الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميركيون··· ونظام الحزب الواحد

الأميركيون··· ونظام الحزب الواحد
29 أكتوبر 2008 22:12
من المحتمل أن تكون مدينة واشنطن مهيأة الآن كي تصبح مدينة الحزب الواحد، حيث تشير معظم التوقعات إلى احتمال فوز السيناتور ''باراك أوباما'' بانتخابات الرئاسة يوم الثلاثاء القادم، ويبدو ''الديمقراطيون'' جاهزين لتعزيز أغلبيتهم في الكونجرس بمجلسيه· بيد أن تاريخ نُظم الحزب الواحد في الولايات المتحدة، كان محفوفا دوماً بالانتصارات والخطر· ففرانكلين روزفلت الذي شق طريقه إلى الحكم عام ،1933 في الوقت ذاته الذي كان فيه الكساد الاقتصادي في أوجه، تمكن من قيادة الأميركيين للخروج من ذلك الكساد بمساندة أغلبية ''ديمقراطية'' في الكونجرس، وذلك بتمرير طائفة من التشريعات في الكونجرس خلال شهور قليلة·· بيد أن ما حــدث بعد ذلـــك هو أنه عندما انتخب لفترة ولاية ثانية، هو أنه تجاوز حدوده، بل واصطدم بحزبه ذاته· هناك رئيســان ''ديمقراطيان'' آخران في فترة أحدث هما ''جيمي كارتر'' و''بيــــل كلينتــــون''، كانــا قد بدآ ولايتيهما بأغلبية لحزبهما في مجلسي الشيوخ والنواب، قبل أن تتوتر علاقتهما مع الكونجرس بعد ذلك بدرجة كبيرة· فكارتر حقق بعض النجاح مع الكونجرس في البداية، غير أن أسلوبه غير المعتاد بالنسبة لدوائر الحكومة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، ونوعية المساعدين الذين أحضرهم معه من جورجيا تسببا في صدامات متكررة مع النخبة السياسية في واشنطن· أما كلينتون، فإن الإخفاق الذي مُنِي به في السنتين الأوليين، والذي يرجع في معظمه إلى مشاكسات الأغلبية ''الديمقراطية''، كان سبباً في فقدان حزبه للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات التجديد النصفي، ولم تتمكن رئاسة بيل كلينتون من الإقلاع، إلا بعد التمكن من مواجهة الأغلبية ''الجمهورية'' في المجلس خلال ولايته الثانية· أما السيناتور أوباما فإنه لو أصبح رئيساً، فإن شبيهه التاريخي الأقرب سيكون هو الرئيس فرانكلين روزفلت- كما يرى المؤرخ ''روبرت داليك'' الذي يستخدم نفس العبارة التي استخدمها الرئيس روزفلت في خطابه الافتتاحي وهي:'' نحن نمر بأوقات عصيبة''· يستعيد ''داليك'' عبارات أخرى من ذلك الخطاب منها:'' إن هذه البلاد يجب أن تعمل وأن تعمل الآن''، ويقول إن العمل هو ما أعطاه روزفلت للأمة الأميركية في ذلك الوقت، وهو الذي ساعده على النجاح· ففي خلال المئة يوم الأولى من فترة حكمه، تمكن روزفلت من تمرير 15 قانوناً في الكونجرس، مستفيداً من الدعم الحزبي القوي الذي كان يقف وراءه ويسانده''· يقول'' دالاك'' إن أوباماـ مثله في ذلك مثل روزفلت ـ يبدو جاهزاً، ومؤهلاً في ذات الوقت للدفع بعدة مبادرات في عدد من المجالات، منها على سبيل المثال حزمة الحوافز الاقتصادية الثانية وسحب القوات الأميركية في العراق- كما تعهد· مع ذلك يقول ''الديمقراطيون'' إنهم يدركون تماماً بأنه حتى مع وجود أغلبية ''ديمقراطية'' كبيرة في مجلسي الكونجرس، فإنه ليس هناك ضمانات كافية للنجاح- على الأقل بسبب الكوارث الاقتصادية التي تمر بها الأمة- والتي يمكن أن تضع برامج مثل برنامج إصلاح منظومة الرعاية الصحية على الرف لفترة طويلة من الوقت· يعلق ''داليك'' على ذلك بقوله:''المسألة هي أنه إذا لم ينجح الديمقراطيون في تنفيذ أجندتهم، فإن الناخبين يستطيعون تغييرهم بعد عامين أي في انتخابات التجديد النصفي، وهذه هي الميزة التي تتوافر في النظام الداخلي للكونجرس والذي ينص على إعادة انتخاب أعضاء مجلس النواب كل عامين''· مع ذلك، فإن الشيء الذي يبدو محتملاً بدرجة آخذة في التزايد بالنظر إلى صيرورة الحملة الانتخابية الحالية التي مضت بشكل لا يصدق لمصلحة الديمقراطيين هو أن يتمكن الحزب ''الديمقراطي'' من الحصول على أغلبية كبيرة في مجلسي الكونجرس، تمكنه من مواجهة بعض الانتكاسات التي تعرض لها، بحيث لا يفقدون أغلبيتهم خلال السنتين الأوليين من الحكـــم كما حدث في مرات عديدة على امتداد تاريخ الرئاسات الأميركية· بالإضافــــة لذلـــك، يبــــدو مــــن غير المتوقـــع أن يحدث ذات الشيء الذي حدث خلال السنتين الأوليين في ولايـــة كلينتـــون الأولى، عندمــا تمكن ''الجمهوريون'' من تحقيق الأغلبية في مجلسي الكونجرس لاول مرة خلال أربعين عاماً، وهو ما يرجع للأزمة الكبيرة التي يعاني منها ''الجمهوريون'' في الوقت الراهن· تشير الإحصائيات الى أن ''الديمقراطيين''، الذين يبلغ عدد المقاعد الحاصلين عليها والتي تؤمن لهم أغلبيــــة ضئيلــــة في مجلــــس النــــواب 51 مقعدا على وشك الحصول على الـ60 صوتاً المطلوبة لتمرير أي مشروع قرار على الرغم من أي معارضة· وإذا ما حدث ذلك فإن ''الجمهوريين'' سيفقدون أداة فعالة لوضع قيد على سلطة ''الديمقراطيين''، وإن كان لا يوجد بالطبع ما يضمن أن الحصول على الـ60 صوتاً هذه سوف تمكنهم دائماً من التغلب على تمرير ما يشـــاءون في وجــــه أي معارضـــــة ''جمهورية'' خصوصــــاً إذا ما عرفنا على سبيل المثال أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الذي تحالف مع ''الديمقراطيين'' هو السيناتور جوزيف ليبرمـــان الذي يعتبر واحدا من أقوى المؤيدين للمرشح ''الجمهوري'' للرئاسة جون ماكين في حملتـــــه الانتخابيــــة· ليس هنــــاك فحســـب بل إن هنــــاك ''ديمقراطيين'' ذوي ميول محافظة يمكــــن أن ينشقــــوا على التيار الرئيسي من ''الديمقراطيين'' بشأن العديد من الموضوعات· على الرغم من ذلك، يمكن القول إن الجمهور الاميركي يظهر في الوقت الراهن دعما غير مسبوق لفكرة حكم الحزب الواحد في واشنطن، وذلك وفقا لآخر استطلاع رأي أجرته ''واشنطن بوست'' بالتعاون مع شبكة ''آيه بي سي نيوز'' والذي عبر فيه ما يزيد عن 50 في المئة من الناخبين المحتملين عن أراء مؤداها أنهم يفضلون أن يحصل حزب الرئيس الذي سيتم انتخابه على الأغلبية في الكونجرس بمجلسيه في حين أعرب 30 في المـئة فقط ممن استطلعت آراؤهم عن رأي مخالف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©