الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العهد

العهد
31 أكتوبر 2008 01:52
زعموا أن أخوين كانا فيما مضى في إبل لهما فأجدبت بلادهما، وكان قريباً منهما وادٍ فيه حية قد حمته من كل واحد، فقال أحدهما للآخر: يا فلان لو أني أتيت هذا الوادي المكلئ فرعيت فيه إبلي وأصلحتها، فقال له أخوه: إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أحداً لم يهبط ذاك الوادي إلا أهلكته؟ قال: فو الله لأهبطن، فهبط ذلك الوادي فرعى إبله به زماناً، ثم إن الحية لدغته فقتلته، فقال أخوه: ما في الحياة بعد أخي خير ولأطلبن الحية فأقتلها أو لأتبعن أخي، فهبط ذلك الوادي فطلب الحية ليقتلها، فقالت: ألست ترى أني قتلت أخاك، فهل لك في الصلح فأدعك بهذا الوادي فتكون به وأعطيك ما بقيت ديناراً في كل يوم، قال: أفاعلة أنت؟ قالت: نعم، قال: فإني أفعل، فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضيرها، وجعلت تعطيه كل يوم ديناراً فكثر ماله، ونبتت إبله حتى كان من أحسن الناس حالاً، ثم ذكر أخاه فقال: كيف ينفعني العيش وأنا انظر إلى قاتل أخي فلان، فعمد إلى فأس فأحدّها ثم قعد لها فمرت به فتبعها فضربها فأخطأها ودخلت الجحر ووقع الفأس بالجبل فوق جحرها فأثر فيه، فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار الذي كانت تعطيه، فلما رأى ذلك وتخوف شرها ندم، فقال لها: هل لك في ان نتواثق ونعود إلى ما كنا عليه، فقالت: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك وأنت لا تبالي العهد· فكان حديث الحية والفأس مثلاً مشهوراً من أمثال العرب· قال نابغة بن ذبيان : وإني لألقى من ذوي الضغن منـهـم كما لقيت ذات الصفا من حلـيفـهـا تذكـر أنـى يجـعـل الـلـه جــنةً فلمـا تـوفـى الـعـقـل إلا اقـلـه فلمـا رأى ان ثـمـر الـلـه مـالـه أكب علـى فـأس يحـد غـرابـهـا فقام لها من فـوق حـجـر مـشـيد فلما وقاهـا الـلـه ضـربة فـاسـه تندم لما فـاتـه الـذّحـل عـنـدمـا فقال تعالي نجـعـل الـلـه بـينـنـا فقالت مـين الـلـه أفـعـل إنـنـي أبى لي قـبـر لا يزال مـقـابـلـي ما اصبحت تشكو من الشجر ساهرة وكانت تديه المال غبـاً وظـاهـره فيصـبـح ذا مـال ويقـتـل واتـره وجارت به نفس عن الخير جـائره وأثـل مـوجـوداً وسـد مـفـاقـره مذكـرةٍ بـين الـمـعـادل بـاتـره ليقتلها أو يخطـئ الكـــف بـادره وللبر عـين لا تـغـمـض نـاظـره وكانت له إذا خاس بالعهـد قـاهـرة على مالنا أو تنـجـزي لـي آخـره رأيتك مسحـوراً يمـينـك فـاجـره وضربة فأس فوق رأسي فاقـــره
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©