السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مراجعة الدروس.. إنجاز يومي يرفضه الأبناء

مراجعة الدروس.. إنجاز يومي يرفضه الأبناء
19 سبتمبر 2016 08:49
أشرف جمعة (أبوظبي) بعد انقضاء إجازة عيد الأضحى.. يحرص كثير من أولياء الأمور على إعداد جدول للاستذكار يضع الأبناء أمام مسؤولية يومية، والالتزام لعدد ساعات مطلوب إنجازها.. حيث أوضحت دراسة تربوية أنه على الرغم من طموح الآباء في أن يلتزم الأبناء بآليات هذا الجدول، فإنه في كثير من الأحيان يحدث العكس، إذ يتخذ بعض الطلبة أوقات الراحة ذريعة لممارسة الألعاب الإلكترونية، وقضاء أوقاتهم بعيد مراجعة دروسهم. ويقول الدكتور حمزة دودين أستاذ القياس النفسي في جامعة الإمارات: «من العوامل النفسية التي تهيئ الطلاب لاستذكار دروسهم بشيء من الجد والالتزام بالجداول التي يضعها الطلاب أنفسهم، ويساعدهم فيها الآباء، وعلى الرغم من جدوى هذه الجداول في وضع الطلاب أمام مسؤولية الإنجاز، فإنها تصطدم في غالبية الأحيان برغباتهم الجامحة التي تجعلهم بعد الانتظام لعدة أيام في استذكار الدروس وفق الجدول إلى كسر «روتينه» وعدم الالتزام به بحجة أن النفس تمل ولابد من اقتناص بعض الأوقات لممارسة الألعاب المحببة على الأجهزة الذكية مثل «الآي باد»، والأجهزة الخلوية أو متابعة بعض البرامج على التلفزيون. حوار عائلي ويوضح أن الآباء يجب أن يظهروا بعض المرونة في تلبية رغبات الأبناء خصوصاً في الشهر الأول من انطلاق العملية التعليمية والانتظام في الدراسة ومن ثم ترغيبهم في المذاكرة وفق الجدول عن طريق الحوار العائلي وبث الثقة فيهم بأنهم يستطيعون الالتزام بهذا الجدول وفي الوقت نفسه يمارسون في أوقات الراحة ألعابهم المحببة وأنشطتهم التي يرغبون فيها. ويرى أن المذاكرة بشكل جيد لها آثار إيجابية على الطلاب لكن من المهم أن تتم في أجواء ممتعة، بحيث يشارك الآباء أبناءهم المذاكرة وخصوصاً في المواد المدرجة في الجداول، وأن يدفعوهم إلى تغييرها بشكل أسبوعي، بحيث تلبي قدراتهم وتتوافق مع مستوى الاستيعاب، ويذكر أن رصد الجوائز لهم يشجعهم على الالتزام أيضاً بالجدول الموضوع، بحيث يمنح الآباء أبناءهم الذين يؤدون واجباتهم المنزلية بجدية هدايا لافتاً أن مثل هذه الطرق تنجح في إيجاد أجواء ممتعة وتكون بمثابة دافع إيجابي لتحقيق الأهداف حتى لا يكون جدول الاستذكار أداة مملة يهرب منها الأبناء. ملل شديد ولا ينكر عيسى المزروعي - موظف - أن ابنه الوحيد ظل ما يقرب من أسبوع غير ملتزم بجدول الاستذكار الذي وضعه لنفسه في الأيام الأولى لانتظامه في المدرسة، مشيراً إلى أنه كان لا يجلس في حجرته سوى ساعة أو بعض ساعة، ويخرج منها وهو في حالة من الملل الشديد وهو ما جعله ينكر عليه هذا التصرف ويوجه له اللوم. ويبين أنه في نهاية الأمر عقد معه جلسة خارج البيت وأعطاه الحرية في أن يتحدث معه بصراحة عن الأسباب التي تجعله لا يلزم بجدول الاستذكار فذكر أشياء غير مقنعة، لكنه في نهاية الأمر ذكره بطموحه العلمي، وأنه يسعى إلى أن يحقق أحلاماً كبيرة حين ينتقل إلى الجامعة ويتفوق، ومن ثم وعده بمكافأته في حال مواصلة الاجتهاد، خاصة بعد انقضاء الإجازة وانطلاق عجلة الموسم الدراسي. أوقات محددة ولا تخفي لطيفة آل علي أنها تواجه مشكلة كبيرة مع أولادها الثلاثة الذين لا يلتزمون بجدول الاستذكار اليومي لافتة إلى أنها تبذل كل ما في وسعها حتى يقبل هؤلاء الصغار على درسهم اليومي وتنشط ذاكرتهم المدرسية، ويتفاعلوا مع الكتاب وهو ما جعلها في نهاية الأمر تلجأ إلى اختصاصي تربوي ليفند لها الظاهرة ويساعدها على الالتزام بهذا الجدول، وتشير إلى أنها تلقت منه نصائح مهمة ولا تزال تجريها معهم وإن كانت قد لاحظت أن هناك بعض النتائج الإيجابية بدت تظهر في فترة وجيزة لكنها على قناعة بأنه من المستحيل أن يلتزم الأبناء بهذا الجدول لا لأنه صعب، لكن الآن النفس بطبيعتها لاتحب هذا النوع من الالتزام وهو ما جعلها تفكر بشيء من المنطق في أن تساعد أبناءها على المذاكرة من خلال الجدول بشيء من المرونة. تحقيق أفضل النتائج يورد مطر علي الأحبابي أب لولدين وبنتين أنه أدرك أن جدول الاستذكار بشكله التعسفي لن يرغب الأبناء في المذاكرة وهو ما جعله يجلس معهم ويستمع إلى وجهات نظرهم من أجل تحقيق أفضل النتائج في سياق أداء الواجبات المدرسية في المنزل فخرج بنتيجة مهمة مفادها أن الجدول من الممكن أن يتغير في ظرف ثلاثة أيام أو أسبوع أو أسبوعين، نظراً لأن هناك أشياء قد تستجد وهو ما جعله يبدي مرونة ويشارك في تغيير طبيعة جداول الاستذكار كلما دعت الضرورة إلى ذلك، مؤكداً أن أولاده وبناته شعروا براحة نفسية لهذا التفهم الإيجابي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©