الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيد بن صندل: «المريحانة».. بهجة الأطفال في العيد

عبيد بن صندل: «المريحانة».. بهجة الأطفال في العيد
13 يونيو 2018 19:57
هناء الحمادي (الشارقة) يظل للعيد بهجته وذكرياته في أيام زمان، فالبعض ما زال يتذكر رائحة الفريج التي تفوح منه الألعاب الشعبية والمشاهد الجميلة للأطفال، وهم يرتدون الكندورة، ويطوفون على الفريج من أجل «العيدية» التي لم تكن تزيد على درهم، وإن كان البعض يطلق عليها الروبية التي تبلغ قيمتها 16 آنه. هذا ما أكده عبيد بن صندل مستشار في معهد التراث بالشارقة، مستعيداً ذكرياته الغنية برائحة الماضي، والتي ما زالت عالقة في ذهنه بكل تفاصيلها ومراحلها في حياته، فهو يتذكر ألعاب العيد، خاصة الأرجوحة أو كما يطلق عليها «المريحانة»، التي تبهج الصغار في الأعياد. ويقول بن صندل: «قبل حلول عيد الفطر تقوم النساء بتنظيف البيت، ويجتمعن لتفصيل ملابس العيد لأفراد الأسرة كافة، وبعض النساء يحضرن ملابس الرجال ليتم صبغها بأصباغ مشتقة من أعشاب أو فواكه، مثل قشور الرمان، فالرجل المتوسط الحال في ذلك الوقت كان يفصل لباسه مرة واحدة في العام ويلبسها صبيحة يوم العيد، والمقتدر كان يخيط أكثر من ثوب للشتاء وللصيف والمناسبات». صنع البخور ويضيف بن صندل: «من عادات النساء أيضاً قطف أوراق الحناء قبل شهر أو شهرين من قدوم العيد، ويتم تجفيف تلك الأوراق، ثم يتم سحقها ونخلها، وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع، بعدها تعجن الحناء بمغلي الليمون المجفف، لتبدأ عملية النقش على كفي اليدين، ويعاد عليها على مدى يومين، حتى تصبح ذات لون أحمر قانٍ». ويوضح أن هناك نساء من الفريج، كن يقمن بخلط العطور الشعبية وصنع البخور، ومن العادات الجميلة في تلك الأيام أن العيد يدفع الجميع للتصالح والتسامح، وكنا نبدأ بزيارة الأقارب وصلة الأرحام بعد الظهر، إذا كانوا يقيمون في أماكن بعيدة، مع الحرص على طقوس معينة تبدأ فيها الاستعدادات للعيد قبل قدومه، منها إعداد أطباق الحلويات، وفي صبيحة العيد تُقدم الأكلات الشعبية. فرحة الأطفال وعن فرحة الأطفال بالعيد، يقول بن صندل: «من العادات والتقاليد التي كانت سائدة، أن الأطفال كانوا يتلقون من الأهل والأقارب صبيحة يوم العيد، النقود والحلوى وأكواب من اللبن، كما كان الصغار من الذكور يطوفون الفريج لجمع «العيدية» من أهل الحي، بينما البنات كن يخرجن لتحصيل العيدية من أعمامهن وأخوالهن فقط، وعندما يجمعون المال يهرولون إلى أماكن اللعب التي تنصب يوم العيد، مثل المريحانة والدرفانة، وتنظم ساحات لممارسة الرقصات والألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال وهم يرددون أغاني الفرح». صلاة العيد ويشير بن صندل، قائلاً: «كان يحرص الجميع على تأدية صلاة العيد في الأماكن المفتوحة «المصلى»، مثل ما هو حاصل اليوم. وكانت توضع أسقف لحماية المصلين من حرارة الشمس، وبعد الصلاة يعود الجميع إلى المنازل لاستقبال المهنئين، وزيارة الوالدين، والأهل والجيران، وكانت هذه الزيارات من أهم الطقوس القديمة التي بدأت تتلاشى اليوم، بعد أن أصبح البعض يستخدم وسائل الاتصالات الحديثة للتهنئة والمعايدة». ويعتبر ابن صندل، أن مظاهر العيد في الوقت الحالي تغيرت، فما عادت هناك فرحة مثلما كانت في الماضي، وكأن قلوبنا الصغيرة كبرت مع الزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©