الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمال الغيطاني متفائل برواج الرواية والإقبال على القراءة عربياً

جمال الغيطاني متفائل برواج الرواية والإقبال على القراءة عربياً
29 أكتوبر 2008 22:15
التقى الروائي جمال الغيطاني بجمهور اتحاد كتاب مصر مؤخراً في مقر الاتحاد بقلعة صلاح الدين الأيوبي في العاصمة المصرية القاهرة، وتحدث عن بداياته وتجربته الإبداعية وملامحها وأسرار تركيزه على العصر المملوكي ثم آراء متعددة في قضايا الفكر والثقافة والأدب· وقال الغيطاني إن العام القادم سيشهد مرور خمسين عاماً على اللحظة الذي شعر فيها بالرغبة في كتابة الإبداع، حيث بدأ يكتب القصة القصيرة عام 1959 عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، وفي عام 1963 نشر قصة الزيارة في مجلة أمين الخولي، وما بين أعوام 1963 و1969 نشر ثلاث روايات في الصحف وكتب أكثر من مائة قصة لم ينشر منها سوى 5 قصص فقط، أما القراءة فقد بدأها بشكل تلقائي في عمر السابعة، وكان يتردد على دار الكتب القديمة، وهو في عمر الخامسة عشرة للاطلاع على الكتب التراثية· وأضاف أن عوامل كثيرة ساهمت في تكوينه الثقافي والفكري أولها والده الذي كان برغم فقره وعدم إجادته للقراءة والكتابة حريصاً على أن يعلم أولاده، ثم نشأته في مدينة القاهرة التاريخية، وبالتحديد في حي الجمالية، حيث الأماكن الأثرية والمكتبات المتنوعة التي كانت تحيط بالجامع الأزهر· وأوضح الغيطاني أنه عندما بدأ الكتابة كان لديه طموح أن يكتب أشياء لم تكتب من قبل ولا تشبه الأعمال الموجودة ووقتها تعرف إلى الأديب الكبير نجيب محفوظ في ندوته الشهيرة بوسط القاهرة، وكان حريصاً على المشاركة والاستماع إلى الآراء المطروحة في المناقشات، ولكنه وجد أن طرق الكتابة والوسائل المتاحة في ذلك الوقت لم تكن تساعده أو تتيح له حرية التعبير، فبدأ يتعامل مع الأساليب التراثية مثل ألف ليلة وليلة، والحكي الحر، وساعده على ذلك استعداده لقراءة النصوص القديمة والاهتمام بالزمن وإيمانه بأنه لا يوجد شيء اسمه تاريخ وإنما الحياة كلها ذاكرة وذكرى لا شيء فيها يسقط وما يمسك اللحظة هو الإبداع، وعندما وقعت هزيمة يونيو 1967 اعتبرها لحظة مفصلية في تاريخ مصر الحديث، وذهب لفترة هزيمة مماثلة في التاريخ هي معركة مرج دابق عام 1516 وركز جهده الأدبي والإبداعي على مصر المملوكية قبل مقتل السلطان قنصوه الغوري عام 1516 وتوصل إلى نتيجة مفادها أنه لكي يفهم مصر المعاصرة لابد أن يفهم مصر المملوكية جيداً؛ لأن هناك تشابهاً كبيراً في الوقائع والأسباب برغم اختلاف التفاصيل والأحداث· وقال الغيطاني إن روايته ''الزيني بركات'' بذل فيها جهداً كبيراً يكفي لتعلم اللغة الصينية لأنه قرأ مصادر العصر المملوكي ويستطيع بعد نصف قرن من بداية الكتابة أن يقول إن التجريب بالنسبة له لا يزال مستمراً، فالرواية مغامرة واكتشاف وبحث عن خصوصية، وأنه لا يكف في كل عمل له عن إن يقدم شيئاً مختلفاً عما قبله فكل عمل له أسلوبه وشخصيته وبصمته الخاصة واختار العصر المملوكي بالذات بسبب ثراء ذلك العصر واستمرار سماته وقيمه حتى بعد تحديث مصر على يد محمد علي باشا ناهيك عن الإنجازات المعمارية والأثرية والحضارية التي تركها المماليك·وأكد الغيطاني أن الزمن لو عاد به فسيختار المسار نفسه الذي سار فيه من الالتحاق بالمدارس الصناعية والحصول على دبلوم 5 سنوات ثم الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية، لكنه لم يكمل الدراسة لاعتقاله ولكن كل هذا صقله ثقافياً وزاد خبرته بالحياة· وأبدى الغيطاني تفاؤلاً بشأن رواج الرواية والإقبال على القراءة بشكل عام في العالم العربي خلال الفترة الحالية، وتمنى أن تنشط حركة بيع الرواية في الفترة القادمة لأننا لا نزال نتحدث عن عدة ألوف من النسخ من الكتاب أو الرواية، في حين أن الطبعة الواحدة من الكتاب بالخارج تتجاوز مائة ألف نسخة، ويتذكر أن روايته ''الزيني بركات'' عندما ترجمت إلى الــ''فرنسية'' طبعت منها مائة ألف نسخة في الطبعة الواحدة· وتمنى أيضاً تنظيم سوق النشر، وأن يكون لكل كاتب ناشر معروف، وأن تتم الاستفادة من الروايات الناجحة في الدراما· وقال إن النشر الإلكتروني هو مستقبل القراء في العالم كله ويمثل ثورة للكتاب، وهو شخصياً حزين لأنه أنفق كل أمواله على شراء الكتب خاصة الكتب التراثية، ثم فوجئ بأنها مطروحة كاملة على شبكة الإنترنت وهناك مواقع عديدة أبرزها موقع ''الوراق'' تقدم كتب التراث لكل المهتمين في الفضاء الإلكتروني بشكل سهل· وأكد الغيطاني أن اللغة العربية جزء رئيسي من الهوية، وهي قضية أمن قومي، ولا تخص المثقفين وحدهم وينبغي التعامل معها بهذا التصور؛ لأن هناك خطورة على اللغة العربية وتراجعها، فاللغة في الدول العربية في خطر، وهناك عدم اهتمام بها على حساب اللغات الأجنبية الأخرى وربما يؤدي هذا إلى انقراض اللغة العربية خلال مائة عام إذا استمر تجاهلها وإهمالها بهذا الشكل المهين، مع العلم بأن اللغة العربية احتاجت إلى اربعمئة عام لكي تستقر في مصر وتزدهر في العصر المملوكي
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©