الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الروس يتساءلون: متى يغزو العرب روسيا؟

10 يناير 2006

موسكو - 'الاتحاد' ـ خاص:
عادة يُطرح هذا السؤال: ماذا تقول واشنطن وكيف تفكر موسكو؟
الأميركيون يقولون ويفعلون·· الروس يتأملون، يفعلون أقل، والمهم أنهم بحكم وضعهم الحالي، والقديم، يعرفون كيف يرصدون الأوضاع في الشرق الأوسط؟
الحروب انتهت بالتأكيد·· لكن النيران هنا·· والنيران هناك تحت الرماد·· عملوا كثيراً للحد من اليأس السوري، وينصحون أصدقاءهم الفلسطينيين بالحذر الشديد من الصدام الداخلي، ثم يجددون الدعوة إلى المؤتمر الدولي لإنقاذ العراق ولإنقاذ أميركا أيضاً·
الأيديولوجيا أصبحت وراءهم، ربما التاريخ أيضاً، ولذلك يستغربون كيف أن العرب لم يغزوا روسيا 'استثمارياً' حتى الآن؟
في موسكو يسمع الكثير عن الشرق الأوسط 'الاتحاد' تستعيد ما سمعت:
شالروس الذين وضعوا الأيديولوجيا وراءهم، يحاولون الآن أن يضعوا التاريخ وراءهم جداً·· لا أحد من المسؤولين، أو الخبراء الاستراتيجيين، يستخدم الآن تعبير 'المياه الدافئة'، وإن كان الرئيس 'فلاديمير بوتين' مفتونا جداً بتجربة 'بطرس الأكبر' طلب من أحد مستشاريه أن يجمع له كل ما يتعلق بذلك القيصر الذي عاش تجربة الحداثة في أوروبا الغربية، وعمل على نقلها إلى بلاده، المسألة لا تتعلق بنسخ (أو استنساخ) شخصية القيصر، وإنما فقط لأنه مفتون به، يقول دائماً: إنه الرجل الذي عاش في القرنين السابع عشر والثامن عشر، لكنه كان يفهم الكرة الأرضية برؤية القرن الحادي والعشرين·
يسخرون في موسكو من بلاهة بعض عقائديي الحقبة الحمراء ذات يوم وصلت الى غانا، وكان رئيسها أحد نجوم الحياة الإيجابي 'كوامي نكروما' مساعدة سوفييتية، المسؤولون في أكرا فوجئوا عندما خرجت الهدية من الصندوق الضخم، كانت عبارة عن جرافة الثلوج في مذكراته اعترف 'اندريه غروميكو' بأن بعض الرجال في الإدارة كانوا يفهمون ويتعاملون، مع العالم بهذه الطريقة، أن تهطل الثلوج على خط الاستواء·
استطراداً، قال المستشرق 'يوري بودانييف' إن 'ميخائيل سوسلوف' مفوض العقيدة في اللجنة المركزية للحزب، كان يفهم الشرق الأوسط 'مثلما نفهم نحن المريخ' لم يكن يدري أبداً مدى تأثير الفكر الديني في لا وعي أولئك القوم الذين ظهرت في ديارهم الديانات السماوية الثلاث، كان يتصور أن باستطاعة الشيوعية، مادامت الدنيا تتغير، أن تكتسح كل أثر للإسلام كانت النظرة ساذجة بطبيعة الحال، وقد سأل 'سوسلوف' 'غروميكو' ذات مرة: 'لماذا يرفض جمال عبدالناصر أن يكون شيوعيا؟' ضحك السياسي السوفييتي الشهير والذي أمضى نحو ثلاثة عقود وزيراً للخارجية قبل أن يصبح رئيساً للدولة الاتحادية، وسأله: 'أفهم أنك تسأل·· لماذا لا تشرق الشمس من الغرب؟' تدريجياً، وربما بعد فوات الأوان، بدأوا يدركون ما هي هذه المنطقة·
في عهد الرئيس 'بيل كلينتون' شهدت العلاقات أوج ازدهارها، وإلى حد الاتفاق المبدئي على التعاون البعيد المدى في مجال النفط والغاز، حتى أن الروس صنعوا ناقلة تتزلج على الجليد، وهذه وصلت إلى مرفأ هيوستون لتستقبل هناك بحفاوة بالغة، ومع أن وزيرة الخارجية 'كوندوليزا رايس' هي خبيرة في الشؤون الروسية، فهي تنصح بالتعامل بمنتهى الحذر مع موسكو لأن هناك من لا تزال تحكمه عقدة القطب الآخر، البنى التكنولوجية موجودة، وكذلك العلماء، وعلى هذا الأساس، يفترض أن يبقى الروس فقراء ومعزولين وراء الثلوج·
في أحسن الأحوال، يفترض ألا تتجاوز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية حداً معيناً، هذا دون أن ننسى أن 'ريتشارد بيرل' الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس الدفاعي في البنتاجون، وهو عبارة عن هيئة استشارية، قد توقع 'أن يبيعنا الروس سيبيريا مثلما باعونا آلاسكا من قبل'·· والواقع أن هناك من توقع، في منتصف التسعينات أن تنفصل سيبيريا بزعامة 'الكسندر لبيد، وتعلن الجمهورية المستقلة·
الصواريخ فقط
واضح أن هناك 'دبيباً روسياً' في الشرق الأوسط الروس يعترفون بأنهم لا يستطيعون، ولا يريدون أن يذهبوا إلى قرع الطبول إلى المنطقة·· ليس لديهم الكثير مما يصدرونه سوى الحديد والذهب، والخشب والصواريخ!·
الصواريخ؟ كلمة تهز الأعصاب الأميركية حتى الآن، موسكو ملتزمة كلياً عدم عقد أي صفقة تتعلق بصواريخ أرض ــ أرض·· الأميركيون يوقفون، في الحال، كل تعاون في مجال بعض الصناعات الالكترونية الخاصة بالأقمار الاصطناعية، بالإضافة الى منتجات أخرى حساسة، الأمر يتعدى ذلك، فهناك تعاون أميركي - روسي، سواء كان ذلك مباشرة أم عبر المؤسسات المالية الدولية، حتى الآن لم 'يتسرب' أي صاروخ من هذا القبيل، لكن لا حظر أميركياً على الصواريخ المضادة للطائرات والتي اشترتها سوريا التي شاخ كثيراً سلاحها الجوي، قلما ترى في سماء دمشق أو أي مدينة سورية أخرى طائرات حربية كي لا تستهلك ما تبقى من ساعات الطيران، الميج تصبح شيئاً فشيئاً جزءاً من الماضي في المنطقة، ولكن ثمة من يؤكد في موسكو أنها ستظهر ثانية، وفي وقت قريب هذا مع التوضيح أن الحروب انتهت في الشرق الأوسط·
الكل يؤكد ذلك، عملياً الحرب انتهت منذ توقيع اتفاق اوسلو (أو بالأحرى اتفاق واشنطن) بين رئيس الوزراء الإسرائيلي 'اسحق رابين' ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية 'ياسر عرفات' في 17 أيلول، سبتمبر ،1993 سوريا لم توقع معاهدة سلام، كما فعلت مصر والأردن، لكن مفعول اتفاق فض الاشتباك الذي أبرم العام ،1974 برعاية وزير الخارجية الأميركي الأسبق 'هنري كيسنجر' لا يختلف، من حيث مستوى الهدوء، عن أي معاهدة سلام، فيما يبقى لبنان بجنوبه الملتبس لبنانيون كثيرون يسألون عن السبب في إبقاء الجبهة مفتوحة، الإجابة هي·· التحرير·
المزارع·· وجمهورية الماعز
لكن الولايات المتحدة، ومعها الأمم المتحدة، تقولان إن مزارع شبعا هي أرض سورية، وإن كان أبناء المنطقة، وكذلك الصكوك العقارية، تثبت لبنانيتها، فيما لا يصدر، عن دمشق أي موقف حاسم حيال الموضوع، لا بل إنها تمانع في ترسيم الحدود، وتربط ذلك بتنقية العلاقات بين البلدين، لكي تتضح الأمور، خصوصاً وأن هناك عواصم أوروبية تقول إن بالإمكان معالجة موضوع المزارع التي طالما وصفت بــ 'جمهورية الماعز' لأنه لا يوجد فيها سوى راع واحد مع أسرته الضخمة وقطيع الماعز الذي يملكه بالوسائل الديبلوماسية·
الروس يعتبرون أن ميزان القوى لا يسمح بنشوب أي حرب على الاطلاق، لا بل إن الاستخبارات الروسية لاحظت التباطؤ في تفعيل الترسانة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يختلف عما كان عليه في السابق حين كانت برامج التحديث والتطوير تتم بإيقاع متلاحق وشامل·
فجوة تكنولوجية هائلة بين الخندق السوري والخندق الإسرائيلي، وهذا لا يلغي الاحتمالات في منطقة تعيش منذ قرون بعيدة على حافة الاحتمالات، لكن هذا لا يعني أن 'فلاديمير بوتين' يشرع الأبواب أمام السوريين كما فعل 'يوري اندروبوف' في العام ،1983 الآن كل شيء يحتسب بدقة، ولا يريد الكرملين أن يعكر مزاج البيت الأبيض·
دمشق بوابتنا الوحيدة
استراتيجياً، واضح أن دمشق هي البوابة الوحيدة، لا يعني هذا أن الرئيس 'بشار الأسد' يتصرف كما يتصرف الرئيس 'فيدل كاسترو' بالنسبة إلى كوبا·· يقولون في موسكو إن مشكلة دمشق هي أنها لا تزال تعتمد أسلوب الرئيس الراحل 'حافظ الأسد' في السياسة الخارجية·· حادة حين يتغير الرجال بتغير الأسلوب، وإلا فإن التعثر الديبلوماسي لا بد أن يفضي إلى التعثر الاستراتيجي، هذا حدث فعلاً، ولعل الأكثر إثارة للانتباه أن السوريين ظلوا يتصرفون كما لو أن الولايات المتحدة لم تصبح على حدودهم، وإنما لا تزال عند حدود المكسيك·
لكن المراقبين الروس يلاحظون أيضاً أنه لا مجال لتحميل دمشق كل شيء، فالرئيس 'جورج دبليو بوش' مختلف عن أي رئيس آخر، حتى ولو كان هذا الرئيس بالشراسة الحادة لــ 'رونالد ريجان' أو بالكلاسيكية القاتلة لــ 'ليندون جونسون' كل الرؤساء الأميركيين منذ 'ريتشارد نيكسون' وحتى 'بيل كلينتون' التقوا الرئيس 'حافظ الأسد' في جنيف أو في فيينا حتى الآن، ورغم انقضاء أكثر من خمس سنوات، لا تزال الطريق مقطوعة بين البيت الأبيض وقصر المهاجرين، لا بل إن ما قاله الرئيس 'بوش' في سوريا هو بمثابة حرب مفتوحة للحظة ما كان يمكن للقاذفات أن تنطلق من قواعدها في العراق باتجاه دمشق·
السوريون تنازلوا كثيراً، وإن قال 'دونالد رامسفيلد' إنهم لعبوا كثيراً ·· يشتمون 'أبي مصعب الزرقاوي' في العلن ويبعثون إليه بالرجال، والعتاد في السر·
معنيون كثيراً ببقاء النظام الحالي في سوريا، يقولون إن البديل هو الفوضى؟ هذه ليست من مصلحة أحد، ويطالبون بأن بعيد الصقور داخل الإدارة النظر في دعوتهم الى التغيير، سواء تغيير الوجوه أم تغيير الخرائط، فخلال المداولات التي جرت بشأن القرار رقم ،1644 قال المندوب الروسي للمندوب الأميركي 'جون بولتون': 'هل تريدون تفجير سوريا؟!'·
كاد 'بولتون' يقول: 'لسنا مسؤولين عن ذلك'، لكنه استدرك، وقال إن 'كوندي' لا تقول بذلك، والمقصود وزيرة الخارجية 'كوندوليزا رايس' ·
خيارات انتحارية
الديبلوماسي يضيف أنه ليس من مصلحة أحد أن تستمر حالة التصادم بين واشنطن ودمشق، ليكشف أننا قمنا بدور أساسي للحد من الحرائق، تراجع التوتر، هذه خطوة مهمة، ولكن علينا الاعتراف بأن المسألة تحتاج إلى الكثير من الصبر وإلى الكثير من العقلانية، السوريون كانوا يائسين، وإلى حد التلويح بخيارات قد تكون انتحارية، قلنا لهم إن ديبلوماسية اليأس خطيرة جداً، وأن عليهم أن يحاولوا، ويحاولوا، ويحاولوا، يبدو أنهم أخذوا بنصيحتنا في حالات مماثلة، النصائح تكون ضرورية ومجدية، فحين تدفع شخصاً ما إلى الزاوية لابد أن يفكر بطريقة عصبية، ويمكن أن تكون كارثية للجميع·
نصف ابتسامة من الديبلوماسي الروسي، وهو يقول إن تطبيع العلاقات الأميركية ــ السورية قد ينتظر ثلاث سنوات ربما، وحتى تنتهي ولاية الرئيس 'بوش' هذا إذا عرف الديموقراطيون، كيف يطرحون مرشحاً ذا صدقية عالية ويستطيع أن يقنع الأميركيين بأنه يملك كل مؤهلات المنفذ·
في موسكو ينظرون بتعاطف إلى هيلاري كلينتون' الأميركيون لم يكونوا يرون من دور عالمي للمرأة إلا في هوليوود، حدث تغيير في الرؤية من دون شك، فها هي امرأة تخلف امرأة أخرى في وزارة الخارجية التي لا تبتعد إلا قليلاً عن البيت الأبيض، 'بيل كلينتون' كان فيه رئيساً بخصال عالية، وإذا انتخبت زوجته في العام 2008 فسيكون قريباً جداً من أذنها، لا أحد· على كل حال، يعرف كيف يفكر الأميركيون في لحظة ما·
بيروت·· والأسطول الروسي
اللافت هو كثافة 'المستشرقين' في وزارة الخارجية، كثيرون يتقنون اللغة العربية، ومع ذلك لم يسجل أي اختراق مثير، على المستوى الاستراتيجي، إبان الحقبة السوفييتية ـ هذه مسألة طبيعية حين ننظر إلى ما ينتجه الأميركيون وما كان ينتجه السوفييت·
كلهم يعرفون الكثير عن الشرق الأوسط يذكرون أن الأسطول الروسي وصل إلى مرفأ بيروت في تشرين الثاني/ نوفمبر ،1773 صورة الملكة 'كاترين' رُفعت عند بوابة المرفأ يضحكون حين تكمل لهم القصة، وتقول إن الأمير: 'حيدر الشهابي' 'رشى' الأميرال الروسي بــ 26 ألف قرش ذهبي لكي يرحل ـ ورحل·
يلتقطون اللحظة الاستراتيجية في ذلك: 'هذا يعني إلا مطامع دائمة لنا، إننا نمتلك النفط، ولدينا في سيبيريا مخزون هائل، والحقيقة أننا نعجب من تحفظ العرب في التوظيف في بلادنا، الاستثمارات لا تزال محدودة نأمل أن تتسع، أحدهم يسأل: ومتى يغزو العرب روسيا؟'·
الفتح الإسلامي لم يصل إلى هناك، هل أقامت 'يأجوج ومأجوج' التي يتردد ذكرها في القصص الشعبية العربية، حائطاً في وجه العرب، المغول احتلوا موسكو ''1240 'نابليون بونابرت' حاول كذلك 'أدولف هتلر' إذا لا ذكريات سيئة، سوى أن هناك من عمل على تسويق عبارة 'المياة الدافئة' ليقول إن الروس قادمون، اليوم أو غداً أو بعد غد· قادمون، ولكن كأصدقاء، كما يقول: صحيح أن الشرق الأوسط شديد الحيوية بالنسبة إلى الجنوب الروسي 'لكن ما يعنينا هو الاستقرار في المنطقة، إنه ضمانتنا، خصوصاً مع استشراء الأفكار الأصولية التي لا نريدها أن تجتاح آسيا الوسطى وتصبح على حدودنا، هذه مسألة حساسة جداً بالنسبة إلينا، ونعتقد أن أشياء كثيرة ومهمة وردت في بلاغ مكة حول التحديث السياسي والتنموي لمعالجة مسألة استشراء تلك الحالات التي لا يمكن أن تتوافق والمفاهيم الجوهرية لأي من الديانات'·
في موسكو، ويحدثونك عن الديانات أجل، دور النشر التي تعني بالكتب الدينية تزدهر أكثر من غيرها لم يعد الروس، خصوصاً الأجيال الجديدة، تعطي أي اهتمام لــ 'تولستوي' و'ديستويسكي' و'غوركي وتشولوخوف' أو 'يفتوشنكو' وصولا إلى 'باسترناك' و'سولجنتسين' الاهتمامات تغيرت كثيراً، يقولون لك: 'يفترض بنا جميعاً أن نفهم الأجيال، كلنا نتغير، في روسيا، في أميركا في أوروبا، في الشرق الأوسط'·
لكنك تسأل عن الشرق الأوسط بالذات، يكررون موقفهم بأنه لا بد من مؤتمر دولي لإنقاذ العراق وإنقاذ أميركا في الوقت نفسه، وإن كانوا يلاحظون أن الانتخابات الأخيرة، كانت تنبئ بإمكانية التوصل إلى حلول معقولة لو لم تحدث النتائج ردات الفعل تلك من قبل قوى مختلفة بعضها فاعل على الأرض·
شيخوخة إسرائيل
لم يعد الوقت ملائماً للكلام عن الأخطاء الأميركية، لكنهم يعتبرون أن من الضروري لإدارة الرئيس 'بوش' رؤيتها لأن كلمة 'تغيير' كبيرة جداً·· العراق مشكلة ضخمة جداً إذا استمر العنف على ما هو عليه، بالطبع إن الوضع الإقليمي يساعد على تصاعد تلك الحالة التي تهدد الوحدة الداخلية في هذا البلد الشديد، التنوع والحساس في تنوعه، وكان بالإمكان الإفادة من هذا الوضع في تركيز ظاهرة حضارية مميزة في المنطقة، ولكن هناك من يلعب على كل الحساسيات، ودون أن يأخذ بالاعتبار القيم الحضارية العريقة، والفذة، في بلاد ما بين النهرين· يراقبون الوضع الفلسطيني عن كثب الفلسطينيون يحاولون التجدد، ولكن من يقود هذه العملية؟
'مروان البرغوثي' من داخل سجنه، الحرس القديم في حال ارتباك· المشهد دقيق ويفترض مستوى عالياً جداً من الحذر، تفادياً لذلك الشيء الشديد السوء، وهو الصدام الداخلي: 'نقول لأصدقائنا الفلسطينيين احذروا كل الحذر الصدام الداخلي، إنه أكثر مأسوية من كل المآسي التي واجهتكم في الماضي'·
ماذا عن السلام إذا؟ 'لنتفق أولاً على الحروب العربية ــ الإسرائيلية انتهت، هذا مؤشر حسن، لا نتصور أن السوريين سينسون مرتفعات الجولان، أو يتخلون عنها، وأعتقد أن على واشنطن أن تدرك أن هذه المرتفعات ليست ملك أي نظام، بل هي ملك سوريا؟!!
هذا فيما يلاحظون في موسكو ان المجتمعات السياسية جداً في الشرق الأوسط أصابها الإعياء الشديد، هذا لا يعني أن أي تسوية تمر، لابد أن يكون هناك تكافؤ ننتظر عشر سنوات، ربما عشرين··
الروس أقرب كثيراً الى الصبر·· العرب أقرب كثيراً إلى اليأس·· المشكلة أن الصبر ليس سلعة للتصدير!
'أورينت برس'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©