الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكر الله في وقت العمل.. يربط حركة المخلوق بربه

13 يونيو 2018 18:32
سعيد ياسين (القاهرة) ورد التسبيح في زمن «الْغُدُوِّ» في القرآن الكريم، في خمسة مواضع، في ثلاثة منها مع زمن «الآصال»، وفي موضع مع «العشي»، وفي موضع مع «الرَّوَاح»، فالغدو بمعنى المجيء يطلق على فترة غدو الشمس أي مجيئها ما بين بزوغ الفجر إلى ما قبل الظهيرة حين تكون الشمس عمودية على الأرض، ففي هذه الفترة تعلو الشمس تدريجيا في السماء من لحظة طلوعها حتى الظهيرة، والعشي بمعني الانصراف يطلق على فترة عشي الشمس أي انصرافها، ما بعد الظهيرة إلى غروب الشمس. قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)، «سورة النور: الآية 36»، وقال الإمام متولي الشعراوي: اتخذ الله له بيتاً في الأرض، هو أول بيت وُضِع للناس، ثم تعددت بيوت الله التي اختارها خَلْقه، وقد رُفِعَت بالطاعة والعبادة، فالمسجد مكان للعبادة لا يُعصَى الله فيه أبداً على خلاف البيوت والأماكن الأخرى، فعظّم الله بيوته، وعظّم روادها أن يشتغلوا فيها بالأمور الحياتية الدنيوية، وجعل الأرض كلها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم مسجداً وطهوراً، والمسجد خُصِّص للعبادة، ولا نذكر فيه إلا الله، أمّا الأماكن الأخرى فتصلح للصلاة، وأيضاً لمزاولة أمور الدنيا. ثم يقول تعالى: (... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِلْغُدُوِّ وَلآصَالِ)، «سورة النور: الآية 36»، أي في المساجد التي جُعِلَتْ لتسبيح الله، والغُدوُّ يعني الصباح، والآصال يعني المساء، فهي لا تخلو أبداً من ذكْر الله وتسبيحه، وقد وصف هؤلاء الذين يعمرون بيوت الله بالذكر والتسبيح بأنهم: (رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ للَّهِ ...)، «سورة النور: الآية 37». وفي تفسير بن كثير: (... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِلْغُدُوِّ وَلآصَالِ) في البكرات والعشيات، والآصال جمع أصيل وهو آخر النهار، وقال علي بن أبي طلحة: الغدو صلاة الغداة، والآصال صلاة العصر، وهما أول ما افترض الله من الصلاة، فأحب أن يذكرهما وأن يذّكر بهما عباده. وفي ذكر الغدو والآصال خاصة حكمة: وهي أن المقصود أن يكون التسبيح مع الحركة، بحيث يربط الإنسان حركته في الحياة بخالقه سبحانه وتعالى، لأن في ذكر الله عند الحركة افتقاراً إليه سبحانه وتذكيراً للمسلم أنه من الله وبالله، فلا يغتر، ولا يتعالى بما يتعاطاه حينما يرجع من عمله في وقت الأصيل ما بين العصر إلى غروب الشمس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©