السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم

الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
31 أكتوبر 2008 01:50
يتفق علماء الدين على أن القرآن الكريم موحى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - باللفظ والمعنى، والحديث النبوي موحى اليه بالمعنى دون اللفظ، ولكنهم اختلفوا في الحديث القدسي· يوضح الدكتور عبدالفتاح عاشور - استاذ التفسير بجامعة الأزهر- الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم، قائلا إنه من المسلم به أن كل ما يبلغه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل إنما هو عن طريق الوحي، بواسطة الأمين جبريل عليه السلام·وعن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ''ألا إني اوتيت الكتاب ومثله معه···''· قال الخطابي في تفسير هذا الحديث : إنه يحتمل وجهين: أحدهما، أن معناه اوتي من الوحي الباطن غير المتلو، مثل ما أعطى من الظاهر المتلو· والثاني، أنه اوتي الكتاب وحياً يتلى، واوتي من البيان مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب، فيعم ويخص ويزيد عليه، ويشرح ما في الكتاب فيكون في وجوب العمل به، ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن· والحديث القدسي، يضاف إلى الله - عز وجل - ومن أمثلته ما روى مسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - أنه قال: ''يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر···'' وعما إذا كان الحديث القدسي موحى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمعنى فقط، مثل الحديث النبوي، أم أنه موحى باللفظ والمعنى معا، يقول هناك خلاف بين العلماء في هذا الأمر، لكننا اذا جرينا على الرأي القائل بأنه موحى باللفظ والمعنى، فلابد من بيان الفروق بينه وبين القرآن، وأهم هذه الفروق : أولا أن القرآن الكريم لا يكون إلا بوحي جلي، بأن ينزل به جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة، فلا شيء من القرآن يوحى اليه بإلهام أو منام· والحديث القدسي يجوز أن يكون بوحي جلي أو بوحي خفي· وثانياً أن القرآن الكريم معجز للإنس والجن قال تعالى:''قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا'' الاسراء الآية 88 ·والقرآن محفوظ من التغيير والتبديل بحفظ الله تعالى له قال تعالى: ''إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون'' والحديث القدسي ليس كذلك· ثالثا أن كتاب الله يتعبد بتلاوته بفهم وغير فهم، فيثاب قارئه على كل حرف منه بعشر حسنات، والحديث القدسي ليس كذلك· رابعاً أن القرآن الكريم تحرم روايته بالمعنى، والحديث القدسي ليس كذلك، بل تجوز روايته بالمعنى كالحديث النبوي· خامساً أنه يحرم على المحدث مس القرآن الكريم، ويحرم على الجنب تلاوته، والحديث القدسي ليس كذلك· سادساً أن كتاب الله ، نقل إلينا بطريق التواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اما الحديث القدسي فقد روي آحادا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -· سابعاً أنه يتعين في الصلاة، ولا تصح للقادر عليها إلا به، والحديث القدسي ليس كذلك، فلا تصح الصلاة به· ثامناً أن جاحد القرآن يكفر، بخلاف جاحد الحديث القدسي فإنه يكون فاسقاً· تاسعاً أن القرآن الكريم لفظه من الله تعالى بلا خلاف، بخلاف الحديث القدسي فيجوز أن يكون اللفظ من النبي - صلى الله عليه وسلم -· عاشراً أن كتاب الله بعضه يسمى آية وسورة، والأحاديث القدسية ليست كذلك· فضلا عن الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بالحق جلا وعلا ببيان عظمته أو بإظهار رحمته، أو بالتنبيه على سعة ملكه وكثرة عطائه، فينزل هذا المعنى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويترك له التعبير عنه بعبارة من عنده على أنها صادرة عن الحق تبارك وتعالى ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©