حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، قبل أيام، من استخدام مكملات غذائية، يتم الترويج لها كمقويات جنسية للرجال، تحتوي على مواد دوائية غير معلن عنها تسبب خطراً كبيراً على مرضى القلب والسكري وتحدث ارتفاعاً في نسبة الدهون، وخاصة الذين يتناولون أدوية تحتوي على النيترات، وبعضها قد يؤدي إلى الوفاة.
الوزارة سارعت إلى مخاطبة الجهات الصحية والمعنية لسحب المستحضرات المذكورة من الأسواق ومنع تداولها.
وفي الآونة الأخيرة أصبح من اللافت أن الهوس الشديد دفع الكثيرين للحصول السريع على جسم رياضي رشيق، وزيادة القوة الذكورية عبر اللجوء إلى بروتينات غير معروف مصدرها، أو ما تحتويه من مكونات، وقد تكون غير صالحة للاستخدام، فالهدف من تصنيعها جني أرباح كبيرة وبطرق غير مشروعة، دون اكتراث بصحة الإنسان.
وأصبح الإقبال على المكملات الغذائية الرياضية ظاهرة بين الرجال من مختلف الأعمار وخاصة الشباب، من أجل تكوين بنية جسمية تجذب الأنظار أو اكتساب قوة يحلم بها الكثيرون، وذلك من دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المباعة، ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة.
وللأسف، فإن وصف المنشط الجنسي لا يتم في معظم الأحيان عن طريق طبيب متخصص يوازن بين المصلحة والمنفعة للمريض قبل وصف الدواء أو المكمل الغذائي الذي يتم الترويج له عبر القنوات الفضائية والإنترنت، والغالب الأعم أن هذه المنتجات والعقاقير تؤخذ مباشرة من الصيدلية أو الأغرب أن تعطى وصفة الموت هدية من صديق، وقد سجلت العديد من حالات الوفاة نتيجة لحدوث أزمة قلبية نتج عنها توقف القلب بعد استخدام مثل تلك المنتجات.
ولعلَّ من أبرز مخاطر هذه المنتجات تتمثل في: ارتفاع ضغط الدم «التوتر الشرياني» واختلال نسبة السكر في الدم، وزيادة احتمال الإصابة بالالتهابات الجرثومية لانخفاض المناعة، والإصابة بهشاشة العظام، والاضطرابات النفسية والعدوانية، والنمو غير الطبيعي للثدي عند الرجل مع ضمور البروستاتا، وتضخم عضلة القلب مع هبوط القلب والدورة الدموية، واختلال تبادل الدهون وتصلب الشرايين، ناهيك عن مشاكل الكلي والكبد والسرطان، فضلاً عن تحذير الأطباء من أن كثيراً من تلك المكملات، إن لم تكن جميعها، قد تؤدي إلى العقم.
تلك المنشطات المزعومة تزيد من قوة تحمل الجسم مثل «امفيتامين»، ولكن لها تأثير سلبي على المدى البعيد، كما أنها قد تسبب ضعف عضلة القلب، وتزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، واستخدامها الخاطئ بكميات كبيرة، يسبب أمراضاً عديدة في الكبد والكلى.
لذلك ننصح الرجال والشباب على وجه الخصوص، أن يكون استخدام هذه المنتجات بالشكل الصحي السليم وتحت إشراف طبي، وعدم تصديق الدعايات التي تروج لهذه المنتجات، ولا يؤخذ إلا ما هو مرخص من وزارة الصحة وهيئة الصحة، مع توخي الحذر في تناولها، وعلى الجهات المسؤولة إصدار قوانين تردع تجارة هذه المنتجات في الأسواق والأندية والصالات الرياضية، ومكافحة إعلانات هذه المنتجات القاتلة.
عمر أحمد - أبوظبي
عدد اليوم
