أحيا الأهلي البطولة وأضفى عليها الإثارة، بفوزه على فريق نصر حسين داي في الدقيقة 92.. وكان انتصاراً جسد ما في كرة القدم من دراما تجذب الأنظار.. والطريف أن الإشادة بفوز الأهلي وبلاعبيه وبأنهم نجوم بدا أنه عكس الاتجاه السابق، الذي دار محوره حول مشاركة الأهلي بفريق احتياطي، ومخاطرته بسمعته واسمه، لدرجة مطالبة البعض بمحاسبة حسام البدري على قراره بإراحة نجومه الكبار.
أتوقف هنا عند فكرة التدوير، وتوقيتات الدفع بلاعبين جدد في الفريق.. فالأهلي بما يملكه من إمكانات يملك فريقاً أساسياً أول، وفريقاً أساسياً مكرراً.. وعلى سبيل المثال حمودي وصالح جمعة سيكونان من نجوم الكرة المصرية بمزيد من الفرص.. بما عندهما من مهارات فردية وسرعات.. وكل فريق كبير يلعب على البطولات عليه أن يحسن انتقاء لاعبيه الجدد، ويكون ذلك وفقاً لحسابات فنية دقيقة ومدروسة، تتواءم مع الاحتياجات الحقيقية.. إلا أن هذا التحول من النقد والهجوم إلى الإشادة والتقدير لم يقترب من جوهر الموضوع الذي كان سبباً للنقد سابقاً.. وهو هل أصبح الفريق الاحتياطي للأهلي، كما كان يقال، فريقاً أساسياً محشوداً بالنجوم والمهارات فجأة، أم أنه نفس الفريق ؟!
كان الأهلي أفضل من منافسه الجزائري، بالاستحواذ والمبادرة والسيطرة.. إلا أن ذلك لا يلغي ندية فريق حسين داي، وتهديده لمرمى منافسه في بعض المرات بهجمات مضادة، وهذا لا يقلل أبداً من تفوق الأهلي، بشرط فهم أسباب ثغراته الدفاعية، وفى مقدمتها اندفاع الفريق في الهجوم بحثاً عن التأهل والاستمرار في البطولة.. وهنا على الجمهور أن يدرك أن كرة القدم لعبة بين فريقين، وليست هي مباراة يخوضها فريق واحد، هو فريقك.. وكذلك أعرف أن جماهير كرة القدم سريعة التحول والاشتعال والانفعال فتتغير اتجاهاتها بهدف أو بفوز درامي، كما حدث مع انتصار الأهلي الأخير. لكن أن يكون الإعلام بمن يكتب ويتحدث ويحلل مشجعاً هو الآخر سريع التحول والاشتعال والانفعال فهذا أمر لا يغتفر!.
لقد بدأت البطولة العربية في أجواء شديدة الملل، ويغيب عنها الجمهور، فبدت مثل مسرح يعرض فناً لمجموعات هواة، وكاد المخرج يسدل الستار قبل نهاية العرض بعد خروج الزمالك، واقتراب الأهلي من اللحاق به، ثم بدأ الجمهور يتوجه إلى المسرح بالانتصار الدرامي الذي حققه الأهلي.. ليصبح الحديث الآن عن قوة البطولة العربية وإثارتها.. وهي بالقطع مهمة لأسباب كثيرة، لكنها تستحق مراجعة في التوقيت وفي شروط المشاركة بها مع تلك الجوائز المالية الكبيرة.
عدد اليوم
