الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة القدر.. خير من ألف شهر

13 يونيو 2018 18:32
حسام محمد (القاهرة) عندما دخل رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم». يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء: ليلة القدر شرَّفها الله سبحانه وتعالى وكرَّمها، حيث أنزل فيها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قانون السماء لهداية الأرض، ودستور الخالق لإصلاح الخلق: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، «سورة القدر: الآية 1»، ولهذا فإن هذه الليلة تحظى بهذين الوصفين ليلة القدر، والليلة المباركة كما في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، «سورة الدخان: الآية 3». وقد اختلف العلماء في سبب تسميتها بليلة القدر، فقال البعض لأنّ الله يقدّر ما سيكون في تلك السنة للعبد، وقال البعض الآخر: لأنّها ليلة قديرة ذات مكانة عالية عند الله ولأنها خير من ألف شهر، وبها أنزل الله كتابه الكريم، وقيل لأنّها ليلة تنزل بها الملائكة، ومع معانيها المتعدّدة فهي ليلة عظيمة بقدرها، قال الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، «سورة القدر: الآيات 3 و4»، قال ابن كثير: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم تعظيماً له، وسلام هي من كل أمر، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو أذى. واتفق العلماء على أنها في العشر الأواخر، كما أنه من الخير للمسلمين ألا يعلموا وقتها من شهر رمضان، حتى يجتهدوا في العبادة فيه كله بغية إصابتها، بخلاف ما إذا علموا عينها، فإن هممهم تتقاصر على قيامها دون سائر ليالي الشهر أو العام، فتقل عبادتهم في غيرها، وهذا يتنافى مع ما قصد إليه الشارع، وقد روي عن النبي أمارات هذه الليلة وأنها تبدو لناظرها صافية مضيئة كأن فيها قمراً ساطعاً، وأن الطقس فيها معتدل والشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها، كالقمر ليلة البدر، فقد قال رسول الله: «ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، وتصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء»، وإذا كان الدعاء مستحباً في كل الأوقات إلا أن الإكثار منه في شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه وفي أوتاره مستحب أكثر، ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه: فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، قال النووي: «إيماناً» أي تصديقاً بأنه حق، و«احتساباً» أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والقيام صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها?.?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©