصبحت تقود عالم الفن الآن، وتتحكم فيه، بعيداً عن امتلاك موهبة التمثيل والأداء الحركي والتعبيري، أو موهبة الصوت الذي يطرب الآذان ويدغدغ الإحساس. فعالم الفن بات يرفع شعار «هات وخد»، و»راعيني قيراط أراعيك فدان»، الأمر الذي أفرز ظاهرة «تبادل الأدوار»، فالممثلة نراها الآن تصعد على المسرح «رغماً عن أنوفنا» وتغني، بعد أن يكون قد أقنعها أحد «المصلحجية» من المنتجين أو متعهدي الحفلات بأن صوتها رائع ولن يقل طرباً وحلاوة عن صوت كوكب الشرق وفيروز ونجاة، فلا تتردد في أن تمسك بالمايك و«هات يا نشاز»، ثم تنتهي من وصلتها «الموجعة» وتهبط من فوق المسرح بكل أريحية، وليذهب الجمهور إلى الجحيم، بعد تعرضه إلى عقاب فني قاس! أما المطربة فنراها تقحم نفسها وتدس أنفها في التمثيل، لدرجة أن بعضهن تجرّأ على السينما ولم يكتفين بالدراما ومسلسلات «السيت كوم»، فنرى واحدة «تشيل» بطولة فيلم سينمائي بمفردها، وكأنها لا تقل موهبة عن ماري منيب أو شادية أو مديحة يسري أونادية لطفي أو نجلاء فتحي، أو ماجدة وغيرهن، رغم أن هذه المطربة أو تلك ما زالت تحبو في دهاليز التمثيل، ويكفي أن بعضهن لا يجدن التعامل مع الكاميرا، والنتيجة أن هؤلاء يحصدن مرارة الفشل في السينما، إلا فيما ندر منهن ممن حققن نجاحاً «خجولاً»، نتيجة إبداع البطل الذي يقف أمامها، أو مخرج متميز وضعها بشكل صحيح أمام الكاميرا، لتتحرك كما يجب، دون أن تفسد المشهد. وبذلك يجد المشاهد نفسه في حيرة من أمر أهل الفن، فلم يعد يعرف المطربة من الممثلة، فكلاهما تتبادلان الأدوار مع الأخرى، و»كله ماشي»، ولا يهم هذه أو تلك رأي الجمهور أو النقاد.. المهم ما تجمعه من أموال خلال السنة، حتى لا تخرج خالية الوفاض، فلا مانع من أن تقيم ممثلة حفلاً غنائياً هنا أو هناك، ولا غرابة أن تشارك مطربة في فيلم أو مسلسل، طالما أن المنتج هو الذي اختارها، والمخرج هو الذي اقتنع بها باعتبارها قنبلة تمثيلية. كل هذه الكوارث الفنية، ولا يزال هناك من تعلو وجهه الدهشة، ويتساءل عن سبب هبوط مستوى الأغاني، والسير بها في طريق الكلمات المشوهة والجمل اللحنية المهجنة.. وهناك من يتساءل عن سبب تراجع مستوى أفلام السينما وفشلها وسحبها من دور العرض بعد أسبوع على الأكثر لضعف الإيرادات. وهناك من يتساءل عن سبب اختفاء الفنان النجم، واعتلاء أنصاف المواهب لعرش الفن، رغماً عن جمهور لا حول له ولا قوة، وغصباً عن نقاد تخلوا عن أدوارهم، وسقطوا في مستنقع المجاملات والصداقة مع أهل الفن، حتى خلت أقلام بعضهم من «حبر» الجرأة! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©