الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عطايا» يشجع الإبداع ويدعم ذوي التوحد في الإمارات

«عطايا» يشجع الإبداع ويدعم ذوي التوحد في الإمارات
7 مايو 2013 20:34
معرض «عطايا 2013»، يعتبر الأول من نوعه في الإمارات، حيث سيعود ريعه لمراكز التوحد في الدولة، بعد أن وصلت نسبة التوحد إلى 1.1 % بين الأطفال حديثي الولادة، وفقاً لإحصاءات كشف عنها مركز الإمارات للتوحد في عام 2012، وقد أشاد الحضور بالجهود المبذولة والواضحة في تنظيم المعرض، من حيث توزيع الأجنحة والجودة والرقي في البضائع المعروضة، ويركز المعرض في جانبه الإبداعي على تشجيع المصممات الإماراتيات والعارضات بشكل عام سواء في مجال تصميم الأزياء أو المجوهرات وصناعة الحلويات، والابتكارات التراثية، وغيرها من الجوانب الإبداعية الأخرى. كشف معرض «عطايا»، الذي يقام تحت رعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعدة سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية، عن نخبة مميزة من المبدعات الإماراتيات اللواتي أتاح لهن المعرض فرصة الاحتكاك مع بقية العارضين من مختلف أنحاء العالم، كما فتح لهن نافذة على الجمهور العريض، والذي يشكل نخبة المجتمع. الأواني التراثية القديمة وشهد المعرض، الذي يقام بنادي أبوظبي الرياضي، والذي يستمر لغاية 9 مايو الجاري، ويشارك فيه 56 مبدعاً، تم اختيارهم وفق أسس ومعايير خاصة، وهم حرفيون متخصصون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من الدول العربية، إضافة إلى تركيا واليابان، عرض منتجات فنية وحرفية متنوعة من المجوهرات والأزياء والإكسسوارات والديكورات المنزلية، وتحول إلى منصة لتناقل الخبرات وصقل المهارات، كما أتاح الفرصة لتطوع مجموعة من الفتيات، خريجات الجامعات والطالبات اللواتي يشاركن في التنظيم وفي تقديم الخدمات للزوار، والرد على بعض أسئلتهم المتمثلة في البحث عن بعض الأجنحة وإرشادهم إليها. إلى ذلك تقول مريم السويدي المشاركة في معرض «عطايا» في نسخته الثانية، إن معرض عطايا رسم لها خريطة طريق للإبداع بتشجيعها، لافتة إلى أن خروجها للسوق بدأ من المعرض نفسه السنة الماضية، حيث عرضت للمرة الأولى منتوجاتها المتمثلة في جعل الأواني التراثية القديمة التي تكاد لا تستعمل عند الجيل الحالي تحفاً فنية، ما جعلها ترجعها لحضن البيت من جديد، وتحولت إلى سلعة يتهافت عليها السياح الأجانب، وتعمل مريم على تغليف بعض الأطباق والطاولات والسلال بالقماش الإماراتي الأصيل، وتزينها بألوان ذهبية وفضية مما زادها ألقاً، وتعمل مريم أيضاً على خلق شموع من الفناجين الإماراتية، وأدخلت بعض اللمسات على الأفرشة العربية موضحة: «استعمل القماش في الجلسات العربية، بحيث لم تعد مستوية مع الأرض في بعضها، بل على شكل صوفة، واستعملت أبوطيرة ومزراي، وأدخلت بعض التحسينات على كل ما يخص الضيافة، بحيث كنت دائمة التساؤل على إهمال هذه الأواني المركونة في جانب من البيت من دون استعمال، مما دفعني لتزيين بعضها، وفي البداية كانت فقط مجرد هواية تقتصر على الهدايا البسيطة، لكن أصبحت هدفا يتمثل في إرجاع الحياة لهذه الأواني، بحيث وجدت تحفيزا كبيرا من والدتي ومن مجموعة من صديقاتي، فزدت في الإنتاج، وانطلقت من هذا المعرض الذي أدين له بتعريفي بالجمهور وتحفيزي على العمل أكثر».. وتلفت السويدي إلى أنها طورت في عملها من السنة الماضية إلى اليوم، وإلى جانب «عطايا» شاركت السويدي في معارض عدة في الجامعات. تصميم أزياء ومن جهتها، تشيد رغدة تريم التي تعرض باقة من العبايات وفساتين السهرة وبدل «التيور»، وتشارك للمرة الأولى في معرض «عطايا» بالتنظيم الجيد والتوزيع وتصميم المعرض بطريقة مريحة تسمح لكل العارضين باستقبال كل الزوار بالحظوظ نفسها، في حين قالت أمل المكتوم، المشاركة عن دار كنزي، بعلامة شواروفسكي، إنها تحضر كل المعارض ذات الصلة بالأزياء، وتطرح التصاميم الجديدة في كل أنحاء العالم، بحيث تعاونت مع رغدة في معارض أقيمت في كل من لندن، باريس، البحرين، الرياض، وغيرها من البلدان. وتضيف المكتوم عن مشاركتهم في «عطايا» قائلة: بالإضافة إلى كون المعرض سيشكل لنا إضافة كبيرة من خلال فتح أبوابه على نخبة من الزوار والمبدعين من جميع أنحاء العالم، فإنه يشكل نافذة إنسانية، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الاجتماعية فإننا فخورون بهذه المشاركة التي سيذهب ريعها للتوحد، أما ما نعرضه فيتمثل في عبايات السهرة والكاجوال، وعبايات أدخلنا فيها الألوان تماشيا مع الموضة المطروحة وتلبية لرغبة الفتيات، وعملنا يعتمد بالأخص على العمل اليدوي والتطريز.» حلويات في زاوية مميزة، يبرز جناح «بلوسم للحلويات»، الذي ترجع ملكيته للمياء الهاشلي وأختها آمنة الهاشلي، ويعرض أنواعا عديدة من الكيك، إلى جانب نماذج من الورود والحلويات متعددة الطوابق، حيث تستقبل طلبات الأعراس وحفلات التخرج وأعياد الميلاد، وتوضح لمياء، خريجة جامعة زايد علاقات عامة وإعلام، في هذا السياق، أن تجهيز حلويات الأعراس على الخصوص يتطلب وقتا طويلا، لافتة إلى أن كل الطلبات يجب أن تبرمج قبل شهر على الأقل، نظرا للوقت الذي يستغرقه تجهيز الورود التي تصنع يدويا من السكر الناعم بمختلف الألوان.. موضحة أن بعض الحلويات الخاصة بالأعراس تحتوي على أكثر من 1000 وردة مختلفة الأحجام، أما أطول حلوى زفاف شكلتها بمحلها فقالت إنها تجاوزت المترين. وعن صعوبة البداية تؤكد لمياء أنها لم تصادف أي مشكلات عند انطلاقة مشروعها القائم بتمويل شخصي إلا من بعض المشكلات التقنية كتوصيلات الكهرباء. مشيرة إلى أنها استفادت بشكل كبير من دراستها في مجال «الجرافيكس ديزاين»، الذي أسقطته على هوايتها وشغفها لصنع الكيك، حيث إنها تحتفظ بأكثر من 200 كتاب حلويات في خزانتها، مما ساعدها على بلورة مشروعها قبل سنتين، والذي تجلب له بعض المواد الأولية من الخارج. وتضيف: نظراً لشغفي بالمطبخ، خاصة في جانبه المتعلق بالكيك فإنني كنت أستعين بصناع حلويات لتدريبي، إلى جانب الدراسة، وفيما بعد حولت شغفي إلى عمل». مجوهرات وقفت أسماء ناصر الشامسي بين القطع التراثية المعروضة بلمسة عصرية، حيث رسمت مجموعة من القلائد التراثية وأدخلت عليها لمسات إبداعية، بما يتناسب مع رؤية هذا الجيل، لاستخدامها في المناسبات كالأعراس والأعياد، واتخذت الشامسي خريجة جامعة زايد علوم اتصال، والحاصلة على الماجستير إدارة الأعمال من جامعة الإمارات، وتعمل بقسم المتاحف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، من اسم حلي قديم مثلث الشكل يوضع فوق الجبين اسم تسويقي لها، وهو «شناف»، ومن المجوهرات التي صممتها ورسمتها وتعرضها للبيع بعد أن تم تصنيعها تحت إشرافها في إحدى الورش، مرتعشة صغيرة مطعمة بحبات اللؤلؤ، خواتم بألوان علم الإمارات وأحجارها من الألماس الأبيض والأسود والروبي، والزمرد، وتعليقات كتب عليها أحب أبوظبي وأحب العين، وتعليقات على شكل نخلة تتدلى منها عذوق الثمر، بأنواع الخنيزي والخلاص موفرة الألوان التي توائم هذه الأنواع من التمور، مشكلة النخيلات بحبات الزمرد، بينما زينت التعليق ببيت من قصيدة ذهبية للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد كتبت بأحرف بارزة تلهم لابسها وتزيده ألقاً. وعن هدفها من هذا المعرض تقول الشامسي إن غرضها يتمثل في دعم القضايا الإنسانية من جهة، ومن جهة ثانية فإن الهدف من تصميماتها هو إحياء التراث القديم لحمايته من الاندثار، موضحة أنها ترغب في تقربها من هذا الجيل من الفتيات بما يتناسب وأذواقهن. يفتخرن بالتطوع يتيح معرض «عطايا» في دورته الثانية فرصة للفتيات من مختلف الجهات للتطوع، وحصولهن على فرصة للتدريب على سير العمل والانفتاح أكثر على طريقة توزيع الأجنحة والتدخل في حالات الطوارئ، ومن جهتهن تقدم المتطوعات خدمة للمعرض، بحيث تسهر على سير العمل وترشد كل من يطلب ذلك من الزوار، حيث توجد موزعات أمام كل الأجنحة عارضات خدماتهن والابتسامة تملأ محياهن، إلى ذلكم قالت كل من مريم العامري، متطوعة من كلية التقنية أبوظبي، إنها ستعمل لمدة المعرض، بتقديم ما يطلب منها، بينما تساعد في التنظيم خلال اليوم ما قبل الافتتاح الرسمي، مؤكدة أن عملها إلى جانب بقية المتطوعات لا تشوبه أي صعوبة، مع العلم أنها ستدخل في أي حالة طوارئ مع إرشاد كل من يطلب ذلك إلي بعض المحال أو الأجنحة، وقالت إنه سبق لها المشاركة كمتطوعات في مواضيع مختلفة تهم التوحد، وهي مستعدة دائماً للمشاركة في مثل هذه القضايا الإنسانية. من جهتهن عبرت كل من فاخرة المنصوري وعائشة الملا وفاطمة سالم الصيعري، عن سعادتهن كونهن شاركن كمتطوعات بمعرض «عطايا»، والذي فتح لهن الباب للاحتكاك والتعرف بنخبة جيدة من الزوار، وعلى مجموعة من المبدعين من جميع أنحاء العالم، حيث إن التطوع في القضايا الإنسانية يشعرهن بقيمتهن في المجتمع وبأهميتهن. مركز سرطان الأطفال بلبنان لتفعيل العمل الخيري ودعم المشاريع والبرامج الإنسانية داخل الدولة وخارجها، والتي تترجم توجهات قيادة الدولة الرشيدة في دعم القضايا الإنسانية، إضافة إلى بث روح التعاون والمحبة والتكافل الاجتماعي والترابط الأسري بين أفراد المجتمع، فإن «عطايا» في دورته الأولى، قام بدعم مركز سرطان الأطفال بلبنان، حيث تم جمع 7 ملايين درهم إماراتي لدعم المركز في ذكرى تأسسيه العاشرة، والذي يسعى لتقديم أرقى خدمات العلاج المجانية للأطفال المصابين بالسرطان والدعم النفسي لأسرهم من جميع أنحاء العالم، بينما يحضر المركز هذه السنة للعرض التعريفي ولبيع منتوجات يعود ريعها للمركز، إلى ذلك أعربت جورجيت عودة منسقة التسويق والعلاقات العامة في مركز سرطان الأطفال بلبنان، والتي تشارك بعرض مجموعة من المنتوجات، كالمناشف التي تحمل دعوات بالشفاء والصحة والأمل، والمباخر والإكسسوارات والشموع التي سيعود ريعها للمركز، إلى جانب عرض مطويات تعريفية بخدمات المركز، وفتح باب التبرع لمن يرغب في ذلك من زوار المعرض، عن سعادتها بالمشاركة الثانية في المعرض، لافتة إلى أن المعرض يتيح فرصة جيدة للمركز من حيث التعريف به وجمع التبرعات. مؤكدة أن المركز، ومنذ افتتاحه من 11 عاماً، قام بعلاج 880 طفلاً من جميع أنحاء الدول العربية، وبنسبة شفاء تفوق 80 ?، موضحة أن تكلفة علاج الطفل الواحد تصل إلى 50 ألف دولار، أما ميزانية السنة للمركز فتصل إلى 12 مليون دولار، لافتة أن المركز ليست له أي موارد مالية، واعتماده الكلي يقوم على التبرعات الخيرية. من أجل ابني المتوحد يسلط معرض «عطايا» الضوء، هذا العام، على دور مراكز التوحد في الدولة في الاهتمام بالأطفال ذوي التوحد، وزيادة توعية المجتمع بهذا المرض، من خلال الحملة التي تضمنت مجموعة من المحاضرات وورش العمل التي انطلقت في الثاني من أبريل الماضي، والذي يصادف اليوم العالمي للتوحد، كما يعمل المعرض على توفير إحصاءات أكثر دقة عن عدد حالات التوحد الموجودة في الدولة وأنواعها من حيث درجة التوحد، وسط حضور مجموعة من السيدات اللواتي يعاني أولادهن اضطراب التوحد، إلى جانب مديرات بعض المراكز اللواتي كان أولادهن سبب تأسيس مراكز للتوحد، وفي هذا الإطار تقول سميرة سالم مديرة وصاحبة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي، وهو مشروع يخدم بالدرجة الأولى اضطراب التوحد، أن سبب تأسيس المركز هو ابنها، الذي يبلغ اليوم 18 سنة، ويعاني أمراضاً أخرى، إلى جانب التوحد كالسكري والضغط والصرع، مؤكدة أن هدفها الأساسي هو إيجاد الرعاية للمركز الذي يضم اليوم 65 حالة توحد، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و22 سنة، لافتة إلى أن حالة واحدة من التوحد في البيت قد تعصف بالأسرة كاملة، إذا لم تجد الرعاية المناسبة. وتضيف أن سبب تأسيس المركز، يعود إلى سنة 1999 حيث تم فتح أول مركز توحد في الإمارات قاطبة من طرف سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان تحت عنوان «مركز أبوظبي للتوحد»، وكان تحت إشراف الهلال الأحمر ومنطقة أبوظبي التعليمية، ثم بدأنا في التفكير لتأسيس مركز يخدم هذه الفئة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©