عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
تضاعفت أرباح 30 شركة وساطة عاملة في أسواق الأسهم المحلية خلال الربع الأول من العام الحالي بأكثر من 5 مرات، فيما خرجت 16 شركة أخرى من دائرة الخسائر التي لازمتها على مدار السنوات الخمس الماضية منذ الأزمة المالية العالمية، وبقيت شركتان على خسارتهما.
وجاءت هذه المكاسب بدعم من الطفرة التي شهدتها أسواق الأسهم منذ بداية العام، حيث ارتفعت تداولاتها خلال الربع الأول بنسبة 383,5% لتصل إلى 162 مليار درهم من 33,5 مليار درهم في الربع الأول من العام الماضي.
وبلغت قيمة العمولة المستحقة عن هذه التداولات 890 مليون درهم، بلغت عمولة الوسطاء منها نحو 486 مليون درهم.
ووفقا للنتائج المالية لـ 48 شركة وساطة عاملة في أسواق المال المحلية، نمت أرباح 30 شركة بنسبة 544% خلال الربع الأول لتصل إلى 285 مليون درهم مقارنة مع 44,2 مليون درهم، فيما بلغت ربحية 16 شركة متحولة من الخسارة نحو 32,2 مليون درهم من خسارة بقيمة 9,2 مليون درهم في الربع الأول من العام الماضي.
وبقيت شركتان فقط على خسارتهما، وهما الأوراق المالية والاستثمار بخسارة قيمتها 55,5 ألف درهم مقارنة مع خسارة بقيمة 1,1 مليون درهم، فيما بلغت خسارة شركة وورلد فايننشال 241,6 مليون درهم من خسارة بقيمة 557,6 ألف درهم في الربع الأول من العام الماضي.
واجمع مدراء شركات وساطة على أن التعافي الكامل لأسواق المال المحلية في العام الماضي وفر نشاطاً غير مسبوق أمام شركات الوساطة مكنها من الخروج من الخسائر المتراكمة التي تجاوزت المليار درهم على مدار أربع سنوات منذ الأزمة المالية في العام 2008.
وخرجت نحو 59 شركة وساطة من أسواق الأسهم خلال السنوات من 2009 -2011 بسبب ضعف النشاط في الأسواق، وتراكم الخسائر لديها، فيما بقيت 48 شركة تزاول النشاط حتى الآن.
ويتوقع أن يؤدي تعديل هيئة الأوراق المالية والسلع لنظام الوسطاء والذي يتضمن تقسيم شركات الوساطة إلى تصنفين بما يؤدي إلى خفض رأسمال شركة التداول والتقاص إلى 10 ملايين درهم من 30 مليون درهم، إلى تشجيع عدد كبير من شركات الوساطة التي خرجت من الأسواق إلى استئناف نشاطها، فضلاً عن دخول شركات جديدة.
وطرحت الهيئة، النظام الجديد على شركات الوساطة لاستطلاع آرائها قبل العمل به، وسط تحفظ من شركات وساطة كبرى من ازدحام الأسواق من جديد بالشركات على غرار ما حدث قبل الأزمة المالية، بحسب ما قال لـ «الاتحاد» مرتضى الدندشي الرئيس التنفيذي لشركة الرمز للأوراق المالية.
وأضاف أن خفض رأسمال شركات الوساطة سيؤدي إلى زيادة عدد شركات الوساطة بشكل كبير، وستكون الأسواق مضماراً لغير المحترفين بأن يحصلوا على الترخيص، مما يسبب أضراراً جسيمة على الصناعة، وعلى السوق المالي ومستوى الخدمات المقدمة من شركات الوساطة، وبالتالي كفاءة السوق المالي والاقتصاد بشكل عام.
وأظهرت النتائج المعلنة، أن شركات الوساطة الكبرى والتي يتراوح عددها بين 10 و15 شركة سجلت أكبر حجم من الأرباح، وحافظت شركة الرمز للأوراق المالية على ترتيبها في قائمة شركات الوساطة الأكثر نشاطاً من حيث التداولات والربحية في الأسواق، ونمت أرباحها للربع الأول بنسبة 770% لتصل إلى 55,7 مليون درهم، من 6,4 مليون درهم، بما يعادل 19,5% من إجمالي ربحيتها الـ 30 شركة، وبلغ إجمالي إيراداتها 75 مليون درهم من 11,6 مليون درهم في الربع الأول من العام الماضي.
وحلت شركة شركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية في المرتبة الثانية بأرباح بلغت 34,5 مليون درهم من 2,2 مليون درهم، وشركة ميناكورب في المرتبة الثالثة بأرباح قيمتها 20,8 مليون درهم مقارنة مع مليون درهم فقط في الربع الأول من العام الماضي، فيما جاءت شركة أبوظبي الإسلامي للخدمات الإسلامية، في المرتبة الرابعة بقيمة 20,4 مليون درهم، وشركة المشرق للأوراق المالية خامساً بأرباح بلغت 19,1 مليون درهم، وشركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية سادساً بأرباح قيمتها 16,8 مليون درهم.
وحققت شركة الإسلامي للأوراق المالية التابعة لبنك دبي الإسلامي نمواً في أرباحها الفصلية بنسبة 1425% لتصل إلى 9,4 مليون درهم من 616,2 ألف درهم، فيما نمت أرباح شركة الوساطة التابعة لبنك الخليج الأول بنسبة 151,7% لتصل إلى 933,4 ألف درهم من 370,8 ألف درهم، وقفزت أرباح شركة الوساطة التابعة لشركة دار التمويل المصرفية إلى 3,7 مليون درهم من 87,7 ألف درهم.
وارتفعت أرباح شركة الضمان للوساطة التابعة لشركة ضمان للاستثمار بنسبة 287% إلى 8,9 مليون درهم من 2,3 مليون درهم، ونمت أرباح شركة الأنصاري للأوراق المالية بنسبة 1983% لتصل إلى 8,5 مليون درهم من 408 آلاف درهم، ومركز الشرهان للأسهم بنسبة 341% إلى 9,7 مليون درهم من 2,2 مليون درهم.
ومن أبرز الشركات التي استفادت من طفرة الأسواق، وتحولت إلى الربحية من الخسارة في الربع الأول من العام الماضي، شركة أبوظبي التجاري للأوراق المالية، وحققت أرباحا بقيمة 8,9 مليون درهم من خسارة بقيمة 934 ألف درهم، وشركة الفجر للأوراق المالية بقيمة 1,3 مليون درهم من خسائر بقيمة 941,6 مليون درهم، وشركة دبي التجاري للأوراق المالية التابعة لبنك دبي التجاري بأرباح قيمتها 2,5 مليون درهم من خسارة بقيمة 194,5 ألف درهم.
وتحولت شركة الوساطة التابعة لبنك HSBC إلى الربحية بقيمة 474 ألف درهم من الخسارة بقيمة 680 ألف درهم، وشركة الفردان للوساطة مليون درهم من الخسارة بقيمة 320 ألف درهم.
عدد اليوم
