الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النهار» آية مبصرة .. ونعمة للعمل ومعاش الخلق

«النهار» آية مبصرة .. ونعمة للعمل ومعاش الخلق
13 يونيو 2018 18:35
القاهرة (الاتحاد) النهار آية كونية عظيمة من آيات الله في الخلق‏،‏ تشهد بدقة بناء الكون‏،‏ وانتظام حركة كل جرم فيه‏،‏ هو الزمان الذي يكون فيه ضوء الشمس منتشراً على جزء كبير من الكرة الأرضية، وفيه عبرة بدقة الصنع وإحكامه ونعمة النهار راجعة إلى العمل والسعي لأنه يعقب الليل، فيكون الإنسان قد استجد راحته واستعاد نشاطه، ويتمكن من مختلف الأعمال بسبب إبصار الشخوص والطرق.جعل الله النهار مبصراً مضيئاً لحياة الخلق وسعيهم وأسفارهم ومصالحهم يمتن بآياته العظام عليهم، وينتشروا بالنهار للمعايش والصناعات والأعمال والأسفار، لتبتغوا فضلاً من ربكم. يقول د.زغلول النجار أستاذ علوم الأرض، ورد ذكر «النهار» في القرآن الكريم 57 مرة، كما وردت ألفاظ «الصبح، والإصباح، وبكرة والفلق ومشتقاتها»، وكذلك كلمة اليوم بمعنى «النهار»، وفي هذه الآيات يمن علينا ربنا تبارك وتعالى، بالمزيد من النعم، فالنهار المنير على نصف الكرة الأرضية، من الضرورات اللازمة للحياة على سطحها، ولاستمرارية وجود تلك الحياة بصورها المختلفة حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، والنهار منير‏،‏ آية مبصرة، تعين على الإبصار فيها‏،‏ أبقاها الله لكي يتيح الفرصة للخلق لابتغاء الفضل منه‏،‏ والسعي على كسب الرزق‏،‏ وجعل بسببه من صفحة السماء الواسعة وسيلة لحساب الزمن والوقت، بالساعات والدقائق والفلك والمواسم والسنوات، ودخول الشهور وخروجها، وغير ذلك من طرق الحساب المختلفة، فهو وحده من يحرك تلك الأجرام السماوية البعيدة لتضيء هنا أو تظلم هناك. قال الطبري، في تفسير قوله تعالى:(وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً)، «سورة النبأ: الآية 11». وقال السيوطي، جعل الله النهار وقتاً للمعايش، وضياء لتنتشروا فيه لمعاشكم، وتتصرفوا فيه لمصالح دنياكم، وابتغاء فضل الله فيه، وسبباً لتصرف عباده لطلب المعاش، وهو كل ما يعاش به من المطعم والمشرب وغير ذلك، وقال نفر آخر من المفسرين إن آية النهار هي نوره ووضاءته‏،‏ فجعل الله تعالى من النور آية للنهار‏،‏ والسعي في المعايش في عرض النهار، قال ابن عباس: تبتغون فيه من فضل الله، وما قسم لكم من رزقه، وتتقلبون فيه لتحصيل ما تعيشون به، أو حياة تنبعثون فيها عن نومكم. وقال المفسرون، وجعل النهار معاشاً، مشرقاً نيراً مضيئاً ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعايش والتكسب والتجارات، ليبتغوا ويطلبوا فضلاً من ربهم بالسعي لتحصيل أسباب الحياة، ووجوه المنافع وليضبطوا أوقاتهم، ولينتشروا فيه لمعاشهم ويتصرفوا لمصالح دنياهم وابتغاء فضل الله، وأن الخلق إنما يمكنهم التقلب في حوائجهم ومكاسبهم بالنهار لا في الليل. والنهار أحد أهم النعم والآيات، هو ذلك الضياء الذي يرافق ظهور الشمس، فنذهب إلى أعمالنا وقد استعدنا نشاطنا، فيه يظهر ما خلقه الله من موجودات، وبما فيه من حرارة وضياء ينمو النبات وتنبت الحبوب وتنعقد الأزهار وتنضج الفاكهة والثمرات، وفيه فوائد لا يحصيها غير خالقه. والنهار ابتداء وقت اليقظة والنشاط المتجدد، سبب للعمل الذي هو سبب لحصول الرزق، وفيه انتشار الناس والحيوان وتتبين الأشياء بالضياء،وبذلك تتم المساعي للناس في أعمالهم التي بها انتظام أمر المجتمع من المدن والبوادي، والحضر والسفر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©