الأمم المتحدة تجلي موظفيها من شرق الكونجو الديمقراطية

أجلت الأمم المتحدة معظم موظفيها المدنيين من مقرها في مدينة جوما الواقعة في شرق الكونجو الى شاطئ بحيرة كيفو أمس، حيث يمثل تقدم المتمردين تهديدا للبلدة· وقال موظف الأمم المتحدة الذي طلب عدم الكشف عن هويته ''إننا نغادر المقر في طريقنا الى معسكر نزع السلاح عند البحيرة· ونحن في القافلة الان''· وأضاف أن القافلة المغادرة لمقر الأمم المتحدة بالقرب من مطار المدينة تتكون من نحو 10 سيارات تابعة للمنظمة الدولية وتحرسها عربات مدرعة· وكانت قوات المتمردين تقدمت نحو جوما العاصمة الاقليمية في شرق الكونجو أمس وهددت باجتياح القوات الحكومية وقوات الامم المتحدة البالغ قوامها 17 ألف جندي التي نشرت لمنع العودة الى حرب شاملة· وأدى القتال الذي استمر اربعة ايام منذ أن أطلق المتمردون التوتسي هجوما جديدا يوم الاحد الى نزوح عشرات آلاف المدنيين في إقليم كيفو الشمالي · واتهمت رواندا القوات الكونجولية باطلاق النار عبر الحدود· وتساند قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة القوات الكونجولية في العمليات ضد المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب الذي يتزعمه الجنرال المنشق لوران نكوندا، والذي يتهم جيش الكونجو الديمقراطية بالتواطؤ مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تضم ميليشيات الهوتو وجنودا روانديين سابقين مسؤولين عن الابادة الجماعية التي تعرض لها التوتسي والهوتو المعتدلون في رواندا عام ·1994 وانسحبت قوات الجيش الكونجولي الى كيباتي في وقت سابق امس بعد تعرضها لهجوم من الشمال والشرق بعد يوم من دخول المتمردين بلدة روتشورو التي تبعد 70 كيلومترا الى الشمال· وفر نحو 250 ألف مدني من منازلهم في شمال كيفو منذ أن انهار في اغسطس اتفاق سلام أبرم في يناير الماضي· وكان مجلس الامن بحث الليلة قبل الماضية في طلب مستعجل لتعزيز مهمة الامم المتحدة في الكونجو لمنع تمرد نكوندا من السيطرة على جوما، لكنه لم يتخذ قرارا· وأبلغ رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة آلان لو روي المجلس بتدهور الوضع في شرق الكونجو الديموقراطية، حيث يفر آلاف المدنيين جراء تقدم متمردي نكوندا في اتجاه جوما عاصمة شمال كيفو· وكان قائد مهمة الامم المتحدة في لكونجو الديموقراطية آلان دوس وعد بأن تبذل قواته كل ما في وسعها لوقف تقدم رجال نكوندا في اتجاه جوما وانهاء المعارك· ووصف في مؤتمر عبر الفيديو من كينشاسا الوضع في اقليم شمال كيفو بأنه ''غير مستقر'' و''متوتر'' بعد تدخل المروحيات القتالية لقوة الامم المتحدة لوقف الهجوم المتمرد في اتجاه جوما· وفي ختام مشاوراته، اكتفى مجلس الامن بإعلان أعرب فيه أعضاؤه عن ''قلقهم العميق حيال عودة العنف في شمال جمهورية الكونجو الديموقراطية ودانوا بقوة العمليات الهجومية''· ودعا أعضاء مجلس الأمن ''جميع الأطراف الى وقف فوري لإطلاق النار''، وعبروا عن ''دعمهم لجهود مهمة الامم المتحدة في الكونجو لبسط السلام في والحفاظ عليه''