حسان عزت من المكتبة الخضراء إلى معارك قيس وليلى

الشاعر السوري حسان عزت يقول إن أول ما قرأه هو سلسلة ''المكتبة الخضراء''، وهي سلسلة كتب تختص بأدب الأطفال، وكانت تأتي بكتب من التراث العالمي، مثل كتب سندريلا، والبجعات الثلاث، الأمير المسحور·· ويضيف حسان عزت إن القراءة لديه في ذلك العمر المبكر لم تكن منفصلة عن عالم الخيال الذي تكوّن لديه من خلال سماعه لقصص ألف ليلة وليلة من خلال برامج الأذاعة، التي دفعته من خلال حكاياتها وأساطيرها إلى عالم القراءة الرحب· ويذكر حسان عزت أن أول كتاب ذي مضمون فكري عال قرأه هو كتاب ''النبي''، وهو من مؤلفات جبران خليل جبران، وأن أول ما جذبه إلى الكتاب هو طباعته الأنيقة، وعندما أخذ في قراءته وجد أنه يعبر بصدق عن عالمنا الشرقي برومانسيته وقيمه، وأفكاره، وعاداته، حيث تحدث جبران في الكتاب عن الحب والهوية واللغة والتمرد على التقليديين الذين يقفون في وجه أي محاولة لتحقيق الرقي والتقدم· أما آخر كتاب قرأه حسان عزت فهو كتاب ''معارك قيس وليلى'' الذي اشترك في تأليفه اثنان من المتخصصين في علم العلاقات الاجتماعية الألمان وهما ''آلان وباربرا بيز''، وقام بترجمته إلى العربية الموسيقي السوري غزوان زركلي· ويرصد الكتاب الفروقات البيولوجية والاجتماعية بين الرجل والمرأة، ويتناول بشكل علمي تحليلي العلاقة بين الرجل والمرأة، ويهدف إلى التأكيد على وجود خلاف أساسي بين الرجل والمرأة، وهذا الخلاف يوضح بشكل أو بأخر أنه ليست هناك مساواة بينهما، ولكن الكفاءات بينهما تتكامل، وما دام هناك اختلاف في التكوين البيولوجي ووظائف الأعضاء، فهذا يعني استحالة وجود المساواة، والمطلوب هنا هو محاولة فهم كل واحد للآخر وشعوره بأنه لا يمكن التخلي عنه على الإطلاق، وحتمية الحاجة الوجودية والحياتية له، والانتقال من شعار المساواة والسيادة إلى شعار المشاركة القائمة على الفهم والمحبة والتكامل، والكتاب في الكثير من فصوله يتحدث عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، ونظرة كل منهما للحب وأهمية الحب في حياتهما، كما يتحدث عن الرومانسية عند الرجل والمرأة، ولماذا يظهر بعض الرجال وكأنهم غير رومانسيين، رغم أن الرجال رومانسيون بالفطرة، وهنا يوضح الكتاب أن بعض الرجال فقط لا يعرفون القيمة الكبرى التي توليها المرأة للرومانسية، والتي تمثل الدافع الأول لدى النساء في إظهار مشاعر الحب· ويستخلص حسان عزت من الكتاب أنه مع التسليم بوجود فروق بين الرجل والمرأة، فليس بالضرورة أن يكون هناك أقوى وأضعف في العلاقة بينهما، وأن إشكالية الخلاف هذه هي إشكالية مفتعلة قد تشغلنا عن كثير من القضايا الأخرى التي تعج بها مجتمعاتنا، والتي تمثل بالفعل تحديات حقيقية ينبغي علينا العمل على مواجهتها