الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أورتيل» تعتذر للمسلمين

8 مايو 2015 22:25
قبل أشهر قليلة، لم يكن أحد يتصور أن واحداً من أكثر الخطابات العاطفية التي تدعو إلى التسامح سيأتي من أشرس المناهضين للإسلام والمهاجرين. بيد أن هذا الخطاب جاء على لسان «كاثرين أورتيل»، التي كانت يوماً ما زعيمة حركة «بيجيدا» المناهضة للمهاجرين في ألمانيا، والتي جذبت عشرات الآلاف من المؤيدين في أوج زوبعتها. وقد اعتذرت «أورتيل» للمسلمين في رسالة فيديو نشرت يوم الخميس الماضي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وقالت إن «أولئك الذين ما زالوا ينتمون لحركة بيجيدا يبدون في حاجة إلى فهم أنهم يدافعون عن قضية خاطئة، وهي التحامل ضد طالبي اللجوء الذين نلقي عليهم باللوم باعتبارهم السبب في مشاكلنا في أوروبا وألمانيا». واستطردت قائلة وعلى رغم ذلك، فإن هؤلاء ليسوا هم الهدف الأساسي لنضالنا. وقالت موجهة خطابها للمهاجرين الذين سبق أن هاجمتهم «أود أن أعتذر لجميع المهاجرين ومن بينهم المسلمون الذين يعيشون بسلام واندمجوا مع المجتمع الألماني، والذين يحترمون ثقافتنا وقوانيننا. إنهم غالبية عظمى ومعظم الألمان يغفلون هذه الحقيقة». وكانت «أورتيل» في أول الأمر هي المتحدثة باسم حركة «بيجيدا» الشعبوية، ومن ثم صارت هي زعيمة الحركة التي شغلت اهتمام الإعلام. ومنذ نوفمبر الماضي، نظم المتطرفون اليمينيون مسيرات حاشدة أسبوعياً للإعراب عن معارضتهم لهجرة المسلمين إلى ألمانيا. وما زالت بعض تلك الاحتجاجات الأسبوعية تتواصل، على رغم تضاؤل عدد المؤيدين لها. وقد ذكرت «أورتيل» في بيان يبدو أنه قد تم تسجيله عفوياً في سيارة «أشعر بأنني مسؤولة بصورة جزئية عن حملة الكراهية التي تسببنا في إثارتها. وأود أن أقدم اعتذاري، والشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو المساعدة في حل هذه التوترات». واستطردت قائلة «من أجل تحقيق السلام، فإن المرء بحاجة لأن يكون على استعداد للحوار». وأكدت أن «هذه هي الطريقة الوحيدة للتخلص من الأفكار المسبقة». وأوضحت الزعيمة السابقة لحركة «بيجيدا» أنها لم تعد ضد المهاجرين، ولكنها تناضل بدلًا من ذلك من أجل «عالم السلام»، على حد تعبيرها، ولتحقيق هذا الهدف، فإن الإنسان يحتاج إلى أن يبدأ التواصل مع الناس. واعترفت أيضاً بأنها فشلت في جذب تأييد كبير لهدف «عالم السلام»، حتى الآن. وقالت في لهجة تنم عن غضب «لقد لقينا حتى هجوما لفظيا من المعارضين». وتأتي هذه الكلمات في تناقض صارخ مع المقابلات التي أجريت معها في وقت سابق من هذا العام، عندما كانت تهاجم بقسوة المسلمين وغيرهم من المهاجرين. وفي حديث لها مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية في شهر يناير، قالت أورتيل: «إن المسلمين ما هم إلا جزء صغير من السكان، بيد أنهم متشددون للغاية بالنسبة لمطالبهم لدفع الثقافة الألمانية إلى الوراء»! وهناك مؤيدون آخرون لحركة «بيجيدا» أعربوا عن سخطهم على المهاجرين بصورة أكبر، فقد نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية في شهر ديسمبر الماضي عن محتجة في منتصف العمر قولها إنها قد شعرت بالصدمة لرؤيتها «طالبي اللجوء في ألمانيا وهم يحملون أجهزة جوال ثمينة، بينما لا أستطيع الحصول على هذه الرفاهية». وقد أصاب كفاح «أورتيل» الجديد من أجل «عالم السلام» العديد من مؤيديها السابقين بالدهشة، ولكنها نصحتهم في رسالة الفيديو قائلة: «قبل انتقاد الآخرين على المرء دائماً أن يعود خطوة إلى الوراء ويمعن التفكير في أفعاله هو شخصياً. على المرء أن يسمح لنفسه بأن يتطور. وسيتعين على الكثير من الناس خوض هذه التجربة. فهناك حاجة للتوقف عن اختلاق صور للأعداء». ولم يكن انتقاد «أورتيل» مقصوراً فقط على زملائها السابقين المؤيدين لحركة «بيجيدا»، ولكنه شمل أيضاً بعض وسائل الإعلام. وفي بيانها، واصلت إدانتها للتيار السائد في وسائل الإعلام بسبب ترويجها صوراً نمطية عن المسلمين والمهاجرين، علاوة على استخدامهم ككبش فداء. وعلى النقيض من موقفها المتسامح والمتعقل الآن كانت «أورتيل» خلال الفترة التي قضتها مع حركة «بيجيدا»، تنتقد وسائل الاعلام لأنها لم تكن توجه انتقادات كافية للإسلام، والهجرة، وارتفاع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا. ريك نوك - برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©