واشنطن- وكالات الأنباء: كشف الحاكم المدني الأميركي السابق للعراق بعد غزو عام 2003 ، بول بريمر عن أنه حض الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد على زيادة حجم القوات الاميركية خلال فترة ما بعد الحرب ولكن نداءاته لم تلق استجابة· وقال في شأن آخر، إن الولايات المتحدة ستعاقب هولندا إذا قررت عدم المساهمة بقوات في بعثة حفظ السلام التابعة للتحالف الغربي في أفغانستان الجاري توسيع نطاق عملها حاليا·
وقال بريمر في مقابلة مع شبكة 'إن· بي· سي' التلفزيونية الأميركية الليلة قبل الماضية انه ارسل مذكرة الى رامسفيلد اقترح فيها نشر نصف مليون جندي في العراق ولكن 'لم اتلق ردا منه قط'· وأضاف أنه ناقش مخاوفه مع بوش
فرد عليه بأنه سيحاول الحصول على مزيد من القوات من دول أخرى· واعرب عن اعتقاده بان وزارة الدفاع الاميركية رسمت 'صورة كاذبة' عن قدرات القوات العراقية المفترض أن تتولى المسؤولية عندما تنسحب القوات الاميركية·
وقال 'اثرت مخاوفي عن عدد ونوعية تلك القوات منذ البداية في حقيقة الامر والتزامت بابلاغ الرئيس عن رأيي بشكل خاص من خلال القنوات الملائمة'·
واعترف بريمر بانه أبلغ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في نوفمبر عام 2003 قلقه لعدم وجود 'استراتيجية عسكرية للعراق' وان السياسة توجهها بشكل اكبر خطة وزارة الدفاع باعادة الجنود الى الوطن بحلول ربيع ·2004
وقال 'نائب الرئيس قال لي: حسنا تساورني مخاوف مماثلة· وكان يعتقد ان هناك شيئا لابد أن يقال بشأن حجة عدم وجود استراتيجية لدينا لتحقيق النصر في ذلك الوقت'·
وسرد تفاصيل قرار حل جيش النظام العراقي السابق بسرعة بعد سقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية ودافع عنه بشدة· وقال 'إنه ليس من العدل انتقادي لأنه لم يكن أنا الذي اتخذ هذا القرار بل إن الجيش العراقي كان قد تفتت الى حد كبير من تلقاء نفسه في مواجهة الجيش الاميركي'· واضاف 'القرار ناقشه مستشاري مع كبار المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع لاسابيع قبل ان اقدم توصياتي التي تمت الموافقة عليها في واشنطن'· وأعلن انه مازال يؤيد الحرب في العراق· وقال 'لدينا اميركيون شبان يموتون هناك حتي اليوم· هذا ثمن مؤلم للحرب ولكنه لا يجعلها خطأ· إنه يجعلها فقط صعبة'·
واعترف المتحدث بوزارة الدفاع لاري دي ريتا بان رامسفيلد تسلم مذكرة بريمر لكنه قال ان حجم القوات لم يكن ضمن مسؤوليات الحاكم المدني السابق، واضاف ان رئيس الاركان وقتها الجنرال ريتشارد مايرز استشار القادة العسكريين واوصوا رامسفيلد بابقاء عديد القوات الاميركية في العراق في حدود 145 الف جندي ·
وفي مقابلة أخرى نشرتها صحيفة 'فولكسكرانت' الهولندية أمس، قال بريمر 'إذا قرر الهولنديون عدم إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان، فإن ذلك سيضر بالمصالح الهولندية في الولايات المتحدة'· وأكد أن المسؤولين الاميركيين سيبدأون في التساؤل عن دور حلف شمال الاطلسي: 'إذا ما كان حلفاؤنا ليسوا مستعدين للوقوف إلى جانبنا'· وأضاف 'لا يستطيع الهولنديون ببساطة القول: إننا لن نذهب إلى أفغانستان ولكن كل شئ سيبقى كما هو· هذا لن يحدث'·
ومازالت الحكومة الهولندية منقسمة بشأن نشر ألف جندي إضافي تحت مظلة قوة المساعدة الامنية الدولية 'إيساف' في إقليم أوروزجان جنوبي البلاد· ويخدم 580 جنديا هولنديا ضمن قوات 'إيساف' البالغ قوامها نحو 9 آلاف جندي يتولون مهام الامن إعادة إعمار في الاجزاء الشمالية والغربية من أفغانستان· ويعتزم حلف الاطلسي نشر 6 آلاف جندي إضافي في إطار خطط توسيع نطاق انتشار القوة جنوبا·
عدد اليوم
