الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رهان المستقبل

18 سبتمبر 2016 22:21
اعتاد الإنسان تسلم إرثه المادي والمعنوي وقبوله دون مساس أو تغيير، بل قد يعتبره من المسلمات التي ينبغي احترامها والأخذ بها كأمر بديهي ليس لأحد مراجعتها أو التفكير فيها، وهو ما يمثل في بعض الأحيان قيوداً فكرية تحد الإبداع وتحبط محاولات خرق المعتاد، فكل قول يؤخذ منه ويؤخذ عليه ما لم يكن منزلا من الخالق أو موحى منه سبحانه وتعالى إلى أنبيائه المصطفين عليهم الصلاة السلام. حينما نردد أن الحاجة أم الاختراع، نؤكد لأنفسنا ولمن نورثه ثقافتنا ومفاهيمنا أنه لا يمكن اختراع أو خلق فكرة من دون الحاجة الملحة لذلك، لنتحول إلى ردود أفعال للأحداث والاحتياجات، وتُسلب روح المبادرة في التحديث والتطوير، وإعمال الخيال الواسع على إنتاج صور تسابق الزمن، إلى فضاء لا يبلغه سوى من آمنوا بقدرتهم على التغيير والابتكار، وذلك ليس لتلبية حاجة بقدر ما هو إشباع للأحلام والطموحات في إنتاج الأفضل. يقف الجيل الحالي على أرضية صلبة من الوعي والقدرة على تحويل الخيال إلى مشروعات إبداعية، ليأتي دور الأسرة التي تتحمل مسؤولية التشجيع والحب والتقدير والثقة التي لا حدود لها، ولا أوقع من نظرة رضا للشاب من والديه تحفز على تحدي الذات وتحقيق المستحيل. مواردنا البشرية ثروة حقيقية تنضب بالاستهلاك مثل الغاز والنفط، بل كما قال المحاضر زيغ زيغلر «إن الخسارة الأعظم هي خسارة الموارد البشرية، فالموارد الطبيعية تستهلك باستخدامها وعلى العكس من ذلك الموارد البشرية التي تستهلك بإهمالها». بقليل من التركيز مع أبنائنا الذين يمثلون ثرواتنا كما أكد على ذلك والدنا المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن الثروة الحقيقية هي المواطن وليس المال، فكم نحن بحاجة لإعادة النظر في تشجيعنا لأبنائنا والوقوف مع حكومتنا التي لم تأل جهداً في سبيل استثمار الشباب للمضي معهم وبهم إلى آفاق المستقبل المنتظر لدولة هم رهانها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©