دبي- منى بوسمرة:
تشيرُ التقديرات إلى أنه في بعض دول الخليج يحمل واحد من بين كل عشرة مقيمين سمة الثلاسيميا، وبفضل الدواء الجديد إكسجيد ((Exjade الذي يزيل وبفعالية الحديد المتراكم في القلب، بات أمام الأطباء المشاركين في المؤتمر فرصة استخدام سلاح جديد لمجابهة التعقيدات المزعجة المصاحبة لهذا المرض، قبل أن تستفحلَ وتلحق أضراراً دائمة في بعض الأعضاء الحيوية'· جاء ذلك في مناقشات المؤتمر الدولي العاشر للثلاسيميا وأمراض الهيموجلوبين والمؤتمر الدولي الثاني عشر لرابطة الثلاسيميا الدولية لمرضى الثلاسيميا وأهاليهم، الذي تنظمه دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي والاتحاد الدولي للثلاسيميا ومؤسسة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض وجمعية الإمارات للثلاسيميا بمركز دبي التجاري العالمي، خلال الفترة من السابع وحتى يوم غد، العاشر من يناير الجاري، في يومه الثاني وبمشاركة عدد من المختصين والباحثين من مختلف دول العالم·
وناقش المؤتمر أمس عددا من المواضيع المتعلقة بالوراثة الجزيئية وعلم الأمراض وعلاقته بالثلاسيميا وزراعة الخلايا الجذعية، حيث قدم الدكتور مايكل سادلدن من مركز سرطان ليتيرنج في الولايات المتحدة الاميركية، ورقة عمل حول مدى الاقتراب من تجارب العلاج بالجينات، أكد فيها على امكانية العلاج عن طريق استخدام الخلايا الجذعية من متبرع خارجي، مشيرا إلى بداية التجارب على عملية زراعة الخلايا الجذعية المعدلة وراثيا من نفس المريض·
كما قدم الدكتور اس بيريني، من كلية الطب في جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، ورقة عمل حول تحفيز إنتاج الهيموجلوبين الجنييني في مرض البيتا ثلاسيميا، مبينا أن دراسته تعتمد على استحثاث إنتاج الهيموجلوبين الجنيني الذي وجد أنه يحكم وظيفيا أن يحل محل البروتين المنتج للهيموجلوبين الطبيعي·
كما استعرض الدكتور اليوت فيكنسكي، مدير قسم أمراض الدم والسرطانات في مستشفى الأطفال في أوكلاند في الولايات المتحدة الاميركية، التطورات السريرية في المؤثرات النوعية للهيموجلوبين الجنيني، مركزا على دور الهيموجلوبين الجنيني في تقليل حدة البيتا ثلاسيميا ودور الأدوية المستخدمة في المساعدة على إنتاج الهيموجلوبين الجنيني وتقليل حدة مرض البيتا ثلاسيميا ونتائج الابحاث باستخدام أكثر من دواء في العلاج·
وفي ختام الجلسة الرابعة، تحدث الدكتور نيكولاس اناحنو من كلية الطب في جامعة اثينا عن العناصر الجديدة في عملية تحويل الهيموجلوبين والتوقعات المحتملة بخصوص استخدام الفايروسات كناقلات في هذه العملية·
وفي الجلسة الخامسة ناقش المشاركون موضوع علم الأمراض وعلاقتها بالثلاسيميا وعلاج مرض البيتا ثلاسيميا والهيموجلوبين باستخدام تعديل الجينات، كما تطرق الدكتور انطونيوس كاتامس في ورقة عمله إلى الهيبسيدين والمعادلات البروتينية للحديد في الثلاسيميا وعملية انتاج، مشيرا إلى أن عملية انتاج الهيموجلوبين تزيد من امتصاص الحديد من القناة الهضمية·
وقدم البروفيسور كريستوس كافانس من جامعة اثينا باليونان، ورقة عمل تحدث خلالها عن الخلل والعلاج لزيادة الحديد في الدم من مرض الثلاسيميا، موضحا أهمية الحديد في الجسم وسهولة الخلل في نسبته بالزيادة أو النقصان، وتحديدا في مرض الثلاسيميا، حيث أن زيادة الحديد تعتبر من أكثر المشاكل التي تواجه العلماء حيث عملوا على إيجاد الادوية المناسبة للتخلص من الحديد الزائد في الجسم وفي الجلسة السادسة ناقش المشاركون في المؤتمر زراعة الخلايا الجذعية، حيث قدم الدكتور الجفري من مركز الابحاث التخصصي بجامعة الملك فيصل بالرياض وعدد من الباحثين الايطاليين نتائج أبحاثهم حول نجاح عملية زراعة الخلايا الجذعية من متبرع قريب· واطلع الأطباء ومديرو هيئات الرعاية الصحية المتوافدون من أرجاء المنطقة، علاوة على المرضى وأولياء أمورهم، ممن حضروا المؤتمر الدولي الثاني عشر للجمعية الدولية للثاسيميا، على بيانات تؤكد فاعلية وأمان الدواء الجديد إكسجيد
(Exjade) الذي يؤخذ عن طريق الفم لإزالة الحديد المتراكم في أجسام المصابين بالثلاسيميا والناجمة عن عمليات نقل الدم المتكررة، كما تبين من البيانات الإكلينيكية التي تم جمعها·
إذ ثبت، أيضاً، من خلال العديد من الدراسات السريرية وقبل السريرية أن الدواء إكسجيد (Exjade) يزيل وبفعالية الحديد المتراكم في القلب· ومن المعروف أن الحديد المتراكم في القلب من أهم أسباب قصور القلب، والوفاة، لدى مرضى الثلاسيميا، الذين يخضعون لعمليات نقل دم متكررة·
وعلى صعيد آخر، أكدت بيانات إضافية من دراسة منفصلة أجريت على المرضى المصابين بالأنيميا المنجلية فاعلية الدواء إكسجيد ملفيٍّ في إزالة الحديد الزائد في الكبد، وفي الجسم بأكمله·
وأعرب مرضى الثلاسيميا، والأطباء المختصون المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني عشر للجمعية الدولية للثلاسيميا عن أملهم في أن يتم توفر الدواء الجديد إكسجيد Exjade))، المستخدم للمعالجة بالاستخلاب (عملية تخليص الجسم من فرط تراكم الحديد في الدم)، والذي يشكل تطويره سبقاً في هذه الناحية العلاجية، في دول الخليج في غضون أسابيع، وليس في أشهر أو أعوام·
وأشير إلى أن الدواء إكسجيد (Exjade) قد حصلَ بالفعل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمييكية، وموافقة السلطات الطبية السويسرية في أواخر عام ·2005 ومن المؤمل أن تُعجِّل موافقة السلطات الطبية المرموقة في هذين البلدين، إجراءات اعتماد هذا الدواء في دول الخليج·
ويأتي إعلان هذا الخبر في فترةٍ مهمةٍ لمرضى الثلاسيميا في المنطقة، إذ تشيرُ التقديرات إلى أنه في بعض دول الخليج يحمل واحداً من بين كل عشرة مقيمين سمة الثلاسيميا، ويتطلع مرضى الثلاسيميا للحصول على علاج فعال، آمن، وأكثر ملاءمة لإزالة الحديد من أجسامهم، والناتج عن عمليات نقل الدم المزمنة إليهم، كما أنهم يبحثون عن أدوية يمكن الالتزام بتناولها، وتحديداً بين صغار مرضى الثلاسيميا·
وقال الدكتور عبدالله الخياط، مدير مستشفى الوصل بدبي، ومدير مركز الثلاسيميا: 'الالتزام من أهم القضايا المرتبطة بالأدوية المختلفة، ولكن عند الحديث عن حالة فَرْط الحديد في الجسم فإن الالتزام بالدواء قد يمثل الفرق بين الحياة أو الموت'·وأضاف أن الدواء إكسجيد (Exjade) يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يومياً مع كوب من الماء أو عصير البرتقال، فإننا واثقون من أن المرضى، على اختلاف أعمارهم، لن يجدوا صعوبة على الإطلاق في الالتزام بالجدول الملائم الذي ينصحهم به الأطباء'· وأوضح مدير مركز الثلاسيميا: 'لقد استعرضنا في المؤتمر الدولي للجمعية الدولية للثلاسيميا نتائج هذه الدراسات المهمة، وقد رحّب الأطباء بالمعلومات التي تفيد بأمان وفعالية الدواء إكسجيد (Exjade)، والتي دلت على أنه بديل ملائم للعلاج بالاستخلاب (تخليص الجسم من فرط تراكم الحديد في الدم)؛ ومما لاشك فيه أن هذه الأخبار مشجعة تماماً للمرضى وأولياء أمورهم'·
وقال 'تقع منطقة الشرق الأوسط في وسط ما يُعرف باسم 'حزام الثلاسيميا'، حيث تشيرُ التقديرات إلى أن نسبة حاملي سمة الثلاسيميا تصل إلى واحد من بين كل عشرة مقيمين في بعض دول الخليج· ولكن بفضل الدواء إكسجيد (Exjade) بات أمام الأطباء المشاركين في المؤتمر فرصة استخدام سلاح جديد لمجابهة التعقيدات المزعجة المصاحبة لهذا المرض، قبل أن تستفحلَ وتلحق أضراراً دائمة في بعض الأعضاء الحيوية'· وقال المرضى وأولياء أمورهم إنهم سيتابعون عن كثب إجراءات اعتماد الدواء إكسجيد(Exjade) في بلادهم'·
عدد اليوم
