الكمبيوتر وسيلة فعالة في عمليات التأهيل والدمج في سوق العمل

أبوظبي (الاتحاد) - يقول إيهاب مصطفي العدوي أخصائي الكمبيوتر بمركز الخليج للتوحد، إن الكمبيوتر وسيلة تعلم مؤثرة وقوية ومن أهم مميزات الكمبيوتر مع الأطفال المعاقين الطبيعة الفردية للتعليم. ومعروف أن التعليم الفردي يشكل أهم أساس تقوم عليه التربية الخاصة. فوائد متنوعة وأوضح العدوي أن هناك فوائد عديدة لاستخدام الكمبيوتر في عمليات التأهيل والدمج الخاصة بأطفال التوحد، خاصة أن الكمبيوتر يتيح الفرصة لتحقيق التفاعل الإيجابي مع الطالب، فالكمبيوتر يقدم معلومات في شكل سؤال أو فقرة، ويقبل الاستجابة “الرد أو الإجابة”، ثم يتم تقييم تلك الاستجابة من قبل المختص الذي يقدم التعزيز المناسب، ومن ثم ينتقل إلى المهارة التالية المناسبة بشكل منظم ومتسلسل. ولذلك فالكمبيوتر يشكل وسيلة مفيدة ومشجعة للطفل التوحدي الذي يصعب عليه التواصل مع الآخرين وأيضا يساعد في تنمية مهارة تآزر العين واليد، من خلال التدريبات على مهارات السحب والإسقاط وغيرها من المهارات الأخرى. كما أن الكمبيوتر يساعد في عملية التعليم الفردي بداية من مرحلة الجلوس على الكرسي، بالنسبة للأطفال الذين لديهم نشاط زائد فيساعد في جذب انتباه الطفل والجلوس أطول وقت ممكن، كما يتم تدريب الأطفال على بعض المهارات من خلال الكمبيوتر بطريقة سهلة ومبسطة، ويساهم أيضا في عملية التخاطب حيث يقوم الكمبيوتر بتكرار بعض الكلمات والأصوات والحروف، كما يساعد أيضا في عملية الحركة الدقيقة والانتباه والتركيز من خلال عملية السحب والإسقاط باستخدام “الماوس”. وسيلة تعليمية وذكر العدوي، أن التعليم في مجال الحاسب الآلي مع أطفال التوحد ينقسم إلى شقين، أولهما هو استخدام الكمبيوتر كوسيلة تعليمية وهذا يتماشى مع أطفال التدخل المبكر والأطفال حديثي الالتحاق بالمركز والذين لم يتلقوا أي تدريب مسبق، كما يستخدم الكمبيوتر لتدريب الأطفال على العديد من البرامج المشابهة للبرنامج التعليمي الفردي لكل طفل حسب قدراته. أما الشق الثاني فهو التدريب على برامج الكمبيوتر مثل ( power point – Excel – Internet word Windows) ويتم تدريب الأطفال بطريقة مبسطة وسهلة عن طريق تجزئة البرنامج لعدة مهارات يتدرب عليها الطفل كلاً على حدة، ونعتمد في هذه المرحلة على الذاكرة البصرية للطفل، حيث إن الطفل التوحدي يتمتع بذاكرة بصرية قوية جداً. وعن الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذا الطرح الجديد في عمليات التأهيل باستخدام الكمبيوتر، قال العدوي إن هناك بعض الأمور يجب مراعاتها في التدريب مع أطفال التوحد، فيجب الحذر عند استخدام سماعة الرأس بالنسبة للطفل والتأكد من عدم وجود أي اضطراب سمعي، كما ينبغي جذب انتباه الطفل لشيء محبب إليه وهذا يتم من خلال عرض أكثر من شيء له، خلال فترات التدريب مثل الرسوم المتحركة، الأغاني، الألعاب وغيرها من الأنشطة التي تجذب الطلاب، حتى يتم اتخاذها كمعززات للطفل فيما بعد، كما ينبغي عدم استخدام الكمبيوتر بطريقة خاطئة وهذا الخطأ يقع فيه الكثير من أولياء الأمور، وهو ترك الطفل أمام جهاز الكمبيوتر وعرض أفلام أو أغان للطفل لفترات طويلة بغرض الإشغال وتمضية الوقت بعيداً عنه، بل يجب الجلوس مع الطفل وتدريبه على برامج مفيدة. وأكد العدوي أن الطفل التوحدي أثبت من خلال التجارب الفعلية أن لديه القدرة على التعلم واكتساب المهارات كغيره من الأطفال الطبيعيين، وذلك باستخدام كافة برامج الكمبيوتر حيث تم تدريب بعض الأطفال على برامج الكمبيوتر المختلفة، واستطاعوا تحقيق إنجازات كثيرة من خلال أنشطة نظمها قسم الكمبيوتر بمركز الخليج للتوحد، ومنها أن المركز أقام ولأول مرة على مستوى الدولة مسابقة في عام 2007 في استخدام بعض مهارات الكمبيوتر، مثل الماوس ولوحة المفاتيح وبعض مهارات برنامج Word بإشراف أساتذة من جامعة الإمارات، وقد أظهر جميع الأطفال من كل المراكز قدرات عالية جداً في استيعاب المهارات، وأحرز مركز الخليج للتوحد المراكز الأولى في معظم المسابقات، وللمرة الأولى تقدم أطفال مركز الخليج للتوحد لنيل شهادة MSword من الهيئة العامة للمعلومات وقد اجتاز جميع الطلبة الاختبار بنجاح. ولتكملة المسيرة فقد نظم المركز مسابقة ضمت العديد من المراكز في عام 2009 وبزيادة مهارات أخرى وبرنامج آخر، وهو برنامج (PowerPoint) وكالسابق أدى الطلاب جميعاً المسابقة بمهارة عالية. مسابقات وشهادات كما تقدم بعض أطفال المركز في عام 2009 لاجتاز اختبار برنامج (PowerPoint) وحصل 7 طلاب على شهادة في برنامج (Power Point)، كما حصل 4 آخرون على شهادة (word) معتمدة من الهيئة العامة للمعلومات. ولم يقتصر المركز على أبنائه فقط بل تم تعميم البرامج على مراكز الدولة ليستفيد أكبر عدد ممكن من أطفال التوحد، بنيل شهادة في برامج الحاسب الآلي وبمناسبة الشهر العالمي للتوحد عام 2010 نظم المركز بالتعاون مع الهيئة العامة للمعلومات اختبارا في برامج powerpoint - word Windows – Ms وضم العديد من المراكز بالدولة، وتقدم للاختبار 39 طالباً من جميع المراكز وقد أدى جميع الطلبة الاختبارات بكفاءة عالية، ما أهلهم للحصول على شهادات معتمدة من الهيئة العامة للمعلومات. وفي عام 2011 نظم المركز بالتعاون مع الهيئة العامة للمعلومات اختباراً في برامج powerpoint - Internet - word Windows – Ms، وضم العديد من المراكز بالدولة وشارك فيه 44 طالباً. كما شهد العام الحالي لأول مرة إضافة برنامج جديد مخصص لأطفال التوحد ومبادئ الحاسب الآلي، كما جرى تنظيم مسابقة بين مراكز التأهيل على الدولة بالتعاون بين مركز الخليج للتوحد وهيئة تنظيم الاتصالات، وذلك ضمن احتفالات الدولة بالشهر العالمي للتوحد التي انتهت الأسبوع الماضي في برامج Ms powerpoint - Internet -Excel- word Windows الكمبيوتر لغة العصر أوضحت مريم المزروعي نائب المدير العام بمركز الخليج للتوحد، أن الكمبيوتر يعتبر لغة العصر، ولذلك له أثر فعال وقوي في تدريب أطفال التوحد، حيث إنه يدخل في أكثر من برنامج تدريبي إلى جانب مهارات استخدام الكمبيوتر نفسها، ويجب على كل ولي أمر الاهتمام بهذا الجانب لما له من فوائد متنوعة، بالإضافة إلى اعتباره نوعاً من أنواع تأهيل التوحد، حيث يأمل المركز في توظيف العديد من طلابه المؤهلين في مجال الكمبيوتر.