الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في دراسة لبدرية البشر شملت تأثير الفضائيات والانترنت والجوال

في دراسة لبدرية البشر شملت تأثير الفضائيات والانترنت والجوال
29 أكتوبر 2008 22:22
ماذا عن وقع العولمة في مجتمعات الخليج العربي، وخصوصاً في مجتمعي الرياض ودبي، كأنموذجين؟· وكيف تتمظهر هذه العولمة في مجالات الفضائيات والانترنت، والهاتف المحمول؟ ينساق البحث في هذا الموضوع، وتنساق الإجابات العلمية عنه، من خلال الدراسة التي وضعتها الدكتورة بدرية البشر، واصدرها ''مركز دراسات الوحدة العربية'' تحت عنوان ''وقع العولمة في مجتمعات الخليج العربي، دبي والرياض أنموذجان''· و فيها ترصد المؤلفة ''موقف الثقافة المحلية في مجتمعات الخليج العربي، الذي اتصف بالاضطراب والقلق تجاه هذه الوسائط التكنولوجية الهائلة بإمكاناتها، إضافة إلى الالتباس الذي جلبته هذه الظاهرة الجديدة، وما تجلى في تباين ردود الفعل تجاهها حتى في المنطقة الواحدة· حيث اختلفت الحكومات الخليجية في مواقفها وتنظيماتها القانونية، في ما يخص التعامل مع وسائل العولمة، موضوع هذه الدراسة، ففيما تتخذ العربية السعودية موقفاً محافظاً، تجاه استخدام هذه الوسائل، يبدو الموقف لدى حكومة إمارة دبي أقل تشدداً''· الباحثة تنطلق في مدخل دراستها، الى تعريف العولمة، مصطلحاً، ونشوءاً، ومفهوماً، ودلالة، ومحوراً، وانتشاراً، وتأثيراً، وغموضاً، وانقساماً· فمثلما كان تعريف العولمة - تقول البشر - موضع تباين وتعارض· فالبعض رأى أن ظاهرة العولمة سمة عصرية طاغية تتحكم في عمليات اقتصادية عملية متخطية حدود قومية الدولة، مهددة إياها من خلال عمليات تبادل روؤس الأموال وانتقالها بحرية، مدعومة بوسائط متعددة، أبرزها ثورة الاتصالات التي أدمجت الحاسب الآلي بالهاتف وبأجهزة الفاكس والأقمار الصناعية، وبشبكة التلفزة في وحدة اتصالية، شكلت في منظومتها ما يسمى بـ ''القرية الكونية الالكترونية'' والبعض الآخر رأى ظاهرة العولمة، وخصوصاً العولمة الثقافية، ''موقفاً للهيمنة والتبعية والسيطرة الاقتصادية والثقافية''· إزاء هذه التصورات المتباينة، من تعريفات العولمة وطبيعتها وآثارها، والارتباط المعرفي بين طرف مؤيد ومنسجم وطرف مندد ورافض، تجد الباحثة دافعاً إضافياً لدراسة موضوع العولمة الثقافية في مجتمعات الخليج العربي، وكيف تستقبل هذه المجتمعات، الظاهرة الجديدة، وكيف تتكيف معها، بينما هي لا تزال غارقة في سد منافذ الحداثة على المستوى القيمي، المتناقضة عموماً مع قيمها، لتجد نفسها لا في مواجهة قيم الحداثة فقط، بل في مواجهة تيار جديد لما بعد الحداثة يدعى ''العولمة''، الأمر الذي زاد الاتجاهات القيمية في هذه المجتمعات ارتباكاً''· إن مجتمع الخليج، ''يواجه اليوم من ضمن ما يواجهه العالم، تغيراً جديداً، يتمثل في عصر النفط وسلعه وتقنيته الاستهلاكية عصر يتحول فيه العالم إلى قرية كونية صغيرة، تعمل فيه وسائل التقنية الحديثة على انسياب الثقافات، ومن المعروف ان الابتكارات التكولوجية الهائلة في مجالات الاعلام، وبخاصة تلك المتمثلة بالاستقبال والبث التلفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية، قد أصبحت من أبرز ملامح انتشار الثقافة العالمية و قوتها في ربط العالم كله''· عند هذه الركيزة الأساسية للعولمة وانزياحاتها الواضحة والملتبسة في الوقت عينه، المتكاملة والمبتسرة في الوقت عينه أيضاً تضيء الباحثة على ماهية الاضطراب وماهية القلق الموجودين في مجتمعات الخليج العربي، وتغوص في المعطيات الميدانية والخدماتية والمتغيرات الديمغرافية على استخدام وسائل العولمة، من خلال الاستناد الى منهج محدد من الفرضيات التي استندت اليها الباحثة لدراسة وقع وسائل العولمة، وتداعياتها الثقافية في كل من الرياض و دبي بشكل خاص، خصوصاً أن هاتين المدينتين هما الأغنى خليجياً، والأقدر على امتلاك وسائل العولمة لتوافر القدرة الشرائية المرتفعة· كما انهما تشتركان في التاريخ الاجتماعي المحافظ، لكنهما في الوقت نفسه، لا تشتركان في السياسة الحكومية الخاصة باستخدام وسائل العولمة الثلاث (أي الفضائيات والانترنت والخلوي) فالرياض - تقول البشر - تمثل الوسط السياسي الاجتماعي المتحفظ ضد كل جديد، بينما تمثل دبي، الوسط المنفتح، بل المندفع بحماسة أيضاً مع كل جديد تقليدياً، وتحديداً وسائل العولمة موضوع الدراسة· إلى ذلك، حددت الباحثة نوعية الموقفين من وقع العولمة لكل من الرياض ودبي، مستشرفة خلفياتهما· وذكرت أن المجتمع السعودي، يتعامل مع وسائل العولمة بدرجة أكثر مضموناً من المجتمع الاماراتي· فهو يستخدمها كملصقات قائمة على التوليف، بمعنى أنه يستخدمها لصالح مضمون يتناسب مع مضامين عصر العولمة· بينما تستعد دبي اليوم بتوجه حكومي صارم نحو دخول مرحلة جديدة من تحويل هذه المدينة الصغيرة: إلى مدينة كوزموبوليتية تتماشى مع العالم، وتفتح أرضها لمشاريع استثمارية عالمية ضخمة''· الدراسة أظهرت نتائج إيجابية لمجتمع دبي بوضوح، ولمجتمع الرياض على نحو مقبول· دون أن تغفل الباحثة الدخول في آليات النقد التي تمارسها المجتمعات في الخليج، تجاه ظاهرة العولمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©