السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بروز الطبقة الوسطى في أفريقيا

بروز الطبقة الوسطى في أفريقيا
10 مايو 2011 21:47
خلقت المحافظة على النمو في أفريقيا ولأول مرة طبقة وسطى جديدة أخذت في الانتشار بين دول القارة، شبيهة في حجمها بالطبقات الوسطى في دول الأسواق الناشئة المكتظة بالسكان مثل الصين والهند. ويعتبر بروز هذه الطبقة الوسطى في أكثر قارات العالم فقراً، مؤشراً درامياً لاقتصاد العالم. وفي الوقت الذي تعاني فيه كل من أميركا وأوروبا واليابان في سبيل تحقيق النمو، بدأت أفريقيا تطل برأسها كمستهلك لما تنتجه الدول الأخرى، حيث يعود الفضل في ذلك نسبياً إلى زيادة صغار السن في التركيبة السكانية. وارتفع حجم الطبقة الوسطى خلال العقد الماضي في أفريقيا بنحو 60% إلى 313 مليوناً، مقارنة بنحو 196 مليونا قبل عقد من ذلك، وفقاً لتقرير مجموعة البنك الأفريقي للتنمية. وجذبت هذه الدراسة وهي الأولى التي تقوم برسم معالم هذه الطبقة، الأنظار إلى سوق من الأسواق الحدودية الضخمة والمغرية للمستثمرين الأجانب. وتكالبت في السنوات القليلة الماضية الشركات العالمية الكبرى لصناعة الأدوات المنزلية وشركات الاتصالات والتجزئة، على القارة بحثاً عن المستهلك الذي يملك المال لإنفاقه بالرغم من فقره النسبي، مما يخلق الطلب الذي يدفع بعجلة النمو. وشكلت الطبقة الوسطى في العام الماضي والتي يتراوح معدل إنفاقها بين 2 و20 دولارا يوميا، نحو 34% من مجموع سكان القارة، وينافس هذا الرقم الطبقة الوسطى في كل من الصين والهند. ويظل الفقر من السمات الغالبة على القارة السمراء حيث يعيش نحو 61% من مجموع سكان أفريقيا البالغ عددهم نحو مليار نسمة، على أقل من دولارين يوميا، وفي الوقت الذي يحظى فيه عدد كبير من السكان بالتعليم وفرص الهجرة إلى المدن، قوّض النمو السكاني أي خفض في معدلات الفقر، ويقدر التقرير أن دخل 21% من سكان أفريقيا يتراوح بين 2 و4 دولارات في اليوم، مما يعرض نحو 180 مليون فرد للصدمات الاقتصادية التي تهددهم بفقدان الطبقة الوسطى الجديدة. وتبقى هناك فروق مهولة بين السكان، حيث يملك نحو 100 ألف من أغنى سكان أفريقيا ثروة تقدر بنحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة ككل. ومع ذلك، يمكن اعتبار الطبقة الوسطى الجديدة في القارة والطلب الذي يصاحبها، محركا قويا للاقتصاد الذي يمكن أن يتغير معه اعتماد القارة التقليدي على الزراعة والطاقة والمنتجات المعدنية والصادرات، ويشير التقرير إلى أن إنفاق الطبقة الوسطى الجديدة يتراوح بين 4 و20 دولارا يوميا. وتوصل التقرير إلى أن الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى ينتمي لأسفل سلم الدخل، وبتعريف أكثر دقة، فإنه وبإنفاق 4 إلى 20 دولارا يوميا، لا يمكن للطبقة الوسطى في أفريقيا أن تتجاوز 120 مليونا، ويشير التقرير الذي أعدته “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” في العام الماضي، إلى أن دخل الطبقة الوسطى العالمية يتراوح بين 10 و100 دولار يوميا، منهم 32 مليونا في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية باستثناء دول شمال أفريقيا. وذكر التقرير أن التقسيم يتضمن المستهلكين الحقيقيين الذين يعيشون فوق مستوى الكفاف وينفقون على سلع غير ضرورية، أما تقرير “ماكينزي وشركاه” الصادر في العام الماضي، فقدر أن عدد مستهلكي الطبقة الوسطى في أفريقيا يتجاوز نظيره في الهند، ويعود الفضل في صمود القارة أمام الأزمة المالية الأخيرة، لهذه الطبقة من المستهلكين، ويتوقع “صندوق النقد الدولي” أن تحقق دول جنوب الصحراء الأفريقية والبالغ عددها 147 دولة، نمواً يصل إلى 5,5% خلال العام الحالي، ونحو 6% في العام الذي يليه. ويطرح تحديد عدد المستهلكين وعاداتهم في عدد من الدول الأفريقية الكثير من التحديات، واهتم الباحثون للحصول على بياناتهم، بالمعلومات التي يحصلون عليها من وكالات السفر ووكلاء بيع السيارات وبطاقات الهواتف النقالة، كما اتجهوا نحو المدارس ليكتشفوا أن عدداً مقدراً من أبناء الأفارقة ينخرطون في التعليم الخاص مما يعد مؤشراً آخر لقوة الطبقة الوسطى. وتعكس هذه الصورة مضي القارة إلى الأمام بخطى راسخة نتيجة لفتح أسواقها وللاستقرار السياسي النسبي، كما تساهم عملية البحث عن الوظائف في إنعاش عملية الهجرة للمدن وللدول الأفريقية الأكثر ثراء. وتعمل تطلعات القارة على إغراء الشركات الكبرى مثل “وول مارت” التي وافقت على دفع 2,4 مليار دولار لشراء 51% من شركة “ماس مارت” الجنوب أفريقية، بالإضافة إلى تخطيط الشركة للتوسع في بقية أقطار القارة. كما تخطط “يم براندز” لمضاعفة محال مطاعم “كنتاكي” للوجبات السريعة خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 1,200، وتسعى كل من “جوجل” و”مايكروسوفت” إلى تمويل مشاريع محلية في جنوب أفريقيا أملاً في أن يساعد نمو قطاع التقنية الأفريقية، في نمو الشركة نفسها. وتقوم شركة “نستله” حالياً بفتح مصنع جديد لها في الكونغو الديمقراطية التي تشهد زيادة في عدد مستهلكي مثل هذه المنتجات، وتغفل الشركات الأميركية في الوقت الراهن فرص العمل في أفريقيا، بينما تكثف شركات من دول أخرى مثل الصين وأوروبا والهند، نشاطها في أسواق القارة. وأشار السفير الأميركي لدى جنوب أفريقيا دونالد جيبس إلى أن النمو الاقتصادي مقروناً بحركة الانتعاش المدني، قاد إلى النهضة التي تشهدها شركات الاتصالات في أفريقيا، حيث يقدر عدد المشتركين فيها بأكثر من سكان أميركا بأكملهم، كما نوه إلى أنه وبالرغم من وجود مخاطر الاستثمارات في القارة، إلا أن عائداتها كبيرة بحجم القارة نفسها. لكن وبالرغم من التحول الكبير في حياة الطبقة الوسطى الجديدة في أفريقيا، إلا أنه من الصعب إغفال المخاطر الماثلة هناك، وتهدد سلسلة من أعمال العنف التي صاحبت انتخابات بعض بلدان القارة الكبيرة، قلب المكاسب الاقتصادية الناشئة التي يحققها الملايين من الأفارقة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©