السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التحقيق الدولية»: لا نتائج قاطعة حول من استخدم «الكيماوي»

«التحقيق الدولية»: لا نتائج قاطعة حول من استخدم «الكيماوي»
7 مايو 2013 00:45
أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس، رفضه استخدام السلاح الكيماوي من قبل أي جهة، مشيراً إلى أنه سيتخذ «التدابير القانونية المناسبة» في حال ثبت تورط «أي طرف آخر غير النظام السوري في هذا الاستخدام، ومؤكداً أن نظام الرئيس بشار الأسد هو الجهة الوحيدة التي تمتلك مثل هذا السلاح. من جهتها، أفادت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا أمس، بأنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تثبت استخدام أي من طرفي النزاع في سوريا أسلحة كيماوية، وذلك بعد أن أعربت عضو اللجنة كارلا ديل بونتي عن «شكوك قوية» باستخدام مقاتلي المعارضة السورية لغاز السارين القاتل، استناداً إلى شهادات ضحايا. من جهة أخرى، قال مصدر مطلع إن السلطات التركية تخضع لاجئين سوريين على أراضيها أصيبوا في المعارك، لفحوص للتحقق مما إذا كانوا ضحايا أسلحة كيماوية. وفي أنقرة، أكد ملحم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض، أن المزاعم بشأن استخدام قوات المعارضة المسلحة غاز الأعصاب «لا سند لها ولا من دليل موضوعي يؤيدها»، مشدداً على أن هذه المزاعم ناتجة عن «لعبة مخابرات سورية». بالتوازي، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، إن بلاده لا تملك أي معلومات عن قيام مسلحي المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية في معاركهم ضد قوات نظام بشار الأسد، مشدداً بقوله «ليس لدينا معلومات تدعو للاعتقاد بأن لديهم (المعارضة) القدرة أو النية على نشر أو استخدام مثل هذه الأسلحة». وبدوره، ذكر نيقولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي في ختام لقاء مع الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو في مينسك أمس، أنه لا تتوافر لدى بلاده معلومات أكيدة حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وفيما اعتبر أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» أندرس فوج راسموسن أمس، أن رفض دمشق المستمر السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق ميدانياً حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية «أمر مؤسف». وطالب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني، القيادة السياسية في دمشق بتمكين المراقبين المستقلين من القيام بعملهم في التحقيق بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيماوية، مشدداً في مؤتمر صحفي في بودابست «من يستخدم أسلحة كيماوية بغض النظر عن الجانب الذي ينتمي إليه، يرتكب جريمة خطيرة»، وطالب من يملك أدلة على استخدام هذه الأسلحة المحظورة من قبل أحد أطراف الصراع السوري، بإشراك المجتمع الدولي في هذه الأدلة وطرحها على الطاولة. وأكد الائتلاف المعارض في بيان أمس، «إدانته أي استخدام للسلاح الكيماوي بغض النظر عن الجهة أو الطرف الذي يستخدمه». وأضاف أنه «سيستمر في إجراء تحقيقاته الخاصة وجمع أدلته بهذا الشأن، وتقديمها للجنة التحقيق الدولية. وفي حال ثبت بالتحقيق استخدام أي طرف آخر، غير نظام الأسد، الكيماوي، فإن الائتلاف سيتخذ كل الإجراءات القانونية المناسبة بغض النظر عن الجهة أو السبب والمبرر». إلا أن البيان جدد التأكيد على أن «نظام الأسد هو الجهة التي تملك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج السلاح الكيماوي، وقد اعترف بامتلاكه له في أكثر من مناسبة، وهو الوحيد الذي يمتلك وسائل تركيب وتخزين ونقل وإطلاق هذه الأسلحة، بالإضافة إلى الإرادة اللازمة لاستخدامها»، مشيراً إلى أن «هذا ما أكده أيضاً الاثنين أمين عام حلف الناتو». وشدد الائتلاف المعارض «على ضرورة دخول فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة» سوريا، و«إجراء التحقيقات كافة اللازمة في كل الأماكن التي يعتقد أنها شهدت استخداماً لأسلحة كيميائية». وفي جنيف، قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، «إنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة تتعلق باستخدام أسلحة كيماوية من قبل أي طرف من أطراف النزاع». وليل الأحد الاثنين أعلنت كارلا ديل بونتي أن مقاتلي المعارضة السورية استخدموا غاز الأعصاب القاتل «السارين»، استناداً إلى شهادات الضحايا. وقالت ديل بونتي إنه «بحسب الشهادات التي جمعناها، فإن المقاتلين استخدموا أسلحة كيماوية مستعينين بغاز السارين». ولم تشر اللجنة إلى تصريحات ديل بونتي مباشرة، إلا أنها أكدت أنها «ليست في وضع يمكنها في الوقت الراهن من مواصلة التعليق على هذه الادعاءات». وفي أنقرة، أكد ملحم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض، أن المزاعم بشأن استخدام قوات المعارضة المسلحة غاز الأعصاب «لا سند لها ولا من دليل موضوعي يؤيدها». وأضاف «لأن الأسد لا يسمح بدخول مراقبين دوليين، فهذا دليل قوي على أنه هو الذي يستخدمها. جهاز المخابرات السوري بإمكانه إرسال أشخاص يزعمون أنهم من المعارضة والإدلاء بمثل هذه التصريحات وتقديم شهادات مزيفة بأن المعارضة تستخدم الأسلحة الكيماوية. وبالتالي فهذه لعبة مخابرات». وذكرت ديل بونتي في مقابلة أجرتها معها الإذاعة السويسرية الإيطالية، أنه لا يوجد بعد «دليل مؤكد، ولكن توجد شكوك قوية، وشكوك ملموسة بأنه تم استخدام غاز السارين، والمساعدة التي تلقاها الضحايا تظهر ذلك». وأوضحت ديل بونتي أن تحريات لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة «لم تنته على الإطلاق». وبينت في المقابلة أن«محققينا زاروا الدول المجاورة وأجروا مقابلات مع الضحايا والأطباء والمستشفيات الميدانية، وطبقاً لتقريرهم الأسبوع الماضي الذي أطلعت عليه، توجد شكوك قوية وملموسة، ولكنها لم تصبح بعد دليلاً لا يقبل الجدل على استخدام غاز السارين من الطريقة التي عولج بها الضحايا». ولم تعط ديل بونتي تفاصيل بشأن متى وأين استخدم السارين. كما أوضحت أن التحقيقات الجارية قد تكشف كذلك إن كانت حكومة الأسد استخدمت هذا النوع من الأسلحة الكيماوية أم لا. وجاء في بيان اللجنة أن «رئيس لجنة التحقيق السيد باولو سيرجيو بينيرو يذكر جميع أطراف النزاع بأن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في أي ظرف كان». وأضافت أنها تقوم حالياً «بمتابعة تحقيقاتها في جميع مزاعم انتهاكات القانون الدولي في سوريا، وستقوم بإرسال استنتاجاتها إلى مجلس حقوق الإنسان في 3 يونيو المقبل، حسبما يقضي به القرار 22/24». وتشكلت اللجنة قبل عامين بمبادرة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولم تتمكن حتى الآن من دخول سوريا لرفض دمشق طلباتها المتكررة بدخول البلاد. وقامت اللجنة بمقابلة أكثر من 1500 سوري لاجئ ومهجر لإعداد تقاريرها، وتقول إن القوات الحكومية وحلفاءها وقوات المعارضة ارتكبوا جرائم حرب في سوريا التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 70 ألف شخص خلال النزاع المتفاقم. و«السارين» غاز شديد السمية يؤثر على الأعصاب، اكتشف في ألمانيا عشية الحرب العالمية الثانية، واستخدم في مترو طوكيو عام 1995. ويتسبب الغاز عند استنشاقه أو تغلغله إلى الجسم من خلال الجلد، إلى شل الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى الموت.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©