الثقة بالنفس من الصفات الايجابية التي تساعد المرء على النجاح والتفوق، ويحتاج غرس الثقة بالنفس إلى جهد كبير، لذلك يجب أن يعمل الوالدان على زرعها في نفوس أطفالهم منذ الصغر حتى تكون لهم شخصيتهم القوية والواثقة· ويعد تعليم الطفل الصلاة خاصة مع أحد الأبوين وغرس مبادئ الإيمان بالله فيه، البداية الصحيحة لثقة الإنسان بنفسه، بحسب الدكتورة سعيدة أبو سوسو، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر·
وتضيف أن الثقة بالنفس تعني أن يكون لدى الفرد شعور كاف بأنه قادر على النجاح في هذا الأمر الذي يرغب في القيام به وهي من الصفات التي يكتسبها الإنسان منذ الصغر ومقدار الثقة الذي يتمتع به الإنسان يتأثر بأسلوب التربية في الصغر، فالشدة والقسوة الفعلية أو اللفظية لها أثر سلبي على الطفل فهو يولد ومعه النظرة الإيجابية العالية للذات لذا يبذل جهودا للتعرف على معاني مفردات'' أنا''، و''لـي'' وغيرهما لأنها تضيف له شعوراً بالهوية الذاتية كفرد متميز·
وتحذر الدكتورة سعيدة من كثرة التوبيخ والتقريع للطفل في المواقف المختلفة لأنها تكسر ثقة الطفل بنفسه، ويجب على الآباء والأمهات بذل الجهد لتعليم الطفل لا تعنيفه، فالتعليم والتوجيه للصواب يقوي الثقة والتعنيف يؤدي إلى كسرها، وإن كان لابد من التقريع والعقاب فيجب محاورته وإقناعه بأنه مخطئ ويستحق اللوم أو العقاب·
وتقول إن نجاح الأسرة في غرس المشاعر الإيجابية لدى الأطفال يجعلهم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع الصعوبات والعقبات التي تواجههم وتقبل عواقب أفعالهم بسهولة·
وتوضح أن هناك أخطاء تقع فيها الأسرة منها الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة مما يعطيه مزيدا من الشعور بفقد الثقة بنفسه·
ومن الخطأ أن نطالب الطفل بأن يذهب ليلعب بعيدا عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيدا من الهدوء· ومن الأمور المؤثرة بدرجة كبيرة غياب أحد أبوين أو كليهما عن الطفل بسبب العمل أو الانشغال بأمور أخرى مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه فهذا يؤدي إلى شعور نقص لدى الطفل بالهوية، ويؤثر سلباً في قدرته على المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو ضعفه·
وعن كيفية غرس الثقة في نفوس الأبناء تقول الدكتورة سعيدة أبو سوسو: من المهم أن نعودهم على قراءة القرآن كل يوم ونعرفهم أهمية الدعاء والقيم والمبادئ السليمة والكريمة، ويجب أن نجعل الطفل يشعر بالحب والرعاية والاهتمام من الأسرة فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه·
ويجب أن نمدحه أمام الآخرين، وأن نعامله كطفل ونجعله يعيش طفولته ونسأله عن رأيه، ونأخذ رأيه في أمر من الأمور، ليشعر بأهميته ومكانته وأن له قدرات وهبها الله له، وأن نعلمه مهارات إبداء الرأي وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس، ونشجعه على توجيه الأسئلة، ونجيب عن جميع أسئلته، ونساعده في كسب الصداقات لأن الأطفال لا يعرفون كيف يختارون أصدقاءهم· ومن الضروري ألا نجبره على انتقاد نفسه لأن هذا يجعله يتساهل فى الخطأ وينظر لنفسه نظرة ضئيلة، ويجب أن نساعده في اتخاذ القرار بنفسه، ونعلمه كيف يضع مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها·
ونهيئ له ركنا في المنزل يخصص لأعماله ونكتب اسمه على إنجازاته· وعلى الآباء أن يحرصوا على الوفاء بالوعد الذي قطعوه أمام أبنائهم، وتعليمهم المهارات المنزلية البسيطة والمشاركة في الأعباء الأسرية والإفصاح لهم عن أسباب أي قرار نتخذه·
عدد اليوم
