تمكنت شركة يورو ديزني أكبر مشغل للحدائق الترفيهية في القارة الأوروبية من اجتذاب أعداد قياسية من الزوار في العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر المنصرم وبشكل ساعد كثيراً على تقليص خسائرها الى مستوى 3,7 مليون دولار (2,8 مليون يورو) فقط·
والغريب أن هذا التحسن الكبير يأتي في أعقاب الخسائر التي كانت قد تكبدتها الشركة في العام الماضي بقيمة بلغت 38,4 مليون يورو بسبب تباطؤ الاقتصاد الفرنسي وسائر الاقتصادات الأوروبية المجاورة، حيث حققت الحديقة فوائد جمة من رغبة العائلات في تجنب تمضية عطلاتها في أماكن بعيدة تكلفها المزيد من الأموال·
وارتفعت أيضاً أعداد الزائرين من دول من خارج منطقة اليورو مثل بريطانيا برغم قوة عملة اليورو والتي تجعل من الحديقة مكاناً باهظ التكلفة بالنسبة لبعض الزائرين· ويقول إيجناس لاهود كبير المسؤولين الماليين في الشركة: ''لقد أصبح وضعنا كوجهة قصيرة المسافة في وسط الدول الأوروبية يوفر لنا ميزة تنافسية قيمة''·
إلى ذلك شهدت إيرادات شركة يورو ديزني في هذا العام ارتفاعاً بمعدل 9 في المئة الى مستوى 1,33 مليار يورو من مستوى 1,22 مليار يورو في العام السابق· وهذه الشركة التي تمتلك فيها شركة والت ديزني الأميركية حصة بنسبة 40 في المئة لم تتمكن من تحقيق أرباح منذ ،2001 أي قبل عام من افتتاح ستديوهات والت ديزني التي تعتبر ثاني حديقة ترفيهية لها في فرنسا، علماً بأن هذه الحديقة الثانية تتخذ موقعها بالقرب من حديقة ديزني لاند السابقة في شرق باريس·
ودرجت شركة يورو ديزني على استهداف أولياء الأمور مع أطفالهم عبر تقديم العديد من الخصومات، كما استثمرت الشركة مبلغ 240 مليون يورو خلال فترة السنوات الثلاث الماضية في بناء العديد من المنشآت والمباني الجديدة مثل برج الرعب الذي يدخله المتفرجون بواسطة مصاعد كهربائية، وقد ساعد هذا البرج على زيادة أعداد الزائرين للحديقتين برقم قياسي بلغ 15,3 مليون شخص في العام المالي الماضي قبل أن يرتفع مستوى الإيرادات المشتركة للحديقتين بمعدل 9 في المئة الى مستوى 715,8 مليون يورو·
وبالإضافة لذلك فقد فضل المزيد من الزوار قضاء بعض الليالي في الحدائق، مما أدى الى رفع نسبة الإشغال في فنادق الشركة السبعة، ولقد أنفق الضيوف مبلغ 211 يورو في المتوسط على الغرفة الواحدة، أي أكثر من المتوسط الذي تم تحقيقه بقيمة 197 يورو للغرفة في العام المالي السابق·
أما إيرادات الفنادق وتلك التي تم تحقيقها من قرية ديزني ومن مجمع التسوق والمطاعم فقد قفزت بمعدل 7 في المائة الى مستوى 515,6 مليون يورو، بينما ارتفعت المبيعات من المنتجعات العاملة بأكثر من 7 في المئة الى 1,28 مليار يورو·
وقال فيليب جاز الرئيس التنفيذي لشركة يورو ديزني في تصريح أدلى به مؤخراً: ''لقد ساهمت إيراداتنا وعدد زوار الحديقتين بالإضافة الى معدلات الإشغال في الفنادق في هذا الأداء الجيد والذي يتناقض مع المناخ الاقتصادي العام''·
وعلى الرغم من التوقعات الاقتصادية المظلمة فإن الحديقة تتجه لافتتاح أحد المرافق الجديدة الجاذبة التي تستهدف صغار الأطفال، ويشير لاهود المدير المالي للشركة الى أن أكبر المخاوف التي تساور الشركة تنصب على حدوث تراجع في القوة الشرائية في فرنسا التي تقدم 44 في المئة من زوار الحدائق الترفيهية في العالم· واستطرد يقول: ''إن الرؤية بعد أعياد الكريسماس ما زالت غير واضحة·· وأعتقد أننا لن نصبح محصنين من حدوث كساد عميق وطويل المدى''·
عن (وول ستريت جورنال)
عدد اليوم
