الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلبة مصارعة داخل المطعم

31 أكتوبر 2008 01:08
ذهبت إلى أحد المطاعم أتناول فيه مع أصدقائي وجبة غداء، وصادف أن جاورنا مجموعة من الشباب من أعمار متقدمة، تناولنا غداءنا بهدوء، ولكن على إحدى الطاولات كانت تتبادل الضحكات والقهقهات من الشباب التي تحولت إلى حلبة مصارعة بينهم بسبب تعالى صوت أحدهم على الآخر، فازدادت حدة الشتائم فيما بينهم لينقلب الجميع على بعضهم، ويهجم الكبير على الصغير· حاولنا أن نتدخل ولكننا خفنا أن نزيد الطين بلة، خرجنا من المطعم نبحث عن رجال الأمن فلم نجد أحداً، حاولنا الاتصال بهم، ولله الحمد لم يقصروا، ولكن المحزن أنهم وصلوا متأخرين، بعد أن هرب الذين أثاروا الضجيج وسرقوا الهدوء من حولهم، ولم يتركوا من بعدهم أي أثر· هذا المشهد يا أعزائي القراء ليس مأخوذاً من فيلم سينمائي هندي أو أميركي، وإنما هو موقف حدث مع زوجي رواه لي عندما كان مع أصدقائه، الأمر الذي جعلني أتساءل: هل يعقل أن يكون مستوى تفكيرنا وتعاملنا مع الناس قد وصل إلى هذه الدرجة؟ وهل من الممكن أن يكون الشجار هو الحل الأنسب في حل مشاكلنا؟ وأين هو مجتمعنا من آية (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) في نفوس أبنائنا؟ ولماذا دائماً يحدث المكروه وتأتي الشرطة بعد وقوع المأساة؟ هذه المأساة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن الطائشين كثيرون في هذا الزمان، لذا أبعث برسالة لكم اعزائي القراء، بأن تتحلوا بقيمنا العربية والإسلامية العظيمة في التعامل مع الناس، وأن تتقوا ربكم في تصرفاتكم مع الآخرين، فالمرافق العامة ليست لأحد بل هي ملك للجميع· وأوجه رسالة أخرى إلى العيون الساهرة بضرورة الرقابة على كل منطقة، بحيث إن حصل أي حادث أو ضرر يصل إليها رجال الأمن بسرعة ليخففوا من وقع المصائب على الأبرياء، كما يجب وضع أقوى العقوبات على المتسببين في مثل هذا التسيب، حتى ينعم مجتمعنا بوافر الراحة والطمأنينة، بعيداً كل البعد عن أشكال وألوان العنف والعداوة· ريا المحمودي رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©