دبي (الاتحاد) - استحوذت شركات الطيران الاقتصادي على نحو 23% من إجمالي قطاع النقل الجوي في السوق الإماراتية خلال العام الماضي، لتسجل أعلى نسبة بين شركات القطاع في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لتقرير أصدرته شركة “أماديوس” خلال سوق السفر العربي «الملتقى» في دبي أمس.
وأظهر تقرير الشركة المتخصصة في تكنولوجيا السياحة والسفر، بروز مطارات أبوظبي ودبي والدوحة كمراكز سفر عالمية في رحلات الربط الجوي خلال العام الماضي.
ونوه باستحواذ كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، على أكثر من 53% من حركة المغادرين من منطقة الشرق الأوسط كنقطة انطلاق أولى لهم خلال عام 2012، بنحو52,8 مليون مسافر من أصل 99 مليون مسافر غادروا عبر مطارات المنطقة.
وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في صدارة الوجهات الأبرز والأكثر نشاطاً في مجال النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط، بينما سجلت قطر أعلى معدل نمو.
وتشير البيانات الصادرة إلى أن حركة الرحلات الجوية من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر سجلت نمواً بمعدل 10% خلال عام 2012 مقارنة بالعام الماضي، لتتجاوز بفارق كبير معدل النمو الذي سجلته عموم أسواق الشرق الأوسط والذي بلغ 2%.
وقال أنطور مدوّر، نائب رئيس أماديوس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال المؤتمر الصحفي لاستعراض التقرير، إن هذه النتائج التي بنيت على بيانات تم الحصول عليها مباشرة من خلال حل أماديوس لدراسة حركة النقل الجوي، توفر لمحة دقيقة عن توجهات قطاع الطيران متسارع النمو في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن هذه المعلومات ستسهم في تعزيز قدرة صناع القرار في قطاع النقل الجوي على مواءمة عملياتهم التشغيلية بما ينسجم مع تغيرات السوق المختلفة.
ووفقا لنتائج التقرير، ازداد عدد المسافرين على متن الرحلات القارية انطلاقاً من دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو (15,7 مليون مسافر) خلال عام 2012، لتتفوق بذلك على المملكة العربية السعودية (7,8 مليون مسافر) وقطر (2,8 مليون مسافر).
كما سجلت دولة الإمارات أعلى معدل للمسافرين على متن الرحلات القارية (68%) مقابل المسافرين إلى وجهات محلية ضمن الدولة ومنها إلى وجهات أخرى في المنطقة (32%)، وجاءت قطر في المرتبة الثانية على صعيد المسافرين على متن الرحلات القارية بمعدل 59%، فيما أظهر التقرير أن خط “دبي-لندن” كان الأكثر نشاطاً على مستوى السوق الإماراتية.
وبلغت نسبة المسافرين على متن الرحلات القارية في المملكة العربية السعودية 31%، حيث تصدرت السوق السعودية جميع أسواق منطقة الشرق الأوسط من حيث إجمالي عدد المسافرين على متن الرحلات المحلية- 11.1 مليون مسافر، ما يمثل 44% من إجمالي عدد المسافرين من المملكة. وكان خط “جدة-الرياض” الأكثر نشاطاً بين بقية الخطوط المحلية في المملكة.
وحول الأسباب التي تعزى إليها هذه البيانات التي كشف عنها تقرير أماديوس، قال أنطوان مدور: “يعد تنامي أهمية الاقتصاد الكلي للمنطقة العامل الأبرز وراء ارتفاع الطلب على خطوط قارية محددة، لا سيما تلك التي تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي والقارة الأوروبية وجنوب آسيا. ويتضمن ذلك تنامي تعداد المغتربين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وما يرافقه من ازدياد الطلب على الرحلات الجوية لهؤلاء المغتربين الذين يقومون بزيارة بلدانهم بانتظام. ومن جهة أخرى، فإن نمو الطلب على الخطوط المحلية في السعودية لا يعزى فقط إلى اتساع مساحتها الجغرافية، بل يرجع أيضاً إلى سفر آلاف الحجاج ضمن المملكة”.
وفقاً لبيانات التقرير، ارتفعت الحصة السوقية لشركات الطيران منخفض التكلفة العاملة في منطقة الشرق الأوسط من 11.7% في عام 2011 إلى 13.5% خلال عام 2012، وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع المناطق الأخرى مثل أوروبا وجنوب آسيا وأميركا الشمالية. أما في السوق القطرية، فقد بلغت الحصة السوقية لشركات الطيران منخفض التكلفة 8% من إجمالي قطاع النقل الجوي، و9% في السوق السعودية.
وتابع مدور: “تتمتع شركات الطيران منخفض التكلفة في المنطقة بمكانة قوية تؤهلها لزيادة حصتها السوقية في قطاع النقل الجوي، لا سيما وأن سعر التذكرة يمثل عاملاً عالمياً يؤثر على قرار المسافر فيما يتعلق باختيار شركة طيران معينة للسفر معها- كما تمثل مرونة جداول الرحلات وجودة الخدمة أولويات أيضاً بالنسبة للمسافر”.
مراكز سفر عالمية
وفيما يتعلق بحركة رحلات الربط، أظهرت منطقة الشرق الأوسط أداءً قويا، حيث تشهد ثلاثة مطارات رئيسية هي دبي والدوحة وأبوظبي، نشاطاً مرتفعاً على مستوى رحلات الربط بمعدل يصل إلى 50%، بزيادة سنوية قدرها 10%، بينما أظهرت مطارات رئيسية أخرى بالمنطقة (مثل جدة والرياض أو القاهرة) معدلات مرتفعة لحركة رحلات الربط بلغ حوالي 10%.
وتخدم مطارات دبي والدوحة وأبوظبي مجتمعة حوالي 15% من إجمالي رحلات الطيران بين أسيا وأوروبا، وأوروبا وجنوب أسيا. ومن المثير للاهتمام بشكل خاص أن حركة الطيران بين أوروبا وآسيا تنمو بمعدل 7% تقريبا عاما بعد عام، بينما حركة الطيران بين هاتين القارتين مروراً بالشرق الأوسط قد نمت بنسبة 20% تقريبًا بين عامي 2011 و2012.
عدد اليوم
