الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدمة".. نهاية "الزواج عبر الإنترنت"

الصدمة".. نهاية "الزواج عبر الإنترنت"
7 مايو 2012
تفاعل العديد من القراء مع موضوع مشكلات الزواج الناجمة عن التعارف عبر الوسائط التكنولوجية الحديثة، دون المعرفة الحقيقية على أرض الواقع، مما يؤدي إلى وقوع مفاجآت غير سارة للطرفين. وقد وضع "منتدانا" القضية للنقاش على صفحات "الاتحاد الإلكتروني" بعنوان "صدمة معرس" مستعرضاً قصة شارك بها بعض قراء المنتدى، وجاء فيها أن شاباً تعرف على فتاة من خلال برامج المحادثات عبر الشبكة الدولية، ودامت صداقتهم أربع سنوات إلى أن اتفقا على الزواج، وسافر إليها ليتمم ما اتفقا عليه، لكنه تفاجأ في المطار عند مقابلتها على أرض الواقع لأول مرة، أنها "عرجاء" بسبب أصابتها في الصغر بشلل الأطفال، وهو ما لم يعلم به ولم تخبره عنه طوال هذه السنوات. وطالب المنتدى جمهوره بإبداء الرأي في القضية، وهل من حقه إنهاء العلاقة، أم أن موضوع الإعاقة الجسدية لا تمثل عقبة كبرى أمام إكمال العلاقة الزوجية. وقد تصفح الموضوع أكثر من 24 ألف زائر وكتب بعضهم ما يناهز 60 مشاركة، ودارت غالبية تعقيبات المتصفحين حول مفهوم تأثير الإعاقة الجسدية على الزواج والتأكيد على "الصدق والصراحة" في العلاقة بين الطرفين، إضافة إلى الموقف "الإنساني" في القصة التي تم عرضها، باعتبارها حدثت بفعل التأثير السلبي للتعارف عن طريق الإنترنت، سواء بهدف الزواج أو بغيره، محذرين من خطر ذلك على تقاليد وقيم العائلة العربية القائمة على المحافظة والترابط الاجتماعي. لكن بعض القراء اعتبر أن حصول التطور المتلاحق في مجال الاتصالات من الطبيعي أن يغري جيل الشباب الحالي بالتعامل مع وسائل التعارف الحديثة، باعتبارها أوسع أفقاً وأكثر حرية، من طرق التعارف التقليدية، ودور "الخاطبة" في مجتمعاتنا العربية، غير أنها ليس مأمونة دائماً. في البداية تلتمس القارئة (أسماء) العذر لبطلة القصة، بقولها: "بعض الأشخاص لا يرون في مشكلاتهم الصحية أو إعاقاتهم ما يخجلهم، فنجد الكثير منهم متصالحين مع انفسهم وسعيدين بهذه الحياه وهذه الإعاقة لا تعكر تفكيرهم، فقد تكون هذه الفتاة ذات الوجه الجميل والأخلاق الطيبة التي جذبته إليها خلال العشرة التي تكونت بينهم عن طريق المحادثة، لم تقصد الخداع فلو أنها قصدته لخجلت من مواجهته قبل أن تخبره، ولكن كما قلت لا ترى أن الإعاقة تنقص من شخصيتها وتفكيرها وحبها له فكانت باستقباله بالمطار بكل ثقة ومودة، ولكن أتمنى أن يكون بقدر هذا النضج الذي بشخصيتها ويشفع لها جمال وجهها كما قال.. نصيحتي له لا يتردد وعسى ربي يوفقهم بحياتهم". وكتب المتصفح (إماراتي الهوى) مشاركته بعنوان "الحب على النت" موجهاً خطابه لصاحب القصة بقول: "والله أنا لا أؤيد الحب على النت والوعد بالزواج أيضا على النت، فكل المعلومات اللي يعرفها عن الطرف الثاني يكون مصدرها نفس الشخص عن علاقات هذا الإنسان وتصرفاته وأهله وطريقة عيشه ودينه وأخلاقه، فطبيعي أن يتفاجأ لأن الصورة لن تكون مثل الحقيقة، وعلى الإنسان أن يتزوج من محيطه، وأن يعرف الشخص واقعياً ويعرف أهله وأصدقاءه وسلوكه...". الصدق ويرى (علاوي) أن إخفاءها لحقيقة أنها معاقة، يكفي لإنهاء العلاقة لأن الصدق هو الأساس حيث يقول: "من رأيي أن الصدق مهم وهي لم تقل له عن الموضوع، وكان يجب أن تقول له الصدق، حيث أن الصدق يمكن أن ينقذ حياتهما معا، من ناحية الزواج أو الفراق". لكن (خالد ينصحه بالقول: "قد تتزوج بأجمل منها وأصح منها، ثم ترى منها عذاب الجحيم في حياتكما، وقد ترضى بإعاقتها وتحفظ لك هي جميلك بذلك فترى جمال الدنيا والأجر في الآخرة... فماذا لو تزوجتها صحيحة البدن ثم أصابها مرض عضال بعد عام أو اثنان من زواجكما، أكنت ستطلقها عندئذ؟. لكن القارئة (شريفة علي الفهيم) تخالف الرأي السابق حيث كتبت تحت عنوان "صدمة الاختيار" مؤكدة أن ما حصل هو القسمة والنصيب في هذا النوع من الزواج، لأنه "يتم بشكل غير مدروس، فهو كالسلع المعروضة، تظهر عيوبها بعد الشراء.. لو أنه تمعن واختارها من بيئته وتحت ناظره لما تعرض للصدمة.. ما عليه إلا أن يصارحها بواقع الصدمة... فما بني على كذب لا أتوقع له الاستمرار". وتعليقاً على موضوع الإعاقة الجسدية يعتبر (هشام الراعي) أن الإعاقة ليست عجز الإنسان في بعض النواحي الجسدية، بل هي عجزه عن مواصلة الحياة، فهناك من هم فاشلون بمستقبلهم وحياتهم وهم ليسوا معاقين، إن الإعاقة إعاقة العقل عن التفكير وإعاقة الذات على أن تكون موجودة. دائماً ما نلاحظ أن الذين أخذ الله منهم نعمة سواء كانت المشي أو النظر أو غير ذالك، عوضهم الله بمميزات وقدرات أخرى تفوق قدراتنا، ويكفي رضاهم بقضاء الله وقدره وتكيفهم مع هذه الحياة. غير أن زائر المنتدى الذي وقع باسم (اعتيج الصوف) لا ينصح بهذه الزيجة ولا بغيرها من زواج القائم على علاقات غرف الدردشة، بقوله: "أي مرض أو عيب خَلقي يؤثر في المستقبل على العلاقة الزوجية فالعشرة بين الزوجين تدوم سنين وأعواماً وليست أياماً وساعات، كما أن أي علاقة بنيت في غرف الدردشة وشبكات النت لن ينتج عنها سوى الخلل، فكل شيء خرج عن الإطار الشرعي، فهو غير شرعي، ولا بد أن يكون فيه خلل .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©