قبلات مسروقة معالجة جديدة لفكرة قديمة

يستعرض الفيلم السينمائي ''قبلات مسروقة'' صورا واقعية لشباب تجمعهم صداقة وزمالة الدراسة الجامعية ويلقي الضوء على الظروف البيئية والنفسية لكل منهم والفيلم قصة د· عبدالهادي مصباح في اولى تجاربه السينمائية وسيناريو احمد صالح واخراج خالد الحجر· انها تجربة فنية تحمل اسماء مجموعة من شباب الفنانين هم احمد عزمي ويسرا اللوزي وباسم سمرة وراندا البحيري ومحمد كريم وفرح يوسف وشادي خلف ونيرمين ماهر ونتعرف سريعا على طبيعة العلاقات العاطفية بينهم وظروف معيشتهم وبيئتهم حيث نرى ''مروة'' (يسرا اللوزي) الفتاة المرفهة التي تمتلك سيارة وتنفق ببذخ وتعاني الوحدة فهي ابنة وحيدة لوالدها رجل الاعمال الذي لا يمنح ولو عدة دقائق لابنته الوحيدة وهي تحاول ان تتحدث معه بلا جدوى وحتى على مائدة الطعام تجلس بمفردها وهو مشغول في حجرته بمتابعة اعماله لذلك تشعر بالسعادة في منزل صديقتها ''حنان'' (فرح يوسف) وشقيقها ''ايهاب'' (احمد عزمي) ورغم بساطة المنزل وتواضع مستواه فإن حنان الأم يمنح البيت جوا من الدفء تفتقده ''مروة''· أما ''هالة'' (راندا البحيري) فهي تعيش مع والديها واشقائها في مسكن ضيق وتحلم بالزواج من زميلها ''محسن'' (محمد كريم) الذي وجد نفسه مسؤولا عن رعاية نفسه وجدته بعد رحيل والديه وهو طالب في كلية الطب ويتاجر في الملابس دون ان يكون له محل حيث يقف ببضاعته في احد الشوارع ولذلك تطارده الشرطة ويحاول أن يدخر المال اللازم للزواج من راندا البحيري ولا يشعر بحرج من ان يعرض بضاعته على اساتذته وزملائه· اما باسم سمرة فهو طالب بالسنة النهائية بكلية الحقوق وهو ريفي يحلم بالزواج من ''حنان'' شقيقة صديقه ''ايهاب'' ويدخر ما يحصل عليه من مبالغ نظير بعض الاستشارات القانونية التي يقدمها لأهل الحي· وهكذا تمضي الاحداث سريعا وبشكل منطقي لنجد الاحلام تصطدم بصخرة الواقع· فقد تطورت علاقة الحب البريء بين ''مروة'' و''ايهاب'' واصبح يشعر ان عليه مسؤولية الزواج بها ويذهب الى والدها لكنه يرفض لذلك يقرر ان يتزوجها عرفيا ويصارح والدته واصدقاءه بذلك· في الوقت نفسه نرى ''حنان'' شقيقته بدأت تشعر بالملل من علاقتها بباسم سمرة وان ارتباطها به لن يحقق لها طموحاتها المادية لذلك تنسج شباكها حول ''الدكتور فوزي'' استاذها بالجامعة العائد من الخليج والذي يمكنه ان يبدل حياتها· وهكذا تبدأ التهرب من باسم سمرة والاندفاع نحو الدكتور فوزي· اما راندا البحيري ومحمد كريم فقد تمسك كل منهما بالآخر رغم الظروف الصعبة ويلتقي احمد عزمي بأحد اصدقائه القدامى وهو شادي خلف ويبدو انه في حالة مادية افضل ويصر على ان يدعو صديقه الى المحل الذي يعمل فيه D.J وهناك تراه صاحبة المحل نيرمين ماهر وتبدي له اعجابها به· وتستدرجه الى حجرتها بعد ان اتفقت مع شريكها في المحل على المهمة القذرة التي سيؤديانها معا· وبعد ايام تعرض على احمد عزمي عشرة آلاف جنيه كعربون للعمل الجديد الذي سيكلف به ويفرح احمد بالمبلغ ويستأجر شقة انيقة وبسيطة لتكون مسكن الزوجية الذي يلتقي فيه مع عروسه ''مروة'' ويتلقى اتصالا من نيرمين ماهر تبلغه بضرورة الذهاب لبدء العمل وتصارحه بان عمله هو أن يكون موديلا في افلام مخلة بالآداب ويرفض احمد ويهدد ويكتشف انه مطالب بسداد مبلغ مئة الف جنيه بدلا من عشرة آلاف ويصر على الرفض ويساعده اصدقاءه ويجمعون له عشرة آلاف جنيه ويذهب ليردها فيجد نيرمين ماهر صاحبة المحل مقتولة ويتم القبض عليه وتنشر الصحف اسمه وصوره ويكتشف والد ''مروة'' ما حدث· وفي مشهد يشبه فيلم ''احنا التلامذة'' نجد والد احمد عزمي ووالد يسرا اللوزي ووالدي راندا البحيري يتابعون بأسى احداث المحاكمة ورغم ذلك نجد النهاية السعيدة فقد تبين ان القاتل الحقيقي هو رشاد خلف صديق احمد عزمي الذي كان يعمل D.J في المحل· ويخرج احمد عزمي من السجن بعد 6 شهور فقط وتعود شقيقته ''حنان'' الى حبيبها باسم سمرة بعد ان اكتشفت ان الدكتور فوزي مريض بالقلب وغير قادر على الزواج ويتزوج محمد كريم من راندا البحيري· نجح المخرج خالد الحجر في ان يقدم فيلما مليئا بالتفاصيل المشوقة وتميز العمل بالايقاع السريع والاهتمام بأداء الممثلين الذين ظهروا في افضل حالاتهم رغم تجاربهم المحدودة· اما السيناريو فقد استطاع ان يقدم نماذج نابضة بالمشاعر واهتم بخلفيات الشخصيات فجاءت حقيقية رغم ان الفكرة سبق تناولها في اكثر من فيلم· واستطاع مدير التصوير رمسيس مرزوق ان يعزف بالضوء والظلال ألحان الفرح والشجن التي صاحبت الصورة السينمائية· واضافت لمسات مهندس الديكور نهاد بهجت مزيدا من المصداقية سواء في اختيار قطع الاثاث أو الاكسسوارات التي ملأت بيوت الشباب في الاحياء الشعبية والتي عكست مستواهم المادي· وانسابت الموسيقى التصويرية لهشام جبر بين المشاهد والاحداث بتلقائية وانسجام· ويبقى دور منار حسني كومنتيرة اساسيا في ضبط الايقاع الذي تنوع بين السرعة والتمهل