الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عرض مع بيكاسو وفرنسا تقيم متحفاً لأعماله

عرض مع بيكاسو وفرنسا تقيم متحفاً لأعماله
29 أكتوبر 2008 22:31
كانت بداية الفنان التشكيلي عمر النجدي مطلع الخمسينات، وجمع بين التربة اللونية التشكيلية وبين الحروفية، معارض كثيرة آخرها في آرت سبيس في دبي، ضم أعمالا ضخمة ذات حضور مخصص للحرف، وخصوصا الألف وبعض مطالع السور القرآنية، وفي هذه المناسبة حاورناه حول تجربته المتنوعة ما بين الحروفية والواقعية الممزوجة بالفانتازيا، ما بين الخط والخزف والنحت، كيف تشكلت، وما المراحل التي مرت بها؟ وما الثقافة التي تقف وراءها، وأي واقع بيئي ومعيشي تشكلتَ فيه هذه التجربة؟ يجيب النجدي: درست في أربع أكاديميات فنية، كلية الفنون الجميلة في القاهرة لمدة خمس سنوات، وكان عمل التخرج عن الحقل الفلاحي، ثم درست في كلية الفنون التطبيقية خمس سنوات أخرى، وكنت في قسم الزخرفة، ولكني تعلمت تقنيات العمل على خامات متنوعة، وبعد ذلك درست في كلية الفنون الجميلة في فينسيا في إيطاليا خمس سنوات، وسنة سادسة درست فيها فن الخزف والجداريات، كما درست النقد الفني في ما بعد، وهذه التنوعات جعلتني أنطوي على كنوز فنية كبيرة، بحيث كونت شخصية فنية مختلفة، فأنا لا أعتمد أسلوبا محددا، ففي أعمالي تجد أساليب مختلفة، فالفنان بالنسبة لي هو ابن لحظته، فهو يتغير حسب الحالة التي يعيشها، لذلك تراه في أساليب مختلفة تعتمد على حالته النفسية، وأنا فنان اللحظة، أطرح موضوعي وأسلوبي حسب حالتي· لذا لا يمكن أن أعترف بفنان المرحلة كما هو الحال عند بيكاسو مثلا الذي كان معروفا بمراحله· فمن الممكن أن أشتغل في لحظة على رسم لبورتريه (شخصية)، وفي اللحظة التالية أعمل على عمل نحتي برونزي أو حجري· وهكذا تنقلت بين حقول عدة· وعمر النجدي يرى أن كل عمل مختوم بروح معينة، فالمهم هو الروح في العمل الفني، ويضيف: بالنسبة لي أعتبر الأسرة الريفية موضوعي الأساسي، والمرأة بشكل أكبر، فأنا أعيش في زمن ومكان محددين، وأتعامل مع المتناقضات المتكاملة، الليل والنهار، الظلمة والنور، السالب والموجب· والمكان عندي هو البشر والكائنات الحية· وضمن تأملاتي التي اشتغلت عليها منذ الخمسينات أنني أرسم موضوعا متكاملا دفعة واحدة· حتى التأمل في كف الإنسان وأصابعه الخمس لها دلالات معينة اشتغلت عليها من حيث الفراغات ما بين الأصابع مثلا، ومن المنظور الفني تجدني أرسم خارج اللوحة بالأصابع الخمس، مستخدما الفراغ والامتلاء، وهذه رؤية عصرية أيضا· وعن بداياته مع الحرف العربي يقول: علاقتي مع الحرف العربي بدأت منذ الطفولة، منذ لاحظت الكتابة على الجدران في الحي الشعبي الذي تربيت فيه، في باب الشعرية، أو الكتابات على العربات التي تبيع ''الكشري'' مثلا، فثمة كتابات متنوعة عليها، وحين كنت أرسمها كنت أكتب العبارات المكتوبة عليها، لكن كيفية خروج الحرف عن الشكل المعروف جاء في مرحلة تالية، وفي كلية الفنون كان تعلم فن الخط مرحلة ثالثة، ثم تعرفت على أسلوبي في التعامل مع الخط، خصوصا في استعمال حروف معينة كالألف والحاء والميم، حيث رحت أصوغها في أشكال مختلفة ومتعددة، وكما تلاحظ فكل الأعمال المعروضة هنا هي حروفية، بعضها قديم وغالبيتها جديد، لكن الإقبال عليها كبير جدا· وهو ما يجعلني أكرس وقتا أكبر لهذا الفن· وعن تجربته مع الغرب، حيث تهتم به سيدة فرنسية فتقيم لأعماله متحفا، بينما حضوره ضعيف في العالم العربي، يقول: للأسف أنني عرفت في باريس أكثر من عالمي العربي، بحيث أنني سنويا أقيم معرضا هناك، حتى أنني عرضت مع كبار الفنانين أمثال بيكاسو ومونيه وغيرهما، وذلك لما تميزت به من واقعية تتناول الشارع المصري بواقعية تنطوي على قدر من السخرية والفانتازيا· وعن الواقعية في أعماله يقول النجدي: الواقع كله حاضر في أعمالي، فهناك الواقع المصري أولا، ولكن هناك جدارية لسراييفو أسميها الواقعية الرمزية، وهناك جدارية أخرى بعنوان ''العشاء الأخير في القدس'' وهي عبارة عن سؤال حول المصير الوجودي للعرب واليهود في القدس· وهذه جداريات تزيد عن 13 مترا· ويفسر النجدي ميله إلى الأعمال الكبيرة الحجم بأن ''الحجم له دور في التعبير، فاللوحة الصغيرة لها دورها وجمالياتها وأصولها، والكبيرة لها دور آخر، ففي لوحة كبيرة أستطيع أن أضع الأمة العربية في صور مختلفة، ففي لوحة من لوحاتي الكبيرة هناك امرأة عارية وبشعة بحيث لا تثير أي مشاعر جنسية، وفي اللوحة طفل يبدو كهلا ويحمل العلم الأحمر، إضافة إلى قفص مكسر وبجانبه حمام لا يطير دلالة السلام الزائف''· أما الوجوه المشوهة في لوحاته، من أين تأتي، وعن أي شيء تعبر؟ يجيب: هذه الوجوه تأتي من بيئتي وطفولتي، من وجوه الأطفال والبؤساء عموما، فهي وجوه شديدة التعبير عن التشوهات والفقر، وهي تعبر عن شدة الانفعال بهذه الأوضاع التي يعاني منها الإنسان في الريف المصري خصوصا· ففي أعمالي تعبير عن كل ما يحيط بي من ظروف· وحول اللوحات التي يجمع فيها الوجه البشري والحروف يقول: أنا أحاول توظيف الحرف والخط العربي في اللوحة الفنية، دون التزام بقواعد هذا الفن، فأنا أستخدم الحروف بطريقتي الخاصة، وأحاول ابتكار أشكال جديدة للخط لها علاقة بمضمون العبارات التي أستخدمها، خصوصا العبارات ذات المرجعية القرآنية أو الدينية عموما، وبكل ما يملكه الحرف العربي من جماليات وقدرة على التشكيل في صور لا نهائية· ويضيف: أحاول أساسا الالتفات إلى جماليات الحرف العربي التي لا تتوفر في حروف اللغات الأخرى، وهذا يشكل عنصرا مهما من هويتنا التي نسعى لتطويرها، فالحرف مدخل مستقل تماما عن كل الحركات الفنية في العالم، أنا أسميه الفن الإسلامي الحديث، حيث يجري توظيف الحرف ليؤدي وظيفة محددة، دينية وفنية في الوقت نفسه، فكيفية صياغة الحرف هي التي تميز كل فنان· وفي هذا المجال عملت على مواضيع كونية تتعلق بالكواكب مثلا، ولم يقتصر عملي على الموضوعات الدينية· كما اشتغلت على المنظر الطبيعي أيضا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©