الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عمار الجنيبي: أشعر بالندم لدخولي «سلك التحكيم» وأفكر في الاعتزال!

عمار الجنيبي: أشعر بالندم لدخولي «سلك التحكيم» وأفكر في الاعتزال!
15 يناير 2014 23:05
معتز الشامي (دبي)- لا تزال أصداء التعدي على الحكم حمد الشيخ، تلقي بظلالها على «قضاة الملاعب»، مهما كان الحديث عن حل للأزمة، لأن الواقع يقول إن هناك حالة من الحزن الممزوجة بالغضب، في صدر كل حكم، ليس على الحالة نفسها، ولكن بسبب الظروف المحيطة ببطولة دوري الخليج العربي لكرة القدم هذا الموسم، وكثرة الانتقادات والضغوط والهجوم على التحكيم الذي وصل إلى صورة غير مقبولة في كثير من الأحيان، لدرجة دفعت إدارة اتحاد الكرة للتحرك، واتخاذ خطوات إدارية داخلية، وهو ما فعلته لجنة الحكام برئاسة محمد عمر، من خلال قرارات عدة، هدفها السيطرة على الوضع القائم، وإعادة السيطرة على زمام الأمور. التقت «الاتحاد» الدكتور عمار الجنيبي الحكم الدولي، وأحد «القضاة» أصحاب الأداء المتميز هذا الموسم، الذي أكد أن ما يحدث أصاب جميع القضاة بحالة من الإحباط واليأس، لدرجة أصبح الحديث معها عن ضرورة عودتهم للتألق، أمر غير محبب أو منتظر. وكشف الجنيبي عن أنه فكر جدياً في ترك مجال التحكيم، والابتعاد عنه تماماًَ، بعدما وصلت الحالة إلى درجة الإهانات والتطاول والانتقادات غير المبررة، سواء في استوديوهات التحليل، أو في المدرجات، أو حتى في الطرقات المؤدية إلى ملعب المباراة. وقال الجنيبي: «الكل ينتقد، ولكن لا يسمعنا أحد، فلا يوجد تعاون من إدارات الأندية تجاه الأطقم التحكيمية، وعلى الحكم أن يواجه لاعبين في حالة من الشحن ضده، وإداريين يصرخون، ومدربين يرفضون قراراته، وإعلام يهاجمه، وجماهير تتطاول عليه، ومحللين يختلفون فيما بينهم من قناة إلى أخرى في القرار نفسه، لأنه في النهاية تقديري، ويقبل الرأي والرأي الآخر، ولكن البعض يسعى لإثارة الجماهير وأطراف اللعبة على التحكيم كله لأهداف غير معلومة». وأضاف: «جميع القضاة يشتكون، ومنذ أن تطأ قدم الحكم ملعب مباراة يجد روحاً عدائية من اللاعبين والإداريين، ويشعر بالضغط، نظراً لكثرة الاعتراضات عليه حتى من قبل بداية المباراة، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن الحكم يخطئ لأنه بشر، وهذا أمر طبيعي، ولا توجد مباراة دون أخطاء تحكيمية مهما حدث». وعن تعرضه هو للضغوط قال: «أصبح لديّ خبرة في التعامل مع الضغوط، وأستطيع إبعاد نفسي عنها، ولكني أتحدث بلسان «القضاة» خاصة غير الدوليين أو الجدد، ودائماً ما يدخلون المباريات تحت الضغط، إما من إدارات الأندية أو اللاعبين والإداريين والجماهير، حتى لجنة الحكام، تشكل ضغطاً رهيباً على «القضاة» لأنها تشدد على ضرورة عدم الوقوع في أخطاء، وهناك برلمان أسبوعي تتم خلاله مناقشة الحالات، وهناك أسلوب عقاب يتعرض له الحكم بسبب قرار تقديري اتخذه في ثانية أو ثانيتين خلال المباراة». وأشار عمار الجنيبي إلى أن لجنة الحكام تقوم بجهود جبارة، ويعترف بأن الموسم الجاري تم توفير كل عوامل النجاح منذ بداية معسكر الإعداد، كما يوجد خبير فني هو السنغافوري شمسول على أعلى مستوى وأفاد القضاة كثيراً، ولكن ما يطلبوه مستقبلاً، هو أن تشكل اللجنة درعاً واقياً وحائط صد مع اتحاد الكرة، لحماية جميع القضاة، وأن تتحرك وأولاً بأول، بأن تقف مع الحكام، وتصدر بيانات ضد من يتحدث بسوء عن التحكيم، خاصة من يطلقون أحكاماً وتقييمات على الهواء من المحللين للأداء التحكيمي». خط دفاع وأضاف: «قديماً كان هناك خط دفاع عن الحكم، واللجنة لم تكن تسمح بالنيل من القضاة، ونتمنى أن تهتم اللجنة خلال الفترة القادمة بإعادة تجديد هذا الدور، وثقتنا كبيرة في محمد عمر الذي يقوم بجهود جبارة، ويجد كل احترام وتقدير من جميع القضاة، ولكن وصول الأمر إلى درجة تعرض أحد القضاة للضرب بسبب قرار تقديري، فالأمر يتطلب التحرك السريع والفوري من الآن وصاعداً لمنع تكرار مثل هذه التصرفات، خاصة بعدم السكوت على الانتقادات غير الصحيحة في الاستوديوهات التحليلية، لأن هناك الكثيرين من القضاة يشعرون بضغوط هائلة، ولكنهم لا يستطيعون فتح هذا الملف». غضب الحكام وأوضح الجنيبي أن جميع القضاة يشعرون بالضيق، والكل يتدرب ويحضر للبرلمان ويستمع للمحاضرات، ولكن في ظل شعور بالإحباط نتيجة الضغوط المستمرة من كل صوب وحدب، وقال: «يشعر الحكم أنه وحيد في الملعب، وكأنه في وجه المدفع، فلا مسؤول يدافع عنه ولا أندية ولاعبين يحترموه داخل الملعب، والمهنة أصبحت طاردة للمواهب التحكيمية، وهذا الأمر سيكون له أثاره المدمرة مستقبلاً». إدارات الأندية وتحدث الجنيبي عن دور إدارات الأندية، والتي تعتبر سبباً مباشراً في توتر طاقم التحكيم قبل المباراة، وقال: «هناك غياب تام للتعاون بين إدارات الأندية وأطقم التحكيم المكلفة بإدارة المباريات، وبمجرد وضع قدمنا في الملعب لا نجد معاملة طيبة، بل نعامل كأننا أعداء، ومن المفترض أن تستقبلنا إدارات الأندية بالورد، وتوفير بيئة مريحة دون ضغوط، وأن تتحدث مع لاعبيها بشأن ضرورة احترام قرارات التحكيم والتعاون مع الحكام، ولكن ما يحدث أنه في حالة الخسارة يكون أول من ينتقد ويتطاول ويهين، هم مسؤولو الأندية فوراً بعد المباريات، رغم أنهم في البداية لم يتعاونوا مع الحكم، ومن باب أولى أن يفهم هؤلاء أننا كقضاة ملعب جئنا للتألق مثلما يلعب الفريقان للفوز واللاعبون للتألق، ولكننا نجد دائماً أن هناك عدم تقبل لأي خطأ تقديري ولو كان طفيفاً، من جميع أطراف اللعبة». وأشار الجنيبي إلى أن إدارات الأندية تملك في يدها ردع اللاعبين والمدربين والإداريين، وأن تمنعهم من الانتقاد المستمر للحكم والاعتراض على قراره، وقال: «نضرب مثالاً بحال المدرب زنجا الذي كان عصبياً في النصر، ولا أحد يردعه، بينما تغيير تماماً بتولي منصب مدرب الجزيرة، حيث أصبح أكثر سيطرة على انفعالاته، لأنه بالتأكيد تلقى توجيهات من الإدارة التي طالبته بعدم الاعتراض على قرارات التحكيم بشكل مستمر». ندم وحزن وعن شعوره بعدما زادت موجة الانتقادات، قال: «للأمانة أنا بين فترة وأخرى، أشعر بالندم الشديد على دخولي إلى سلك التحكيم، وأفكر جدياً في الاعتزال والابتعاد عن هذا المجال، الذي دخلته لأن شقيقي الحكم الدولي الأسبق محمد الجنيبي كان يشجعني، ووقتها كان في الساحة الحكم الدولي علي بوجسيم، وللتحكيم طعم مختلف، وللحكم هيبة وقيمة وحتى النقد بحدود، لكن بمجرد دخولي المعترك، رأيت أن التحكيم مرهق بدنياً ونفسياً وذهنياً، وضاغط للأعصاب، وحقيقة أرى أنني ربما أتخذ قرار الاعتزال في أي وقت طالما سوف يستمر الأمر على هذا المنوال، وكنت قررت الرحيل قبل فترة ولكن المقربين رفضوا وطالبوني بالاستمرار». وأضاف: «هناك حالة من الاحتقان غير المسبوق ضد التحكيم، وواقعة التعدي على الحكم حمد الشيخ لم يسبق أن حدث في دورينا، ولا يمكن أن نقبلها، فنحن في الإمارات التي لها خصوصيتها وشعبها لا يعرف مثل هذا الأسلوب العدائي، ولكن ما يحدث يزيد هذه الحالة من الاحتقان، فالكل ينتقد ويصرخ ويبحث عن شماعة يعلق عليها فشله، وعادة ما تكون هي التحكيم». ولفت الجنيبي إلى أن الأمر غير مجزي، فلا مردود مادياً، ولا قيمة مضافة للقضاة بسبب ما يحدث، ومن المعروف أن متوسط دخل الحكم في الشهر يتراوح بين 10 و12 ألف درهم في أفضل الأحوال، وعن هذا الأمر، قال: «نتدرب يومياً ساعة ونصف الساعة، ونجتهد من أجل السعي للتألق، ثم نتعرض لضغوط وإرهاق، والكثيرون منا يضحون بوظيفتهم وبترقياتهم ويحصلون على إجازات متعددة، وتخصم منهم راتبهم، وفي النهاية لا نجد أي تقدير، بل نلقى الإهانات، ونعامل بالتقليل، ونتعرض لشتائم تزعج أهلنا وزوجاتنا وأولادنا، لذلك يجب أن يدرك الجميع أن هيبة الحكم مثل هيبة القاضي، ولو ابني طلب مني دخول سلك التحكيم سوف أمنعه، ولن أنصحه بذلك حتى يتبدل الوضع الراهن». وعن الاستعانة بالقضاة الأجانب قال: «لو فتح الباب للاستعانة بالأجانب، سنرى كيف يكون التعامل والتعاون مع الطاقم الأجنبي من الإدارات واللاعبين، فلن يتحدث أحد عن أخطائهم، ولن ينتقدهم أحد، بينما يحدث معنا العكس، وهو ما يحدث في الدوريات القطرية والسعودية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©