الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع الفنان السعودي فوضوي يعمل بحرية في الحقل العام

29 أكتوبر 2008 22:31
يطرح الفنان السعودي عبدالناصر غارم فضاءات جديدة ومساحات مبتكرة في أعماله التشكيلية والمتصلة بفنون أخرى والتي أنجزها خلال الأعوام الماضية· عبدالناصر الذي يعبر عن أعماله بأنها اهتمام خاص بما بعد الدين وقبل الفلسفة سفسطائياً يقول: انتهت صناعة الفن والآن على الفنان أن يكون ذا تجربة فاعلة مع المتلقي وأن الفنان الحقيقي هو من يقوم بالتغيير وليس من يتحدث عن أهمية التغيير، وهذا ما نلحظه في فيلم ''الصراط'' الذي أنجزه عبدالناصر غارم مع مجموعة من الفنانين والموسيقيين والشعراء· يتحدث عبدالناصر غارم عن أهمية اللغة في مثل هذا العمل فكلمة ''الصراط'' تحمل دلالات كثيرة غير ما تعارف الناس عليه وأنا هنا أعمل على صياغة العمل واللغة مجدداً حتى يستوعب عصرنا''· ويقول عبدالناصر إن ''مثل هذه الكلمة لولا وجودها لما وجد العمل وهذا دليل على أهمية اللغة في عمل الفنان كذلك''· وللفنان عبدالناصر فلسفة خاصة في تعريف الفن الذي يعمل في اتجاهه، إذ يقول إنه ''مشروع فوضوي يعمل بحرية في الحقل العام'' فهو لايتطلع الى مفاهيم ضيقة في عمله بل ولا يحتجزه ضمن أطر أيديولوجية أو فكرية محددة بل إنه يرى أن كلمة ''صراط'' و''آمين'' وبعض المفردات اللغوية الأخرى في أعماله تحمل مشتركاً مع ديانات وأفكار ورؤى متعددة· ويذهب عبدالناصر إلى اسئلة من شأنها أن تذهب بالمتلقي إلى أمكنته هو واشتغالاته بديلاً عن تلك الأسئلة الجاهزة: هل الصراط هو نتاج لسلوك فرد؟ أم هل هو سلوك مستعاد؟ كما يعنون عمله الأخير الذي يحوي ''ختماً كبير الحجم مكتوباً عليه كلمة آمين''· ويقول غارم: إن الصراط عمل متكامل جاء بالموسيقى والكلمة والكتابة على الجسر المكسور والشارع والسيارات والأضواء فلماذا لايسير المتلقي جنباً إلى جنب مع مفاهيم جديدة وقريبة من تصوراته؟ الشارع هو الآخر عنصر مهم وحيوي في أعمال عبدالناصر منذ عمله ما هي الطبيعة؟ إلى ''الصراط'' ثم عمل ''منزوع''· يقول: إن الشارع هو المنصة والمسرح الذي أقيم عليه كل أعمالي لتكون قريبة من المتلقي وتصرف الناس في الشارع هو جزء من السلوك· عبدالناصر غارم فنان مهتم ببحث طويل وشيق حول مفاهيمه الخاصة عن الفن بل ويعد واحداً من أبرز الفنانين في السعودية الآن ومن أكثرهم انتشارا· له عمل اقتني حديثا من قبل المتحف البريطاني يحمل صورة الكعبة، وآخر عليه نقوش لأصحاب الأخدود وغيرها، ما يشكل لدى عبدالناصر هوية واضحة وهي هوية مكان بالدرجة الأولى، فالهوية عنده هي أحداث وأمكنة وديانات وأفكار وسلسلة تاريخية مرت على المكان، وهذا مانجده كتكوين في أعمال عبدالناصر غارم· وبما أن الفن مر بعدة مراحل تبدأ من توثيق الأحداث والقيم الجمالية مروراً بالدادائية والوحشية التي ظهرت بسبب حروب قديمة وجديدة على حد سواء فإننا نستطيع أن نقول إن غارم خط له طريقا جديدا ومتألقا يمكن أن نطلق عليه مدرسة الفن للنجاة/ البقاء (Art of surviver) الذي ربما يكون نتيجة حتمية وواضحة لما سببته الحروب في المنطقة خلال الفترة الماضية· عبدالناصر غارم والذي اشتغل في أعماله على اللوحة الفنية وعلى الفيديو آرت، كذلك له أعمال ضمن ما يسمى التجهيز في الفراغ كما ظهر في عمله ''ماهي الطبيعة؟'' العمل البيئي الذي أنجزه قبل عامين، ويجمع فيه المادة العلمية بالفنية ويدخل كذلك ضمن ما يسميه عبدالناصر غارم مشروع فوضوي يعمل بحرية في الحقل العام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©