الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميزان العدالة

ميزان العدالة
31 أكتوبر 2008 01:54
تجمدت الدموع في العيون، بل تحجرت، لم تعد تجدي نفعاً، اصبحت بلا قيمة، بعدما سالت وانهمرت شهوراً طويلة مصحوبة بالأسى والألم والحسرة· وليدة الحزن الدفين، والضغوط النفسية التي لا حدود لها، امتلأ القلب عن آخره ولم يبق به مكان لمزيد من الحزن، هكذا كانت ''نيرمين'' عندما دفعها الشرطي وهو يتملكه الغيظ والضيق منها، القى بها داخل محبسها وهو يريد أن يمزقها، يغلي من فعلتها لولا أنه يعلم حدود سلطاته، وأنه لا حق له أبدا في تصرفاته هذه، لكنه لم يستطع أن يتمالك أعصابه وهو يردد هذه الكلمات بصوت خفيض إن القطة تدافع عن صغارها، فكيف طاوعتك يداك على فعلتك؟ ···كيف وافق عقلك؟· انتهى حوار الشرطي مع نفسه بأن دفعها في الغرفة الضيقة المظلمة ولولا الطفلة الصغيرة التي تم فطامها حديثاً لكانت دفعته أقوى وأعنف وأغلق الباب الحديدي ذا القفل الكبير· زاغت عيناها في المكان المظلم، الغرفة مغلقة بإحكام، لا متنفس فيها ولا تعرف الشمس ولا الهواء ولا علاقة لها بهما، انزوت في أحد أركانها على الأرض الرطبة· حاولت أن تهدئ من روع الصغيرة التي انخرطت في نوبة صراخ وعويل، امسكت برقبة أمها وهي لا ترى ملامحها في هذا الظلام الحالك، وفشلت الأم في اسكاتها لوقت طويل وفشلت ''نيرمين'' في استدعاء دموعها مرة أخرى، وهي الآن أحوج ما تكون اليها، لكن الدموع عصت وكأنها ترفض الخروج من عيون لا تستحق! كانت كثرة البكاء كفيلة بأن تنام الصغيرة وهي لا تدري ما ذنبها ولا أين هي ولا لماذا هي هنا ولا حتى ما هو هذا المكان؟ وضعتها على فخذيها وهي تهدهدها كي لا تصحو مرة أخرى· على الأقل لساعات طوال بينما استرخت هي واستسلمت لأفكارها وراحت تستعرض شريط ذكرياتها الذي يداهم رأسها ويطرق مخها بقوة، يتسلسل أحيانا ويتداخل أحيانا أخرى لكن البداية التي تنطلق منها الذكريات لا تستطيع تحديدها، لا تعرف شيئاً عن الطفولة المبكرة غير أنها نشأت وسط أسرة فقيرة معدومة، بين ستة من الإخوة والأخوات وأب وأم لا يجدون بالكاد لقمة الخبز، ملابسهم دائما ممزقة وقليلا بل نادرا ما تكون جديدة من أردأ وأرخص الأنواع، وقد خرج الصغار جميعا إلى العمل في هذه السن المبكرة يعملون، في الحقول هنا وهناك بأجور زهيدة· حتى عندما كبرت البنات اخواتها، لم يكن مرغوباً فيهن كثيرا للزواج، فلا يوجد فيهن ما يغري، فالجمال عادي، والمال مفقود والحسب غير موجود· ومن ثم ليس أمام ابيهن اختيار أو تردد أو شرط فيمن يتقدم لإحداهن· والفتيات ايضا كن كذلك، حلم كل واحدة لم يتجاوز ذلك، كل منتهاها أن تفوز الواحدة منهن بشاب· لا ليحملها على حصان أبيض في حفل اسطوري وانما في كوخ صغير وينتشلها من هذا المستنقع·· إلى أن جاء الدور وجاء ''صابر'' يدق باب هذه الأسرة الفقيرة يطلب يد ''نيرمين'' زوجة له· كانت تلك هي الفرحة الأولى بل الوحيدة في حياتها وسنى عمرها التي بلغت الثالثة والعشرين· انتقلت ''نيرمين'' الى بيت زوجها لكن لم تكن الحال افضل كثيرا، فالزوج يعيش في بيت أسرته التي لا تختلف حالها كثيرا عن أسرتها، فهو الصبي الوحيد بين خمس فتيات لم يتزوجن بعد، فوجدت نفسها وقد انتقلت من سيء الى أسوأ· شهور قليلة مرت على الزواج، شعرت بعدها بجنين يتحرك في احشائها، لم تكن كغيرها من الزوجات فرحة بهذا الحمل المبكر بل يكاد يكون غير مرغوب فيه فهي لا تريد تكرار نسخة ثالثة من مأساة اسرتها واسرة زوجها لكن ما حدث قد حدث، إلا أن المأساة الكبرى والتي لم تكن تتوقعها· هي رد فعل زوجها الغاضب حيث توعدها بالويل والثبور وعظائم الامور اذا جاء المولود أنثى، فهو يكره الاناث كراهة التحريم، ويكفي انه نشأ بين خمس منهن بلا أخ، ولا يريد أن يبتلي بشيء منهن، ذلك كله جعل رأسها يدور ولا تدري ماذا تفعل ولا كيف تتصرف في أمر لا دخل ولا يد لها فيه، لكنها ستجني سوء العاقبة إن حدث ذلك· جاءت لحظة المخاض وكادت روحها تخرج مع المولود، لم يكن ألم الولادة أكبر من ألم انتظار النتيجة بل كل تفكيرها كان فيما ينتظرون·· المهم جاءت هذه اللحظة بعد ساعات من الألم المزدوج، جاءت مخيبة لكل الظنون والآمال· قضت على الأماني والأمنيات· ساد الهم والغم والكدر لأنها وضعتها أنثى، انصرف الجميع من حولها كأنها ارتكبت جريمة، وظلت في هذه المذلة أياما وأسابيع وشهورا· وبدأت الحلقة الثانية من المسلسل الدرامي عندما شعرت بأعراض الحمل مرة أخرى، لتجدد المأساة وتتحول الى مرجل يغلي ويفور لكنه لا يُخرج ما بداخله ولا تخف حرارته· بل تزداد اشتعالا ولقيت هذه المرة اكثر مما لقيت في حملها الاول من تعنيف ولوم وتوبيخ بل زاد الطين بلة انها فوجئت بالكارت الأحمر يلوح به زوجها بأنها ستخرج من بيته وحياته نهائيا وسيتم طلاقها اذا جاءت بأنثى مرة اخرى وكررت خطأها· وبعدما ظلت تترقب وتتعجل الدقائق والثواني أملا في لحظة الخلاص والنجاة·· جاءها المخاض وكما كان في المرة الاولى رغم صعوبته وآلامه· أقل من آلام ترقب وانتظار النتيجة وكل فكرها منصب على كلمة النجاة أملا في الطوق الذي ينقذها من كل من حولها وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن· بل جاءت الطامة الكبرى فالمولود انثى· لم تكن ردود الفعل أقل عنفا، بل ازدادت حدة وضراوة·· قاطعها زوجها تماما·· وجدد تهديداته بطلاقها· وطردها مع ابنتيها من منزله· ولكن كيف لها أن تعود إلى بيت أبيها وهي تحمل معها اثنتين أخريين· ضاقت بها الدنيا بما رحبت وضاقت عليها نفسها ولم تجد مفرا ولا مخرجا غير الذي فتحه لها الشيطان حيث قدم لها الحل· يسره لها· وزين لها الحلول التي ستريح الجميع وعليها فقط ان تضحي بهذه المولودة من أجل أن تعيش هي وابنتها الأولى ومن أجل إرضاء زوجها الذي لم يقبل حلا بديلا عن الخلاص من هذه التي لا يرغب فيها· قلبّت الأمر كثيراً وترددت قليلا وضعفت أمام هذه الضغوط كأنها مسلوبة الإرادة غلقت أمامها السبل وفكرت في تعديل الخطة بأن تتخلص هي من حياتها ولكن لمن تترك هاتين الصغيرتين· اتخذت قرارها وحسمت أمرها· حملت الرضيعة بين يديها، سارت ''نيرمين'' بصغيرتها الى النهاية وهي تمني نفسها بالحصول على رضا زوجها والخلاص من المولودة كأنها خطيئة يجب الا تبقى· ويجب محوها تماما· في لحظة تجمدت فيها المشاعر وتوقفت الأحاسيس وتحجر القلب وتغيرت صفات الدم· القت بالصغيرة في الترعة العميقة لتغوص ''الموءودة'' بذنب ابيها وأمها في الماء يجرفها التيار وتودع الحياة في هدوء، لكن حياتها لم تذهب سدى، بل شاء الله أن تتكشف الجريمة في نفس اللحظة، ويعرف الجميع بما حدث ويتم إبلاغ الشرطة والقبض على ''نيرمين'' وزوجها ''صابر'' بتهمة القتل العمد لابنتهما· لم تكن مهمة الشرطة والنيابة في التحقيقات صعبة في الحصول على الأجوبة التي طرحوها اولا على الأم ثم اعادوا طرحها على الأب·· فكلاهما أجاب واعترف واقر بأدق التفاصيل بل ربما تتطوع ''نيرمين'' احيانا بين الأجوبة باضافة تفاصيل واعترافات لم تسأل عنها بعد ولم تطلب منها، كانت تبادر بأقوالها وتؤكد اعترافها بأنها مجرمة تستحق كل ما يمكن أن تواجهه أو تلاقيه حتى لو كان الإعدام بل أن الإعدام هو الحل الوحيد الذي يريحها مما هي فيه من عذاب ولا يجبر خطيئتها غير الموت بأي شكل· وفي نهاية هذه الاعترافات الوافية امرت النيابة بحبس الزوجين وتقديمهما الى محاكمة عاجلة وتم نقل الزوج الى سجن الرجال بينما ''نيرمين'' في سجن النساء مع صغيرتها الأولى التي دائما تذكرها بجريمتها في حق أختها هذا اذا نسيت للحظات ليكون عذاب الضمير اقوى من العقوبة التي تنتظرها من المحكمة· وليمة الخيانة! ممدوح العربي، القاهرة ـ استيقظ سكان العقار الذي وقعت فيه هذه الجريمة المروعة على صوت ارتطام عنيف هز سكون الليل، وهرع عدد منهم الى مصدر الصوت لتتسمر أقدامهم امام جثه جارهم المحاسب ''أحمد'' المسجاة على السلم، وعندما تأكدوا من وفاته انسحبوا في صمت كل الى بيته بعد أن اعتمد كل منهم على الآخر في إبلاغ الشرطة بالحادث، ومرت اربع ساعات دون أن يبلغ احدهم الشرطة خوفا من المساءلة· وحضر الى العقار شقيق المحاسب للذهاب معه إلى مستودع الإسمنت الذي يعمل فيه القتيل لشراء كمية من الاسمنت، حاول الاتصال بشقيقه عن طريق محموله فوجده مغلقا فقرر الصعود اليه في شقته، وعند وصوله إلى الطابق الثاني وجد شقيقه ملقي على السلم جثة هامدة، فصرخ وألقى بجسده فوقه وانخرط في البكاء واسرع الى شقته في الطابق الرابع وطرق الباب بشدة وعندما فتحت زوجة الشقيق القتيل وخلفها ابناؤها الثلاثة، صرخ فيهم: قتلوا أخي·· وسقط على الارض· انتقلت الشرطة إلى مكان الحادث، وصعد ضابط البحث الجنائي لمعاينة الجثة ومعهم مفتش الصحة، كان القتيل يرتدي بيجامة خضراء، وتوجد جروح في الرقبة والقدمين··· وأكد مفتش الصحة أنه قتل خنقاً منذ ساعات، ولاحظ الضابط أن القتيل لا يلبس حذاء وأن ملابسه الداخلية نظيفة مما يؤكد انه ارتداها في وقت قريب لارتكاب الجريمة· صعد الضابط الى شقة القتيل مع خبير المعمل الجنائي، ووجد المنقولات الزوجية مرتبة وبحث عن احذية القتيل وجمعها في سلة ودخل غرفة النوم ووجد السرير مرتبا مما يؤكد أن الزوجة استيقظت مبكراً وقامت بتنظيف وترتيب الشقة، وشاهد صحيفة تحمل تاريخ يوم وقوع الجريمة ملقاة على الأرض· رواية الزوجة أنكرت الزوجة معرفتها بالحادث، وأكدت أن زوجها خرج مبكراً لصلاة الفجر في المسجد، وأنها علمت بوقوع الجريمة من شقيق المجني عليه· وسألها الضابط عن اصدقائه وأعدائه فانخرطت في البكاء، ونظر إليها الضابط ولاحظ أنها جميلة وممشوقة القوام وترتدي ملابس أنيقة وقارنها بزوجها الذي يكبرها بـ 25 عاماً وكان طويل القامة عريض المنكبين قمحي اللون وعلامات الغضب تظهر على وجهه· جلس الضابط وخبير المعمل الجنائي في الشقة أكثر من ساعة يفكران في الجريمة، وهل تم ارتكابها داخل الشقة أم خارجها؟ وهل الزوجة وراء ارتكاب الجريمة؟ وكيف ارتكبتها؟ وهل هناك شريك؟ ولماذا تم إلقاء الجثة على سلم العمارة؟· واستدعى الضابط الزوجة داخل غرفة النوم لسؤالها عن زوجها·، فانهارت وانخرطت في بكاء متواصل وانتظر حتى تهدأ ثم واجهها بأنها شريكة في جريمة قتل زوجها، فأنكرت بشدة وأكدت أن زوجها عاد في الفجر ومعه الصحيفة ولا تعلم إن كان خرج بحذائه أم لا· واستمر التحقيق معها عدة ساعات ولم يصل معها الضابط الى نتيجة، وبدأت المباحث مراقبة هاتف الشقة ومعرفة كل من له صلة بالمجني عليه، وجاءت المكالمات لمدة اسبوع خالية من أي حديث عن الجريمة، وفي أحد الأيام تلقت الزوجة مكالمة تليفونية من شاب وقالت له: لاتتصل بي مرة أخرى ويكفي ماحدث، وعندما حاول الاتصال بها بعد ذلك اغلقت التليفون في وجهه اكثر من مرة· حددت المباحث رقم تليفون المتحدث وتبين أنه طالب جامعي، ومقيم في قرية بالفيوم وهي نفس القرية التي نشأت فيها الزوجة، وكشفت التحريات أنه يتردد على الشارع الذي تقطن فيه زوجة القتيل، وتأكد للمباحث أن هناك علاقة بين الشاب وزوجة القتيل وأنهما وراء جريمة القتل· وأعد رجال المباحث كميناً للطالب في أحد الشوارع المجاورة لمسكن المجني عليه وتم القبض عليه واقتياده الى قسم الشرطة وواجهه الضابط بالعلاقة الآثمة بينه وبين زوجة القتيل وأنها اعترفت عليه وعندئذ اعترف الشاب بارتكابه الجريمة مع الزوجة للتخلص من الزوج ليخلو لهما الجو· واقتاده الضابط الى مسرح الجريمة وواجه الزوجة باعترافات عشيقها فأنكرت تماماً· وفي تحقيقات النيابة توالت الادلة التي تثبت تورط الزوجة وعشيقها في الجريمة والتزمت الزوجة الصمت خلال التحقيقات فأمرت النيابة بحبس الاثنين على ذمة المحاكمة· في المحكمة وفي أولى جلسات المحاكمة وقفت الزوجة بملابسها البيضاء وعيناها زائغتان تنظر يمينا ويساراً تسأل عن أطفالها الثلاثة، وعندما اقتربت منها عدسات المصورين غطت رأسها بإيشارب ابيض· وبدأت الجلسة وتلا وكيل النيابة قرار الاتهام وأشار الى المتهمة وعشيقها قائلا: إن هذه السيدة اتفقت مع عشيقها على قتل زوجها وقاما بخنقه بعد تكبيله بالحبال وألقيا بجثته على السلم· ووجه إليهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وطالب هيئة المحكمة بتوقيع عقوبة الاعدام· ووقفت الزوجة امام هيئة المحكمة تدلي بأقوالها قالت: نشأت في منزل ريفي بين أب وأم وأشقاء، وحالتنا لاتسر عدواً ولا صديقاً، وعندما شعرت بأن المسؤولية كبيرة على كاهل والدي اضطررت للعمل في احد المصانع وارتبطت بعلاقة حب مع زميل لي في المصنع، وبعد عام من الحب تقدم للزواج مني واكتشف الفقر الذي نعيشه فهرب ورفض الارتباط بي، وانتظرت طارقا اخر يمتلك الامكانات المادية حتى لو كان عجوزا، وارتبطت بزوجي القتيل الذي يكبرني بربع قرن، ولم أقصد قتله ولكني كنت أريد التخلص من العيش معه لانه بخيل جداً في كل شيء وجاف عاطفيا ولايعرف معنى الانوثة ولايقدر جمالي، ويساوره الشك في كل شيء ويعلم تماما أنني كرهته في الفترة الاخيرة·· نعم كرهت رائحته ورفضت النوم بجواره منذ أشهر· وأضافت الزوجة: في احدى الزيارات القليلة لاسرتي تعرفت على الشاب ''محمد'' الذي سحرني بكلامه المعسول ووسامته ولاحظت انه يعشقني بعنف وتحدثت معه عن مشاكلي مع زوجي وأصر على مساعدتي لانقاذي منه حتى نعيش سوياً بعد ازاحته من حياتي· وقبل الحادث بأيام طلبت الطلاق فطلب زوجي أن اغلق هذا الموضوع نهائياً واكد أنه لن يتركني مهما حدث وأيقنت من أنني سوف أظل حبيسة هذا الزواج ولن أفلت منه وخلال هذه الفترة تردد ''محمد'' عليّ في القاهرة وخرجت معه 3 مرات فقط وفي كل مرة كان يطلب مني أن اخبره بطريقة للتخلص من الزوج· ومع إصرار عشيقي على القتل، طلب مني أن أخبره بميعاد استغراق زوجي في النوم· وفي ليلة الحادث اتصل بي وتأكد من وصول زوجي وانتظر اسفل العمارة من العاشرة مساء الى الثالثة صباحاً وبعد استغراق زوجي في النوم فتحت الشباك وأشرت الى عشيقي فصعد بسرعة· وفتحت له الباب وكانت معه صحيفة تركها في الصالة ودخل خلفي غرفة النوم وتأكد من نوم زوجي وتركته وذهبت للغرفة الاخرى حتى انام أنا وأبنائي وفوجئت به يطلب مني المساعدة لأن زوجي ضخم الجسد وقوي البنيان ويمكن أن ينهض فجأة ويضربه ويكتشف الجريمة· وطلب مني عشيقي حبلا وعصا غليظة لاستخدامها في حالة المقاومة وأمسكت بقدمي زوجي وامسك عشيقي الحبل وخنق زوجي به حتى تأكد من موته وعندما حاول زوجي الدفاع عن نفسه تناول عشيقي المكواة وضربه بها على رأسه عدة مرات· بعد أن تأكدنا من موته فشلنا في التخلص من الجثة لأن زوجي وزنه ثقيل ويصعب نقله في كيس وطلبت من عشيقي نقل الجثة بعيداً عن الشقة وقمنا سويا بنقلها إلى السلم وعندما سمعنا صوت أحد السكان يصعد تركنا الجثة على السلم ودخل معي الشقة وأخذني في أحضانه وكنت ارتعش من الخوف وبعد ذلك أعدت ترتيب الشقة وجلست في انتظار اكتشاف الجريمة· ونادى القاضي العشيق ليتحدث عن جريمته فوقف هادئاً متماسكاً وقال: نعم قتلته وتخلصت منه حتى أعيش مع زوجته وأتزوجها بعد ذلك لأنه لايستحق أن يعيش معها فهي جميلة وطيبة وطلبت منه الطلاق اكثر من مرة لكنه رفض فكيف تعيش مع رجل تكرهه؟ فالاولى أن يخرج هو وينسحب من حياتها لذلك صممت على التخلص منه بالقتل وضربته بالمكواة كثيراً وكانت آخر كلماته لزوجته: يا خائنة يا خائنة، وجلست مع عشيقتي وتناولت كوب شاي ونزلت من الشقة وذهبت الى كليتي لأداء الامتحان ثم سافرت الى قريتي بالفيوم وكل يوم كنت اشتري الصحف لمعرفة الحادث وعلمت باكتشاف الجثة دون أن يتم القبض على الجاني واتصلت بها تليفونيا اكثر من مرة وفي كل مرة كانت تغلق التليفون وألقي القبض عليً لاواجه مصيري المحتوم· رفع القاضي الجلسة لمرافعة الدفاع وبعد المداولة أصدر الحكم بإعدام الزوجة والعشيق·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©