الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصير عمرة» .. حصن حامية لمواجهة التهديدات

«قصير عمرة» .. حصن حامية لمواجهة التهديدات
13 يونيو 2018 18:34
مجدي عثمان ? (القاهرة) ? قصر «عمرة» أو قصير عمرة، في شمال الصحراء الأردنية في محافظة الزرقاء على بُعد 85 كم شرقي عمّان، على حافة وادي البطم، يشكل المبنى جزءاً من مجموعة مبان تصل مساحته إلى 62 فداناً، حيث توجد على مقربة منه أطلال قلعة صغيرة تضم حامية من الجنود، وتتألف من مجموعة حجرات استخدمت لإقامة حاشية الخليفة، باني القصر وخدمه. وقد شُيد القصر الصغير على هضبة بجوار نهر وبمحاذاة وادي البطم، لذا يطلق عليه «قصير عمرة»، ويُقال إن القصر كان يستخدم لرحلات صيد بني أمية، ومقراً لاستراحة الأمراء الأمويين. ويُجمع علماء الآثار أن القصر يعود للخليفة الأموي الوليد الأول بن عبد الملك، الذي بناه بين العامين 705 و715م، والذي غزت في عهده الجيوش شبه جزيرة آيبيريا مؤسسة لما عُرف لاحقاً بإمارة «الأندلس»، وإن كان البعض يرجح أن بانيه هو ابن أخيه الوليد بن يزيد، الذي أشارت إليه المصادر العربية بأنه قضى فترة من حياته في منطقة الأزرق، واستمرت زخرفة القصر حتى عهد الخليفة هشام بن عبدالملك «105 - 125هـ». وحديثاً استدل على الباني بأنه الوليد الثاني بن يزيد بن عبد الملك، بعد العثور على نص مكتوب فيه «اللهم أصلح عبدك الوليد بن يزيد..». والعمارة الداخلية للقصر تشبه القلعة، حيث كان يستعمل كحصن ويضم حامية حربية لمواجهة التهديدات، بالإضافة إلى أنه كان سكناً مؤقتاً للخلفاء والأمراء الأمويين، عند الخروج لرحلات الصيد في الصحراء، وتم تشييد القصر من الحجر الجيري والبازلت. يتكون القصر من قاعة استقبال كبيرة مستطيلة الشكل ذات عقدين يقسمانها إلى ثلاثة أروقة لكل رواق قبو نصف دائري وسقف مقبب ثلاثي فوق المدخل الرئيس على الواجهة الشرقية، بينما تضم الأجنحة الغربية خزائن صغيرة، ويتصل الرواق الأوسط في الجهة الجنوبية بحنية كبيرة على جانبيها غرفتان صغيرتان تطلاّن على حديقتين كانتا تستخدمان للقيلولة، وتزدان أرضية الغرف والقاعة بالفسيفساء التي تمثّل زخارف نباتية. وللقصر حمام مجاور لقاعة الاستقبال على النظام الهيدروليك، يتكون من ثلاث قاعات، الأولى ذات سقف من قبو نصف دائري وهي الباردة والثانية سقفها من قبوين متقابلين وهي فاترة والثالثة الساخنة تعلوها قبة نصف كروية، والأخيرة مزودة بأنابيب للبخار، وزود القصر بشبكة مائية تمر من تحته، حيث تحتوي ساحة القصر على بئر ماء عمقها 40 متراً وبقطر 1.8 متر تتسع لـ 1000 متر مكعب من الماء، الذي كان يمتلئ في موسم هطول الأمطار من وادي البطم، وكان يتم رفع الماء منها بواسطة ساقية قديمة ويوضع في خزان. ويحتوي القُصير على لوحات جدارية تزين جدرانه وسقوفه في الداخل، منها رسومات تصور رحلات صيد الأمراء الأمويين، وبعض تلك التصاوير معروض في متحف بيرجامون ببرلين. ولعل أهم جدارية بقاعة الاستقبال هي مشهد الملوك الستة الواقفين في صفين، وقد فقدت الصورة الكثير من معالمها بسبب التلف، وأسماء هؤلاء الملوك محفورة على الجدار باللغة الإغريقية وتحتها باللغة العربية، وهم الإمبراطور البيزنطي قيصر، والملك القوطي رودريج، وامبراطور الفرس خوسرو المعروف عند العرب بـ «كسرى»، وملك الحبشة «النجاشي»، وإمبراطور الصين و«الخاقان» التركي. وملوك الصف الأول يمدون أيديهم مفتوحةً في لفتة تكريم للخليفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©