الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم يخشى «تخمة» الصين من النحاس

7 مايو 2012
بلغ احتياطي الصين من النحاس معدلات غير مسبوقة، في وقت تراجع فيه النمو الاقتصادي في أكبر بلد مستهلك لذلك المعدن. وقاد هذا التراجع إلى إحساس بالتشاؤم وسط العاملين في مجال النحاس. ويُعتبر سعر النحاس أحد محددات اتجاه الاقتصاد العالمي نظراً لاستخداماته على نطاق واسع في قطاع الصناعة التحويلية. كما يمثل أهمية خاصة بالنسبة لشركات التعدين الكبيرة مثل “بي أتش بي بيليتون” و”فريبورت ماك موران” و”ريوتنتو” و”أنجلو أميركان” و”أكستراتا” والشركات التجارية مثل “جلينكور” و”ترافيجيورا”. وتراجع مؤشر سعر النحاس 7% في “بورصة لندن للمعادن”خلال أبريل الماضي لأقل من 8,000 دولار للطن الواحد لأول مرة منذ يناير 2012. ويرى العديد من المحللين والمراقبين أن يتراوح سعره في غضون الأشهر القليلة المقبلة بين 7,000 إلى 7,500 دولار للطن. ويعود السبب في ذلك إلى تخمة الاحتياطي التي أصيبت بها الصين بعد موجة الشراء التي شنتها نهاية السنة الماضية. ويقول باول سيتلز، كبير استشاريي النحاس في مؤسسة “سي آر يو” الاستشارية: “من المؤكد أن الصين تشهد أعلى احتياطي لها من النحاس في تاريخها”. ويرى أن احتياطي الصين من النحاس يفوق 3 ملايين طن بما في ذلك مخزون الحكومة الاستراتيجي، وذلك بزيادة قدرها 918,000 طن في غضون الشهور الستة الماضية. وهذا يعني تراجع واردات الصين من النحاس المكرر من الرقم القياسي الذي كانت عليه في الربع الأول من العام الحالي عند مليون طن، في وقت تعمل فيه البلاد التي تشكل 40% من طلب النحاس في العالم، على التخلص من احتياطيها الضخم. وبتقدير أن الصين تحتاج لاستيراد نحو 1,7 مليون طن من الكاثود خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، من المتوقع تراجعا كبيرا في وارداتها في تلك الأشهر. وتزامنت الزيادة في احتياطي الصين مع موجة كبيرة من الاهتمامات المتعلقة بالاقتصاد الكلي العالمي وجملة من التخوفات حول أوروبا، مما أثار قلق المستثمرين العالميين. ويقول روبرت ليند، كبير الاقتصاديين في شركة “أنجلو أميركان”: “بطء النمو الاقتصادي في الصين ليس وحده ما يثير القلق، لكنه تزامن مع وجود شيء من عدم اليقين السياسي أيضاً. وربما ينتج عن ذلك على المدى القريب استمرار في تقلبات الأسعار. وينبغي أن يظل طلب الصين من السلع قوياً ليؤكد الارتفاع الحقيقي في الأسعار على المدى المتوسط”. وذكر دييجو هيرنانديز، مدير “كوديلكو” الشيلية أكبر شركة لتعدين النحاس في العالم، أن العالم ربما يشهد بعض تقلبات الأسعار خلال الشهرين إلى الثلاثة المقبلة، لكن من المتوقع أن يعقب ذلك توازن قوي في العرض والطلب. علاوة على ذلك، لا يرى كل شخص أن ارتفاع أسعار الأسهم الصينية سبب للتشاؤم. ويُذكر أن هذا الارتفاع جاء على حساب بقية دول العالم. ومنذ سبتمبر الماضي، تراجع مخزون النحاس في المستودعات التابعة لـ”بورصة لندن للمعادن” إلى النصف تقريباً وذلك لأدنى مستوى لها منذ وقوع الأزمة المالية العالمية. ويقول المدراء خارج البورصة، إن الشركات تحتفظ بمستويات ضعيفة من الاحتياطي نظراً للتحديات المرتبطة بتمويله. وتشير التقديرات إلى أن الصين تملك نحو 58% من كمية الكاثود في العالم مسجلة أعلى رقم حتى الآن. كما من المتوقع أن تحتفظ بنحو 75% من المخزون الاحتياطي، تلك الكمية المتوافرة للأسواق حالياً.ويضيف باول سيتلز “يعتبر المخزون العالي في الصين بنفسه مثيرا للقلق خاصة وأنه قاد إلى شح في بقية دول العالم”. وفي حالة استهلاك الصين لمخزونها وتعافي اقتصادات بقية دول العالم، من المتوقع أن تشهد الأسواق خلال النصف الثاني من العام الحالي والأول من المقبل، شحاً في النحاس. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©