الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا بانتظار التوضيحات والسفارة الأميركية تلوّح بـ إغلاق أبوابها

سوريا بانتظار التوضيحات والسفارة الأميركية تلوّح بـ إغلاق أبوابها
30 أكتوبر 2008 00:29
استدعت وزارة الخارجية السورية أمس السفراء العرب والأجانب المعتمدين في دمشق وعرضت عليهم التطورات التي حدثت منذ الغارة الأميركية على قرية البوكمال الحدودية الأحد الماضي والإجراءات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن رداً على العمل العدواني غير المبرر· وأشارت، على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى أن سوريا لا تزال تنتظر الحصول على توضيحات رسمية من الحكومتين الأميركية والعراقية قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات· وشهدت مدينة البوكمال مسيرة حاشدة وإضراباً تجارياً شاملاً، احتجاجاً على الهجوم الأميركي، كما تظاهر عشرات اللاجئين العراقيين على بعد حوالي 200 متر من مبنى السفارة الأميركية في دمشق احتجاجاً على الغارة الأميركية· في وقت قال متحدث باسم السفارة إن أبوابها قد تغلق الى أجل غير مسمى بسبب مخاوف من أعمال عنف· وفي المقابل، وعلى الرغم من استمرار الصمت الرسمي الأميركي إزاء الاعتراف بالغارة، قال مصدر في وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون''- فضل عدم الكشف عن اسم لـ''الاتحاد'' ''إن عملية البوكمال كانت من تخطيط أجهزة الاستخبارات الأميركية ونفذتها وزارة الدفاع لحسابها، لكن تمت بتنسيق مسبق مع أجهزة الاستخبارات السورية كغيرها من العمليات التي حصلت في السابق'' وفق ما قال· وأبلغ المقداد السفراء العرب والأجانب أن الاعتداء الأميركي أسفر عن استشهاد ثمانية سوريين أبرياء، وعبر عن شكر بلاده لحكومات بلدانهم التي عبرت بوضوح عن إدانتها لهذا العمل العدواني غير المبرر''، مجدداً مطالبته المجتمع الدولي بالدفاع عن سيادة القانون الدولي وعدم السماح بنشر شريعة الغاب في العلاقات الدولية· فيما تساءلت وزيرة الدولة السورية بثينة شعبان عن الفارق بين مقتل المدنيين في قرية البوكمال وتفجيرات نيويورك في 11 سبتمبر أو تفجيرات مدريد في 11 مارس، وقالت: ''إن هذا الهجوم الأميركي يمنح الحكومة السورية الحق في اتخاذ إجراءات إضافية على الصعيد الدبلوماسي''· واستدعت وزارة الخارجية السورية امس القائمة بالأعمال الأميركية في دمشق وأبلغتها بشكل رسمي قرار مجلس الوزراء إغلاق المركز الثقافي الأميركي والمدرسة الأميركية وطلبت منها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار· في وقت خرجت تظاهرات ضد الاعتداء الأميركي في قرية البوكمال، كما تظاهر عشرات اللاجئين العراقيين قرب مبنى السفارة الأميركية في دمشق احتجاجاً على الغارة الأميركية، وأطلقوا هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ومنددة بالرئيس الأميركي جورج بوش· الى ذلك، ألمحت السفارة الاميركية في دمشق امس الى أنها قد تتوقف عن تقديم خدماتها لأجل غير مسمى، على خلفية تداعيات الغارة، وقالت في بيان: ''إن الحكومة السورية دانت الغارة، واعتبرت أنها اعتداء إرهابي، وحملت الولايات المتحدة مسؤولية العمل العسكري وتداعياته وعلى الجالية الأميركية في سوريا أن تدرك أن أحداثاً أو ظروفاً غير متوقعة قد تحصل وتؤدي الى إغلاق السفارة الى اجل غير مسمى''، كما دعت السفارة افراد الجالية إلى الحفاظ على أمنهم الشخصي، عبر تفادي الأماكن التي شهدت تظاهرات· من جهتها، قالت الحكومة العراقية إنها ستتبادل مع سوريا نتائج تحقيق يجري في الغارة الأميركية· وقال المركز الوطني للاعلام في بيان: ''سوف نقدم كافة المعلومات والبيانات إلى الجانب السوري الشقيق حال اكتمال التحقيقات''· واضاف ''أن هذا الحادث يؤكد مجدداً الأهمية القصوى على التعاون والتنسيق الأمني المشترك بين البلدين الشقيقين لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً، كما يتطلع العراق ألاَّ يؤدي هذا الحادث المؤسف إلى تعكير صفو العلاقات الأخوية بين الشعبيين الشقيقين''· وعلى الصعيد الأميركي، استمر الحديث عن الغارة، لكن خارج الإطار الرسمي· ووفق رواية مصدر في ''البنتاجون'' لـ''الاتحاد'' ''فإن عملية البوكمال كانت من تخطيط أجهزة الاستخبارات الأميركية وإنها تمت بتنسيق مسبق مع أجهزة الاستخبارات السورية كغيرها من العمليات التي حصلت في السابق''· واعتبر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ''ان الاعتراض السوري والمواقف المستنكرة التي صدرت في دمشق قد تكون من ضمن الاتفاق ايضاً''· واشار الى ''ان التنسيق السوري الاميركي ليس جديداً وهو مستمر ومتواصل منذ أكثر من خمس سنوات رغم الضجيج الذي يعلو احياناً ويهبط حيناً''، وقال: ''هذا هو عالم الاستخبارات وخصوصاً في هكذا نوع من القضايا''· واستغرب المدير السابق لمكتب المشرق في وزارة الدفاع أثناء ولاية وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد المدير الحالي لبرنامج السياسات العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى دايفيد شانكر، طرح سؤال عن أسباب قيام الولايات المتحدة بتنفيذ هذه العملية في الأراضي السورية لملاحقة جماعات إرهابية، في الوقت الذي لا تصدر ردود فعل حول عمليات مماثلة في بلدان اخرى· وقال لـ''الاتحاد'' ''إن عملية البوكمال حصلت كما كان يحصل غيرها بتنسيق كامل مع الاستخبارات السورية، فأين الجديد في الموضوع ؟''· وإذ أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس في كلمة في معهد كارنيجي للسلام في واشنطن ''أن الولايات المتحدة تبنت سياسة دفاعية ثلاثية جديدة تقوم في أحد جوانبها على شن الغارات الجوية بغية ردع دول تشكل خطراً على جيرانها''، نقلت مجلة ''ذي نيو ريبابليك'' عن مسؤول عسكري أميركي معلومات بـ''أن هدف الغارة كان رجلاً يدعى بدران تركي هشام المزيدي الملقب بأبي غدية''· وأضافت أن ملاحقة مسؤولين استخباراتيين أميركيين لـ''أبو غدية'' بدات العام 2004 لضلوعه بدور بارز في الأعمال الإرهابية في العراق عبر مساعدته للمقاتلين في العراق ونقل مسلحين أجانب وأموال واسلحة· وقال المسؤول العسكري للمجلة ''إن القضاء على أبو غدية يشكل نصراً هاماً على تنظيم القاعدة في العراق''· ونسبت المجلة الى ثلاثة مصادر من الإدارة الأميركية معلومات تفيد بوجود مرحلة جديدة في الحرب على الارهاب وضعت قيد التنفيذ في يوليو الماضي، وأضافت ''أن إدارة الرئيس جورج بوش أعطت الجيش رسميا صلاحيات جديدة لضرب معاقل آمنة للإرهابيين خارج العراق وافغانستان· وأوضحت المجلة أنه فيما كانت اي غارة عسكرية على بلد مثل سوريا او باكستان تحتاج الى موافقة بوش شخصياً، أصبح الآن قرار القيام بها في المنطقة يعود الى تقدير قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال دايفيد بترايوس الذي يملك الآن سلطة ما وصفته بـ''خوض حرب قذرة'' في المنطقة، دون العودة الى الرئيس· وأشارت المجلة إلى أن النظام الجديد من شأنه تمهيد الطريق لعمليات عسكرية اميركية مباشرة في كل من كينيا وباكستان والسودان وسوريا واليمن وكل الأماكن التي تعتقد الاستخبارات أن لـ''القاعدة'' وجود هام فيها· وأضافت: ''إنه على الرغم من أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن زعماء بارزين في ''القاعدة'' مثل سيف العدل يتخذون من إيران قاعدة لهم لمساعدة تنظيم ''طالبان'' الأفغاني وتنظيم ''القاعدة'' في كردستان العراق، إلا أن قرار اتخاذ خطوات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية يجب أن يوقع عليه رئيس هيئة الأركان المشتركة لما لإيران من قدرة على الانتقام في الغرب''
المصدر: واشنطن- دمشق- بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©