الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدق .. طريق النجاة و?جامع للخيرات?

13 يونيو 2018 18:32
أحمد محمد (القاهرة) الصدق، خلق نبيل ومن أسس الفضائل به تستقيم الحياة وتسير، يعلي صاحبه ويرفع منزلته عند الله وعند الناس، فيكون محترم الكلمة محبوباً إليهم مقبول الشهادة والحديث، ولقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى مسألة تربوية عظيمة، وهي طريق تربية الخلق وتكوينه وتقويته في النفس، بأن يتحرى الإنسان القول الجميل والصنع المجيد، قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.....». قال المباركفوري في «تحفة الأحوذي»، في شرح الحديث، الزموا الصدق وهو الإخبار وفق ما في الواقع، فإن الصدق يهدي صاحبه إلى البر، وهو اسم جامع للخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات، وإن البر يهدي إلى الجنة، والصدق مطابقة الخير للواقع، يعني أن تخبر بشيء فيكون الخبر مطابقاً للواقع، والصدق يكون باللسان، ومتى طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق بالأفعال، ثم بين النبي عليه الصلاة والسلام عندما أمر بالصدق عاقبته فقال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة»، والبر كثرة الخير، وهو من نتائج الصدق، ومنه أسماء الله «البَرّ»، أي كثير الخير والإحسان عز وجل. وقال النووي، هذا فيه حث على تحري الصدق، وهو قصده والاعتناء به، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه، فإنه إذا تساهل فيه كثر منه، فعرف به، وكتبه الله لمبالغته صديقاً إن اعتاده، أو كذّاباً إن اعتاده، فيكتب ويحكم له بذلك، ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم، أو صفة الكذابين وعقابهم، والمراد إظهار ذلك للمخلوقين، إما بأن يكتبه في ذلك، ليشتهر بحظّه من الصفتين في الملأ الأعلى، وإما بأن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم. والصدق طريق النجاة، أحد المقوّمات والدعائم الأساسية التي يقوم عليه المجتمع الناجح، لما له أثر كبير على حياة الفرد بشكل عام، وتآزر المجتمع بشكل خاص، ولا يقتصر الصدق على القول والأحاديث، بل يتعدى ذلك إلى دلالاتٍ أخرى، في القول والعمل، والإرادة والعزم، فالمسلم الصادق مع نفسه، ومع ربه، ومع الناس يستطيع تحقيق انسجام داخلي مع نفسه، وهذا يؤثر على استقامته مع الناس، ويبني علاقة عامرة مع الله، لأن الصادق هو الذي يستطيع نفع وتقديم كل ما هو خير لغيره، وعندما يصاحب المسلم الصادقين، فإنه يأخذ من آدابهم وأخلاقهم، وعلمهم وأحوالهم، وهذا كله مدعاة لنجاة المرء. والصدق سبيل الأمة للنجاة من المهالك، ومرتبته تلي مرتبة النبوة في الإسلام، ويدل هذا على أهمية الصدق في حياتنا الدينية والدنيوية، فهو يبلغ أعلى الدرجات، يصلها المسلم حين يرتقي بتفاصيل حياته بصدق في الأقوال والأفعال والنوايا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©