أمامة.. حفيدة النبي المحببة إلى قلبه

القاهرة (الاتحاد) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، ولدت سنة ثماني من الهجرة، حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم، جدتها لأمها أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، أمها زينب بنت النبي، تزوجت من عليّ بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة، وولدت له محمد الأوسط. نشأت في أطهر بيت، وأتت من خير نسب، فاقتبست معالم الخير والفضائل، بعد وفاة أمها، رباها النبي صلى الله عليه وسلم على مبادئ الإسلام منذ طفولتها المبكرة، وغرس فيها بذور الخير، فسرت في نفسها محبة الله ورسوله، وتذوقت حلاوة الإيمان وتزودت بزاد التقوى، وتعلمت إيثار الآخرة على متاع الدنيا الفاني، لقيت من جدها صلى الله عليه وسلم ما افتقدته برحيل أمها، وحظيت بحبه واستأثرت بعطفه، كان يبرها ولا يطيق فراقها حتى أنه صلى ذات مرة وهو يحملها يرفعها إذا قام، ويمسك بها إذا وضع راكعاً أو ساجداً، وأخصها بالهدايا، روت عائشة رضي الله عنها تقول: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزع خرز ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كلهن وأمامة بنت زينب بنت رسول الله - وهي بنت العاص بن الربيع - جارية تلعب في جانب البيت، فقال صلى الله عليه وسلم: «كيف ترين هذه؟» فنظرن إليها فقلن: يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب، فقال: أرددنها إلي، فلما أخذها قال: والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي، قالت عائشة: فأظلمت علي الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ثم نادى أمامة حفيدته، فعلقها في عنقها فسري عني، وروت أيضاً رضي الله عنها أن النجاشي أهدى النبي صلى عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه أمامة رضي الله عنها. تنافست بيوت مكة وأشرافها على الظفر بها عروساً، بعد وفاة خالتها فاطمة الزهراء رضي الله عنها، تزوجت أمامة من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فأحسنت العشرة، وضربت أبلغ المثل في وفاء الزوجة الصالحة المطيعة، وإخلاص المحبة، وصدق الإيمان، تعينه على الخيرات وشاركته الجهاد وظهر المعدن الطيب في أشد فترات حياته حرجا، خاصة أثناء موجات الفتن وموقعة الجمل، وصفين، حتى استشهد، فتأثرت وحزنت عليه حزنا شديداً واحتسبته عند الله، وفقدت بغيابه زوجاً ونصيراً. أوصاها علي رضي الله عنه لما شعر بأن الأجل قريب قائلاً: إن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيراً، وبعد انقضاء عدتها أرسل إليها معاوية بن أبي سفيان يخطبها، وبناء على الوصية أرسلت إلى المغيرة تقول: إن معاوية قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فبادر إليها، فتزوجت من المغيرة بن نوفل، وولدت له يحيى، وبقيت حتى توفيت عنده.