الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«ملائكة الرحمة» يتناوبون على مدارس عجمان بلا مستلزمات

«ملائكة الرحمة» يتناوبون على مدارس عجمان بلا مستلزمات
20 مايو 2014 10:23
يؤتمن 31 ممرضاً وممرضة فقط على صحة ما يزيد على 15 ألف طالب وطالبة في أربعين مدرسة حكومية بعجمان، ويضطلعون بدور إشرافي على آلاف الطلبة في عدد من المدارس الخاصة. ونتيجة للفرق بين عدد الممرضين وعدد الطلبة والمدارس، يتناوب «ملائكة الرحمة» على المدارس ما يعني غيابهم عن أخرى، تاركين الطلبة المرضى لمعلمين خضعوا، على عجل، لتدريب على أسس الإسعاف الأولي، لا يغني عن لمسات الممرض وحدس الطبيب وعلمه. ويطالب مديرو مدارس بتكامل العيادات المدرسية ودعمها بأطباء وممرضين، وهو ما تجده إدارة المنطقة التعليمية أمراً مبالغاً به، يتجاوز مفهوم العيادة المدرسية. تحقيق: آمنة النعيمي طالب مديرو مدارس في عجمان وزارة الصحة بتفعيل دور العيادات المدرسية في رعاية صحة الطلبة داخل المبنى المدرسي، وذلك بتجهيزها بكل الإمكانيات الطبية التي تفتقر لها من ممرضين وأدوية وأجهزة طبية خاصة بقياس السكري وضغط الدم والربو، مؤكدين أن إدارات المدرسة توفرها على نفقتها الخاصة بعد حالة من اليأس بلغتها من عدم التجاوب السريع لطلباتها. وأكدت رهام محمد نائبة مديرة مدرسة عجمان للتعليم الثانوي أن المدرسة تتحمل توفير النواقص في العيادة المدرسية بنسبة 80%. وقالت إن تقديم طلب لوزارة الصحة بهدف توفير المعدات يتطلب إجراءات وصبرا نعجز عن تحمله في ظل وجود حالات عديدة بين الطالبات من مرضى السكري وضغط الدم والربو لا يمكن أن تنتظر. وأضافت: لقد زودت الصحة المدرسية العيادة بالأثاث، لكن دون اكتراث بتوفير اللوازم الأساسية من أجهزة طبية ضرورية فمن المفترض أن تكون العيادة المدرسية متكاملة فهي تخدم عددا كبيرا من الطلبة تقدم لهم الإسعافات الأولية على الأقل وتتابع الحالات المزمنة. وطالبت جميلة محمد الرشيد مديرة روضة الأماني بتواجد ممرضة دائمة في المدرسة تكون على علم تام بطب الأطفال وتتابع حالاتهم، خلافاً لما هو معمول حالياً في تناوب الممرضات على المدارس، الأمر الذي أدى لعدم معرفة الممرضات بالحالات المرضية بالمدرسة، ما يضطرهن إلى معاينة الطفل ومراجعة ملفه كل مرة يلجأ إليهن فيها. وأوضحت أن الروضة تضم أطفالاً مصابين بالسكري وضغط الدم، ما يفرض توفر أجهزة قياس السكري وضغط الدم، وهو ما لم توفره وزارة الصحة، فاضطرت إدارة المدرسة إلى توفيره إضافة إلى جلب سرير يناسب أحجام الأطفال. وبينت الرشيد أن المدرسة تضم طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ما يعني ضرورة وجود عناية طبية على مدى أيام الأسبوع دون غياب، في حين أن الممرضة تأتي إلى المدرسة أربعة أيام أسبوعياً، إضافة إلى أن الوزارة تلجأ في ظروف معينة إلى استدعاء الممرضة المناوبة إلى أماكن أخرى، وتترك المدرسة بلا ممرض. وأكد محمد عبدالكريم مدير مدرسة ابن الهيثم عدم فاعلية دور الممرض دون وجود أجهزة طبية وأدوية في العيادة، حيث إن دوره بهذه الإمكانيات المتواضعة جداً لا يتعدى أن نطلق عليه مسمى مسعف. وقال إن المدرسة تضم 580 طالباً في مرحلة البلوغ، ولا يخفى على الجميع حساسية هذه المرحلة، وكثرة الإصابات التي قد يتعرض لها الطالب، فضلاً عن الأمراض المزمنة التي يعاني منها البعض أبسطها الربو. وقال إن باص الطوارئ يقف في المدرسة طوال اليوم لتحويل الحالات إلى عيادة الصحة المدرسية وهي المهمة الرئيسية التي يقوم بها الممرض وهي التعامل مع الإصابة وتحويلها إلى الصحة المدرسية، مطالباً بإعطاء الممرض فرصة للقيام بدوره بالشكل الأمثل من خلال توفير الأجهزة، إضافة إلى أن عيادة المدرسة تحتاج إلى توفير أدوية لبعض الأمراض المنتشرة مثل الزكام للتقليل من اصطحاب الطلبة إلى المراكز الطبية أو العيادات الخارجية، لأن ذلك يؤثر سلباً على تحصيل الطلبة دراسياً ولا يخدم العملية التربوية. من جهته، أكد الممرض محمد أحمد أن المنطقة الطبية وفرت كل الأدوية للحالات الطارئة مثل المسكنات وأدوية الزكام والسعال وأدوية المغص والغثيان، فضلاً عن الضمادات والمطهرات، مشيراً إلى أن الأجهزة الطبية تم توفيرها من قبل إدارة المدرسة. وعن مهامه، لفت إلى أنه يتابع جميع الطلاب في المدرسة، خصوصاً الحالات المصابة بالأمراض المزمنة كالسكري والربو وضغط الدم والثلاسيميا، ويقوم بالتأكد من توفر كل المستلزمات للتدخل الطارئ. ففي حالات الربو توجد بخاخات لكل طالب تمت كتابة اسم الطالب عليها. وبالنسبة للحالات المرضية التي تحتاج إلى معاينة، يتم نقل المريض إلى عيادة الصحة المدرسية أو عيادة الصحة الأولية أو مستشفى خليفة بعجمان بحسب الحالة. وطالب الممرض محمد بتجديد أثاث العيادة المدرسية وتوفير أدراج للملفات، بما يتناسب مع أعداد الطلاب في المدرسة. مهام عديدة يتكفل بها 31 ممرضاً وممرضة! . قال الدكتور محمد سالم بالي مدير إدارة الصحة المدرسية بمنطقة عجمان الطبية، إن عدد الكادر التمريضي في الصحة المدرسية 37 ممرضاً وممرضة، يعمل منهم في المدارس 31 ممرضاً وممرضة، وستة ممرضين وممرضات في العيادة المركزية، حيث يوجد ثلاث عيادات للأسنان، اثنتان للعلاج وعيادة مسؤولة عن البرنامج الوقائي لصحة الفم والأسنان، إضافة إلى وجود استشاري تغذية وأخصائية تغذية وفني عيون ويتم تقديم العلاج العام من قبل أطباء الصحة المدرسية. وأضاف بالي أن المسؤوليات المناطة بالممرضين في المدارس تتلخص بالاهتمام بصحة الطلبة ابتداء من تقديم الإسعافات الأولية للطلبة في حالة تعرضهم لأية إصابة، وقياس الوزن والطول وحدة الإبصار ومراقبة البنية المدرسية ومدى مطابقتها للشروط الصحية وإبلاغ إدارة المدرسة عن أية ملاحظات بشكل يومي والإشراف على المقصف المدرسي مع اللجنة المدرسية المختصة بذلك، وتنفيذ برنامج محدد للتثقيف الصحي حسب المرحلة الدراسية للطلبة بدءاً من طابور الصباح والإذاعة المدرسية وإعطاء المحاضرات في الفصول الدراسية. كما أن من مهام الهيئة التمريضية مراقبة الأمراض المعدية وتحويل الحالات التي تحتاج إلى تحويل إلى إدارة الصحة المدرسية ومراقبة التزام الطلبة وأولياء أمورهم بمدة العزل المقررة لمنع العدوى وانتشار الأوبئة يضاف لذلك إعطاء الطلبة والطالبات التطعيمات المقررة حسب البرنامج الوطني للتطعيم. وفي حال غياب الممرض أو الممرضة عن المدرسة، فقد تم إجراء دورات في الإسعافات الأولية لـ 10 مدرسين أو مدرسات في كل مدرسة، حيث إن بإمكانهم تقديم الإسعافات الأولية للطلبة عند الضرورة. كما تم تزويد العيادات المدرسية بجميع ما يلزم من أجهزة ومعدات طبية وكذلك الأدوية التي يحتاجها الطلبة والطالبات للإسعافات الأولية وعلاج الحالات الطارئة، علماً بأن العيادات المدرسية في معظم المدارس الحكومية مستوفية للمتطلبات من حيث التجهيزات والأثاث. وتضم قائمة المستلزمات الطبية التي حددتها الوزارة 26 من الأدوات والمعدات الواجب توافرها وإعدادها، بدءاً بسرير الكشف الطبي، والدرج الملحق به، وسرير مريض للملاحظة، وستارة الكشف، والمفارش والمخدات، والأغطية والفرش والبطانيات، إلى جانب الكرسي المتحرك، وميزان الوزن والطول، وجهاز الضغط والسماعة الطبية، وحقيبة الإسعافات الأولية، ولوحة قياس النظر وجهاز كشف للأذن والأنف والحنجرة، وآخر بخاخ للربو، وجهاز فحص مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى بعض مستلزمات التعقيم، والمقص والقطن وميزان للحرارة وبطارية للكشف. وبالنسبة للمدارس الخاصة، فإن برنامج الصحة المدرسية للمدارس الخاصة يهدف إلى رفع مستوى الإشراف على تطبيق برنامج الصحة المدرسية في المدارس الخاصة والخيرية للعمل على تعزيز صحة الطلاب فيها وتحقيقاً لهذا الهدف فقد تم وضع برنامج لزيارة المدارس الخاصة ووضع تقرير عن مدى التزام هذه المدارس بتطبيق برنامج الصحة المدرسية. .المدارس الخاصة أفضل حالاً فيما يخص المدارس الخاصة، قالت وسام نائب مدير إحدى المدارس الخاصة إن العيادة المدرسية مطابقة تماماً لمواصفات الصحة المدرسية التي تقوم بتفتيش دوري على المدارس الخاصة. وأضافت: نحن حريصون على صحة الطالب حيث يتم توفير ممرضتين وطبيبة طوال اليوم الدراسي، حيث تكشف الطبيبة على المرضى من الطلاب وتصف لهم الأدوية. كما جهزت الإدارة المدرسية العيادة بكل الأجهزة الطبية، ووزعت على جميع المشرفات مقياساً لدرجة الحرارة بهدف متابعة من يشكون من ارتفاعها. وتلتزم المدرسة بتوفير ملف طبي خاص لكل طالب وخاصة الأمراض المزمنة التي يتم متابعتها بشكل دقيق، حيث يتم تعريف جميع المعلمين بالطلبة المرضى لمراقبتهم خلال الحصة وتحويلهم للعيادة في حال ظهور أعراض مرضهم أثناء الحصة، مؤكدة أن وجود هذه العناية الطبية المتميزة في المدرسة تساعد على طمأنة أولياء الأمور على أبنائهم. «عجمان التعليمية» : المطالبات بتجهيز العيادات بشكل متكامل «أمر مبالغ فيه» . وصف علي حسن، مدير منطقة عجمان التعليمية، مطالبات الإدارات المدرسية بتجهيز العيادات المدرسية بشكل متكامل بأنه «أمر مبالغ فيه»، قائلاً إن العيادة المدرسية موجودة لعلاج الحالات الطارئة للطلبة في المدرسة، وعليه فإن اللوازم التي تتوافر فيها بسيطة، يمكن لإدارة المدرسة أن توفرها عن طريق الميزانية المخصصة. وانتقد الإدارات التي تشتكي من تكبدها ثمن توفير الأجهزة والأدوية، مشيراً إلى أن سعر هذه الأجهزة والأدوية لن يؤثر في ميزانية المدرسة التي تصل إلى 100 ألف درهم في سبيل صحة أبنائنا الطلبة. وقال: «نحن في النهاية نعمل كفريق مع جميع الجهات والمؤسسات، ونكمل بعضنا بعضاً لخدمة الطالب، ونقدم كمنطقة تعليمية وإدارات مدرسية كل ما يمكن توفيره للطالب، وعليه فإن مشكلتنا في المدارس ليست الأجهزة أو الأدوية، وإنما حل مشكلة نقص الممرضين، حيث إن نظام المناوبات هو المعتمد، وبالتالي فإن الممرض عندما يغيب عن المدرسة، يعرض حياة الطلاب للخطر»، لافتاً إلى أن وزارة الصحة بذلت جهوداً كبيرة لمعالجة هذه المشكلة التي لا تزال قائمة. وأوضح مدير منطقة عجمان التعليمية، أن الممرض هو الوحيد المؤهل والمتخصص للتعامل مع الحالات المرضية، مطالباً بأهمية وجود الممرض بشكل دائم في المدرسة لقدرته على التعامل مع الحالات الطارئة، سواء حالات الإغماء أو الجروح وغيرها مما يتعرض له الطالب، ويستطيع الممرض التعامل السريع معه بالشكل الطبي المناسب لحالته، مشيراً إلى أن الاعتماد على المعلمين في متابعة الحالات الطارئة أثناء غياب الممرض بحجة تلقيهم دورات في الإسعافات الأولية غير منطقي، ولا يمكن الاعتماد عليه. وطالب بأن تكون العيادات في المدارس الحكومية بمستوى العيادات في المدارس الخاصة التي تدقق الصحة المدرسية في توافر كل الإمكانات فيها، ووجود ممرضة دائمة وطبيب. وبالنسبة للحالات المزمنة، أهاب بأولياء الأمور بضرورة متابعة حالة أبنائهم والتواصل مع ممرض المدرسة وإخطاره بحالة الابن وتوفير الأدوية التي قد يحتاجها الطالب أثناء الدوام الدراسي، مشيراً إلى أن الممرض لا يمكنه أن يقرر الأدوية والجرعات التي يحتاجها المريض، الأمر الذي يتطلب طبيباً أو تعاون ولي الأمر في توفير تلك الأدوية. وأشاد بدور مؤسسة مواصلات الإمارات التي تحرص على وجود حافلاتها في المدارس لتحويل الطلبة إلى عيادة الصحة المدرسية لمعاينة الطبيب، مشيراً إلى أنه لا يحبذ أن يتوافر في العيادة أكثر من الأدوية الضرورية. وقال إن الصحة المدرسية في عجمان تقدم الرعاية الصحية لجميع المدارس الحكومية وعددها 40 مدرسة. كما تقوم بالإشراف الجزئي على المدارس الخاصة وعددها 24 مدرسة. ويبلغ عدد الطلاب في المدارس الحكومية 15 ألفاً و153 طالباً وطالبة. كما يبلغ عدد الطلاب في المدارس الخاصة 37 ألفاً و800 طالب وطالبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©