الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وسوريا... هل حانت ساعة الحسم؟

7 مايو 2013 22:30
هوارد لا فرانشي محلل سياسي أميركي مع إرسال أوباما لوزير خارجيته جون كيري لموسكو، وقيام إسرائيل بشن هجمات جوية ضد أهداف محددة في دمشق، فقد يتبين أن هذا الأسبوع كان حاسماً بالنسبة لموضوع الانخراط الأميركي في الأزمة المندلعة في سوريا. فعلى الرغم من أن أوباما سعى طويلاً لإبعاد بلاده عن التدخل في الحرب الأهلية السورية، التي لا تحظى باهتمام كبير في الداخل الأميركي، وقد تشغل الإدارة عن الاهتمام بقضايا أخرى أهم، ولا يتوقع لها أن تنتهي بنتيجة حاسمة، فإن مستويات العنف التي وصلت إليها تلك الحرب، والتي تهدد بالانتقال جدياً لدول الجوار والتحول لصراع إقليمي، لم تترك له من خيار سوى عكس مساره، والتدخل بشكل من الأشكال. حول ذلك يقول «آرون ديفيد ميلر» خبير الشرق الأوسط بمركز «وودرو ويلسون» في واشنطن، والذي عمل مستشاراً في السابق لوزارة الخارجية الأميركية:»لدينا رئيس يميل لتجنب الخطر، ولكن نظراً لأن الأحداث تجره أكثر وأكثر نحو نوع من التدخل، فإن من المتوقع أن يجد نفسه في لحظة معينة مضطراً للمضي خطوة للأمام». هذه الخطوة التي يقصدها «ميلر» تتمثل في الاختيار من بين قائمة من الخيارات يقدمها له مسؤولو إدارته، تتراوح ما بين تسليح المعارضة، إلى فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا». وكان السجال المستمر في الإدارة منذ فترة من الوقت حول ما إذا كان من الواجب التدخل في سوريا أم لا، وإذا ما كانت النتيجة بالإيجاب، فمتى يكون ذلك؟ قد تحول في الأسابيع الأخيرة لمصلحة القيام بنوع من التدخل. يتبين هذا على سبيل المثال من التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع تشاك هاجل في مؤتمر صحفي بالبنتاجون الأسبوع الماضي، والذي قال فيه إن الولايات المتحدة تمر بمرحلة تتضمن: «التفكير في جميع الخيارات». وهذا التحول الذي كان مدفوعاً- جزئياً- بتوافر أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في الصراع في سوريا، يمكن أن يتسارع، لو توافرت علامات على امتداد خطر الحرب، وتحولها إلى صراع إقليمي أكبر. يوم الأحد الماضي أفادت الأنباء بأن إسرائيل ضربت أهدافاً في سوريا مرتين. في إحدى المرتين قصفت الطائرات صواريخ يعتقد أنها كانت متوجهة لـ «حزب الله» الشيعي اللبناني، الذي يساعد بشار في قتاله ضد المعارضة وعناصرها الذين ينتمون في غالبيتهم للطائفة السنية. ويمكن لكيري الذي كان مقرراً أن يقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ووزير خارجيته سيرجي لافروف استخدام الأحداث الأخيرة في سوريا، في محاولة لإقناع روسيا بتبني موقف أكثر تعاونية، والتخلي عن موقفها الحالي القائم على دعم الأسد وحمايته من كافة أنواع الضغوط الدولية، وإقناعه بالتنحي عن السلطة لإفساح الطريق لعملية الانتقال السياسي في سوريا. حتى الآن امتنعت الولايات المتحدة عن تزويد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة قاتلة، وهو ما يرجع جزئياً قلقها من وقوع أنواع معينة من الأسلحة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف في أيدي الإسلاميين الراديكاليين. أما في الوقت الراهن، وعقب التطورات الأخيرة في الأحداث، والضغوط الدولية فإن الولايات المتحدة -على ما يعتقد- باتت تميل باتجاه تزويد المقاتلين بأنواع معينة من الأسلحة، تحت نظام تدقيق صارم، لضمان عدم وقوعها في الأيدي الخطأ. في الوقت نفسه، يطالب بعض أعضاء الكونجرس، مثل عضوي مجلس الشيوخ «الجمهوريين» السيناتور «جون ماكين» (أريزونا)، والسيناتور لندسي جراهام (ساوث كارولينا) بقيام الولايات المتحدة بفرض منطقة حظر طيران على أجزاء من سوريا لتوفير ملاذات آمنة للمدنيين والمقاتلين. الحال ألا أحد في الولايات المتحدة ينادي في الوقت الراهن بوضع جنود على الأرض. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل إن التدخل في سوريا، حتى من دون جنود أميركيين، أمر لا يحظى سوى بأقل قدر من التأييد وسط الأميركيين. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته «كريستيان ساينـس مونيتـور»، و» تي. آي. بي. بي» فـي 3 أبريل الماضي أن ثلثي الأميركيين -62 في المئة- يعارضون تدخل بلادهم في الشرق الأوسط، في حين لا يؤيد ذلك سوى ربع عدد الأميركيين فقط. ونتيجة هذا الاستطلاع تتوفق مع نتائج استطلاعات رأي أجريت خلال الآونة الأخيرة لقياس رغبة الأميركيين في التدخل العسكري في سوريا. وعدم رغبة الأميركيين العاديين في رؤية بلادهم تتدخل في سوريا قد ازداد لا شك منذ تاريخ إجراء الاستطلاع المذكور بسبب الأحداث التي وقعت في سوريا. فأنباء الضربتين الجويتين الإسرائيليتين على موقع قريب من دمشق، وتقرير الأمم المتحدة بشأن أن بعض المتمردين استخدموا غاز «السارين» يجب أن يجعل الولايات المتحدة أكثر حرصاً من قبل. وقد استغلت بعض الأصوات الداعية للتدخل في سوريا الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع في هذا البلد، واعتبرتها دليلاً على عزم إسرائيل وحسمها في العمل، مقارنة بعدم الحسم والتردد الذي يسم تصرفات الإدارة، ولكن أصوات أخرى، مثل «ديفيد كورترايد» مدير الدراسات السياسية في معهد «كروك» لدراسات السلام الدولية في إنديانا التابع لجامعة نوتردام يقول: «الهجمات الجوية الإسرائيلية على سوريا تعتبر خرقاً سافراً للقانون الدولي» ويضيف: «ويرجع ذلك تلك الهجمات تزيد من خطر تمدد الصراع وانتشاره في المنطقة، ولأنها ستجعل الولايات المتحدة أكثر تردداً عند طرح عملية التدخل العسكري في الأزمة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©